يالو الكنعانية في ظل الدولة العثمانية

بعد مرور (50) عاماً من النكسة أهالي يالو وعمواس وبيت نوبا ومن معهم مصممون على حق العودة وجذورهم ضاربة في رحم التاريخ، نسخة خاصة لابن قرية يالو البار لها ولأهلها الدكتور الشيخ أحمد العرب حفظه الله

 

إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

الحنين إلى الماضي جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني ، اليوم يكون مضى على ذكرى النكسة خمسون عاماً وعلى ذكرى النكبة تسعة وستون عاماً ، إنها الذكرى الخمسين لنكسة حزيران 1967م واحتلال كامل القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء وإخراج أهالي مدينة قلقيلية من مدينتهم وخراب وإحراق ثلثيها لكن عاد أهلها إليها وعمرت مثلما كانت وكذلك خلع وطرد قرى بيت نوبا ويالو وعمواس وبقية باقية من قريتي دير أيوب واللطرون أخرجوا على طريقة التطهير العرقي ، تاركين الأرض أعز ما يملك الانسان مسقط الرأس وملعب الصبا ، وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم التاريخ والجغرافيا وهي مستمرة ، ولا زالت تصادر الأرض وتقييم المستوطنات وتحاصر القدس وترفض عودة اللاجئين والنازحين .إنها أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب الضعيفة وإقصاء العدالة وتمجيد القوة .

لقد أجمع أهالي قرى اللطرون : عمواس وبيت نوبا ويالو ومن معهم وبعد مرور خمسين عاماً على النكسة إنهم مصممون على العودة ، إن قراهم ضاربة جذورها عميقاً في رحم التاريخ وعمق الأرض ، ومهما يكن من أمر ومهما جنى المطرود عن أرضه من خيرات وأموال ومصارف ومناصب وثروات لا يستطيع نسيان صورة الأرض التي بناها أجداده الكنعانيون فعليها استشهد الفاتحون في طاعون عمواس وأنتصر صلاح الدين حيث كانت هذه المنطقة مركز قيادة لجيشه إن هذه الأرض معشوقة مغروسة في الوجدان فواحة الخير الذي لا ينقطع تواصله ، ويبقى العبق موجوداً كمجد قديم حديث ، إنه شعور لا يوصف بل يمارس ممارسة فعلية ولا يعادله أي شعور لأجمل البلدان وأكثرها غنى وزينة ، أمير الشعراء أحمد شوقي فضل وطنه على جنان اسبانيا وجمال الأندلس حين قال :

وطني لو شغلت بالخلد عنه                 نازعتني إليه في الخلد نفسي

نعم إنها متعة الاتصال الحقيقي مع الأرض المباركة .

كم كانت سعادتي في لقاء مجموعة من صحفيي ايطاليا الذين يمثلون مجموعة من المؤسسات التضمانية الإيطالية للوقوف مع الشعب الفلسطيني وهم من من قرروا أن يعملوا رسلاً متضامنين مع أهالي قرى عام النكسة 1967م يالو وعمواس وبيت نوبا ومن معهم وذلك من خلال عمل فلم وثائقي عن هذه القرى بمناسبة مرور خمسين عاماً على النكسة .

وهؤلاء الايطاليون بالإضافة إلى ما يقومون به بعثوا بتقارير موثقة نشرت في الصحف الإيطالية الرسمية وغير الرسمية ، بهدف زيادة الوعي وجلب المتضامنين من الجمهور الأيطالي .

ومن هؤلاء الذين التقيتهم الصحفي (كريستوف) والصحفية (شيسليا) والمصور الصحفي (جان) الذي عمل العديد من المعارض التي تظهر معاناة الشعب الفلسطيني في إيطاليا وأوروبا أما (شيسليا) فقد شاركت في الأعوام العشر الماضية في كتابة التقارير الصحفية وتأليف الكتب حول الإنتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني كذلك الصحفي (كريستوف) فقد عمل مواضيع بحثية عن الانتهاكات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ، وبحثاً حول المياه ونشر حقائق حول الوضع المائي ، وكان يرافقهم الدكتور محمود الزواهرة الذي قام بالترجمة لهم وكان اللقاء الأول في بيتي بحضور الاستاذ أحمد علي زايد أبو علاء وزوجته السيدة كريمة جاسر زايد أم علاء وهم من بيت نوبا والاستاذ ناجح أبو العبد من قرية يالو والسيدة بهية محمد سليمان أم عبد الله من قرية دير أيوب والمولودة في يالو وكنا معهم في لقاء استمر حوالي الساعتين وفي نهاية اللقاء وضحت للدكتور زواهرة حول القرى الثلاث يالو وبيت نوبا وعمواس ومن معهم والقرى التي معهم هي قريتي اللطرون ودير أيوب ، فكانت قرية اللطرون قد هُجر أهلها عام النكبة 1948م وبقي لهم أراضٍ تجاور قرية عمواس بالإضافة إلى أن دير اللطرون وهو من ضمن أراضي قرية اللطرون فسكن الكثير منهم بعد النكبة في قرية عمواس وعدد منهم في أراضيهم التي تجاور أراضي قرية عمواس وأما قرية دير أيوب فقد هُجر أهلها عام 1949م بعد ترسيم الحدود النهائية فأصبح ثلاثة أرباع القرية منطقة حرام وأقل من الربع منطقة حلال وجاء الأمر من القائد الانكليزي المسؤول عن الجيش العربي الأردني بإخراجنا من الأراضي المتبقية بحجة أنها حدود أمامية فما كان من القائد العربي الأردني الكبير حابس المجالي الذي وقف مع قواته سداً منيعاً في الدفاع عن عمواس ويالو وبيت نوبا من السقوط عام 1948م وقال على أهالي دير أيوب أن يفلحوا أراضيهم المتبقية ويذهبوا إلى قريتهم في النهار من الصباح حتى المساء واستمر ذلك حتى عام 1967م باستثناء المرحوم الحاج عبد السميع عليان طينة بقي في بيته في منطقة خلة حديد القريبة من أراضي عمواس ويالو لذلك نقول القرى الثلاث ومن معهم أي اللطرون ودير أيوب .

واليوم في الذكرى الخمسين للنكسة نؤكد أن الإنسان الفلسطيني ابن بيئته يحمل معه المكان بموجوداته وذكرياته ولا ولن ينسى أبناء هذا الوطن أينما رحلوا وحيثما حلوا الأرض … الأرض المباركة أعز ما يملكون .

واليوم تحدثكم بلدة يالو عن نفسها فقط في الفترة العثمانية من خلال كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا ) للعلامة الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الدكتور ديتر هيتروت ، ثم كتاب (ملكية الأراضي في متصرفية القدس من 1858-1918م) للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر بالإضافة إلى دفاتر الطابو المفصلة العثمانية ووثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس وكذلك الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بوثائق هامة عن عدد البيوت المعمورة في نهاية العهد العثماني والاستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة عدد من الوثائق من العبرية إلى العربية والاستاذ المهندس غسان الوحيدي والاستاذ مهند عماد الذويب .

التسمية
تفيد الوثائق العثمانية القديمة في بداية القرن السادس عشر الميلادي أن القرية كان اسمها يالو وما زال الاسم موجوداً منذ تلك الفترة وحتى عام النكسة 1967م وإلى اليوم .

الموقع
تقع بلدة يالو في أقصى الشرق مع إنحراف قليل إلى الجنوب من قضاء الرملة وهي على بعد (17) كيلومتراً من مركز القضاء مدينة الرملة ويالو غرب مدينة القدس الشريف وعلى بعد (28) كيلومتراً وهي على بعد (30) كيلومتراً من مدينة رام الله ، وهي إلى الغرب مع إنحراف قليل إلى الجنوب من مدينة رام الله ومتوسط إرتفاعها (300) متراً فوق مستوى سطح البحر .

المساحة والحدود
من المعروف أن الانتداب البريطاني لم يغير في حدود القرى والمدن التي لم يتسرب منها شيئ إلى اليهود وبقيت كما هي في العهد العثماني لذلك أن مساحة أراضي يالو بلغت حسب الوثائق الفلسطينية ووثائق الانتداب (14992) دونماً وهي من القرى التي لا يملك اليهود فيها شبراً ، ويحد يالو من الشمال بيت نوبا وسلبيت ومن الغرب بلدة عمواس ومن الجنوب دير أيوب وساريس ومن الشرق بيت ثول ونطاف .

عدد البيوت المعمورة في يالو في العهد العثماني
في اللغة العثمانية كلمة خانة تعني البيت أو الحوش المعمور باللغة العربية والخانة عند العثمانيين هي البيت الكبير أو الصغير والوثائق التي بين أيدينا تبين أن عدد البيوت المعمورة في قرية يالو عام 1556م (40) بيتاً معموراً وعام 1597م كانوا (38) بيتاً معموراً ، أما في عام 1871م فكانت البيوت المعمورة قد وصلت إلى (67) بيتاً معموراً وفي عام 1895م بلغت (90) بيتاً معموراً ، أما في عام 1914م وصلت البيوت المعمورة إلى (165) بيتاً معموراً .

عدد السكان في يالو في الفترة العثمانية
جاء في الدفاتر المفصلة العثمانية وفيها أسماء أرباب دافعي ضريبة الزراعة وخصوصاً في القرن السادس عشر الميلادي أن البيت المعمور أو كل رب أسرة ويبلغ معدل عدد الانفس في الأسرة من خمسة إلى سبعة لذلك نقول أن عدد البيوت المعمورة أو الاسرة في يالو عام 1556م بلغ (40) أسرة أي 40×5=200 نفساً وعام 1596م كانوا (38) أسرة أي 38×5=190 نفساً ، أما عام 1871م فكانوا (350) نسمة تقريباً وعام 1905م حسب الإحصاء العثماني وصلوا إلى (789) نسمة وفي عام 1913م كانوا (825) نسمة منهم (434) ذكراً و(391) أنثى .

اسماء الحمايل والأسر في نهاية الدولة العثمانية
إحزين ، جراد ، حماد ، عثمان ، غانم (العرب) ، صبح ، صالح ، عودة ، رباح ، علي ، سليمان ، عياد ، عيسى ، المصري ، الشعيبي ، زيّاد ، مطر ، صالحة ، عوض الله ، أبو دية ، نشوان ، عواد ، جار الله ، سالم ، صلاح ، الملاح ، الرُب ، حسين ، سعد ، عكاره ، محمد ، سلامة ، إبراهيم ، اسليم ، اسعيد ، عيد ، عليان ، السيد ، سايس ، أبو رياله ، الشيخ محمد ، إغريب ، مصلح ، مسلماني ، الشيخ إسماعيل ، البحلوز ، بديع ، رمضان ، رضوان ، الشيخ عبد الرحمن ، حمودة ، حمدان ، معرف ، شاهين ، زغاري ، الأصفر ، أبو قطيش ، عبد الرحيم ، سلمان ، الخضور ، ضيف الله ، المجذوبة ، أبو قطين ، علي حسين ، بطاح ، عبد الرحيم ، الخطيب ، مصطفى ، أحمد ، عطا الله ، ناجي ، المغربي .

مخاتير يالو في العهد العثماني
وظيفة مختار موجودة في يالو منذ عام 1885م وكان في القرية مختاران ، مختار أول ومختار ثان ، ولقد تسلم المخترة عدة شخصيات وكانت مهمة المختار في البلدة لها اعتبارها واحترامها وتقديرها وهيبتها وغالباً ما يعين المختار بالانتخابات أو ما تراه القرية مناسباً ومن شروط تعيين مختار أن يكون ملماً بالقراءة والكتابة ومن ملاك القرية ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيته مجمعاً وملتقى رجالات القرية وأصحاب الحاجات وبيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل قبل الوصول إلى المحاكم الرسمية في القدس الشريف أو الرملة ومن الممكن أن يصبح مختار القرية الثاني مختار أول وذلك بعد وفاة مختار القرية الأول وموافقة أهل القرية عليه ففي عام 1885م كان مختار قرية يالو علي محمد مختار ثاني وفي الوثائق الرسمية خصوصاً شهادات خلو موانع الزواج في عام 1900م تبين أن مختار أول قرية يالو هو علي محمد ، ومن مخاتير يالو في نهاية العهد العثماني الذي استطعنا معرفتهم :

1ـ مختار أول علي محمد سليمان عودة .

2ـ مختار ثاني عبد الرحيم سليمان أحمد المصري .

3ـ مختار أول علي عيد .

لجنة إختيارية يالو

لجنة اختيراية البلد كان مهامها مساعدة المخاتير في حل بعض المشاكل وهي تعين من قبل المسؤول في الناحية ولا يحق للمختار أن يفصلهم لأن من مهامهم مراقبة المختار أيضاً إذا أخطأ أو قصر في شيءولجنة اختيارية البلد مكونة من المخاتير والإمام وعدد من كبار القرية أو ممثل عن الحمايل وعرفنا من أعضاء لجنة اختيارية يالو في نهاية الفترة العثمانية :

1ـ أحمد محي الدين .

2ـ الشيخ محمد عبد العزيز إمام القرية .

3ـ علي محمد .

4ـ عبد الرحمن سليمان .

يالو في القرن

السادس عشر الميلادي

من خلال الوثائق العثمانية من الدفتر المفصل والمكتوب بخط السياق القديم وتاريخ هذا الدفتر عام 1556م وفي الدفتر وثيقة شاهدة على حقبة زمنية من تاريخ يالو ، فذهبنا إلى الخبير في قراءة خط السياق العثماني القديم الاستاذ محمد الصفدي أبو صبحي مدير الوثائق العثمانية في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في ابوديس وترجم الوثيقة من اللغة العثمانية إلى اللغة العربية وساعده في الترجمة الاستاذة بسمة العباسي المسؤولة في إدارة قسم الوثائق العثمانية وبعد ترجمتهما تبين لنا أن قرية يالو عام 1556م كانت قرية مزدهرة بأراضيها ، وتفيد الوثيقة والتي فيها أسماء أرباب الأسر من أهالي يالو الذين يدفعون ضريبة الزراعة واسم المزروعات ، وعدد أرباب الأسر (40) ولهم (40) خانة والخانة هي البيت المعمور وكانت تابعة ناحية الرملة ، أما أسماء أرباب الأسر التي تدفع ضريبة الزراعة هم : علي بن مزروع ، محمد بن كوبال ، خاطر بن كوبال ، بطيحة بن هريش ، سالم بن سليم ، عبد القادر بن سليم ، ثابت بن هريش ، عامر بن ثابت ، مولد ابراهيم بن خليل ، صالح بن مو… ، عمر بن خطاب ، محمد بن داود ، حسن بن علي ، رمضان بن سليمي ، بركات بن بريك ، محمد بن رمضان ، إبراهيم بن بريك ، نعمة أبو شريم ، ياله بن أبو شريم ، محمد بن حمود ، علي بن حمود ، مصلح بن صالح ، غانم بن داود ، ثابت بن بدر هريش ، محمد بن علي ، معدله بن مبارك ، ابراهيم بن مبارك ، سليم بن مبارك ، طاهر بن ثابت ، عمران بن علي ، حميده بن علي ، إبراهيم بن حسن ، أحمد بن حسن ، عبد القادر بن خليل ، خطاب بن طاهر ، محمد بن صباح ، مظفر بن ثابت ، رمضان بن خليل ، محمد بن ناصر ، ولهم (40) خانة والخانة هي البيت أو احوش المعمور .

مصروفات القرية قسم من الثلث واسماء المزروعات هي الحنطة ثلاث غرارات وقيمتها (1330) أقجة والأقجة عملة مصنوعة من الفضة كانت قيمتها في بداية الدولة العثمانية عالية وغالية الثمن ، ثم الشعير ثلاث غرارات وقيمتها (780) أقجة ومال صيفي مع قطن وخراج أشجار ورغن وزيت وغيره قميتهم (1800) أقجة والرغن أي السمنة ورسم الماعز والنحل (130) أقجة ونصف رسم عروس وباد هوا (150) أقجة .

وثيقة عام1597م
كانت قرية يالو في عام 1597م مزدهرة خصبة أراضيها وكان فيها (38) رب أسرة مسلمة يدفعون الضريبة الزراعية بقيمة (33%) على المنتوجات الزراعية وكانت قرية يالو تابعة إلى لواء غزة ـ ناحية الرملة ، أما المنتوجات الزراعية فهي :

1ـ القمح أو الحنطة وقيمة الضريبة (1500) أقجة .

2ـ الشعير وقيمة الضريبة (810) أقجة .

3ـ بقية الحبوب والزيتون (1790) أقجة .

4ـ رسوم الزواج (200) أقجة .

5ـ رسوم الماعز (200) أقجة .

6ـ المجموع الكلي (4500) أقجة .

يالو ناحية بني مالك حتى عام 1899م
من خلال الوثائق تبين لنا أن قرية يالو تتبع ناحية بني مالك وذلك بعد خروج أو هزيمة إبراهيم باشا من الشام بما فيها فلسطين وذلك عام 1840م وكانت قرى بني مالك حتى عام 1899م تابعة للقدس الشريف وهي : يالو ، اللطرون ، خربة المصباح (خربثا المصباح) ، ساريس ، لفتا ، قالونية، الطيرة ، دير ياسين ، دير أيوب ،سلبيت ، بيت إجزا ، بيت سيرا ، بيت عور الفوقا ، بيت عور التحتا ، عجنجول ، بيت دقو ، بيت عنان ، صوبا ، القبيبة ، بيت لقيا ، قطنه ، بيت سوريك ، بيت نقوبا ، بيت محسير ، القسطل ، القرية وهي قرية العنب أبو غوش وكانت كرسي بني مالك حتى عام 1899م .

يالو ناحية صفا منذ عام 1899م
كانت منطقة القدس مقسمة إلى عشرة نواحي حتى عام 1899م قلصت إلى أربعة نواحي مع تغيير الأسماء ليصبح سنجق القدس كالتالي : ناحية بيت لحم ، وناحية عبوين ، وناخية رام الله ، وناحية صفا ، وأما قرى ناحية صفا فهي : صفا ، يالو ، عرتوف ، إشوع ، دير أيوب ، خربة المصباح (خربثا المصباح) ، بيت لقيا ، بيتر سيرا ، بيت دقو ، صرعا ، الطيرة ، بيت عور التحتا ، بيت عور افوقا ، بيتللو ، راس كركر ، الجانية ، دير عمار ،جمالا ، أبو شخيدم ، مزرعة شريتح ، كفر نعمة ، دير بزيع وكانت ناحية صفا تتبع القدس الشريف .

خرب يالو
تحتوي أراضي قرية يالو الشاسعة على عدد من الخرب والتي يعود تاريخها إلى عصور قديمة ومن هذه الخرب :

1ـ خربة أم الحمص .

2ـ خربة حيبا وهي غرب القرية وفيها بئر قديم ومعصرة زيتون ومدافن .

3ـ خربة القصر وهي في جنوب شرق أراضي القرية .

4ـ السوادية : وهي في غرب أراضي القرية وتحتوي على قبور محفورة في الصخر وفيها مدافن ومعاصر .

5ـ خربة الشيخ بريك وتقع هذه الخربة في الشمال الغربي ضمن أراضي قرية يالو .

6ـ خربة طل وارجع وتقع في غرب أراضي القرية وفيها مغر وقبور واساسات أبنية .

7ـ خربة القوقعة (الكوكعه) وهي ضمن أراضي يالو الشرقية ، وفيها بقايا أثرية تعود إلى عصور مختلفة .

8ـ خربة بير مزة وهي شرق القرية .

9ـ خربة خيط زيدان وتقع في الجهة الشرقية من يالو .

10ـ خربة العقد وهي على حدود يالو مع عمواس .

11ـ خربة البدادين وتقع بين يالو ودير أيوب وأراضي الخربة مشتركة بين القريتين وتضم آثار قديمة.

الجامع العمري والمقامات والمقبرة
أ ـ يوجد في يالو مسجد عمري قديم وتقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وهو أيضاً المدرسة الفعلية قبل بناء المدارس وكان إمام المسجد في نهاية الفترة العثمانية يقوم بتعليم الطلاب القراءة والقرآن والكتاب لهذا نلاحظ أن كثيراً من كبار السن الذين ولدوا في نهاية العهد التركي تعلموا القراءة والكتابة وكان أمام المسجد الشيخ يوسف عبد الكريم العكرماوي والشيخ علي هاشم .

ب ـ المقامات : إرتأيت أن أنقل للقارئ الكريم عن المقامات من كتاب (قطاع اللطرون 1948م-2007م) إعداد الأستاذة حُسُن اشتيوي حسن مبارك ومما جاء في الكتاب صفحة (21) ، توجد في قرية يالو سبع مقامات إسلامية قديمة ، وهذه المقامات تقع داخل القرية مثل :

1ـ مقام الشيخ إسماعيل وسط القرية .

2ـ مقام الشيخ غريب وسط القرية .

3ـ مقام الشيخ مراد وسط القرية .

4ـ أحمد الجبارة الى الغرب من القرية .

5ـ ستنا المياسة : على تل بين يالو وعمواس .

6ـ مقام الشيخ بريك : جنوب القرية .

7ـ ويوجد جامع عمري فيها وهو مسجد قديم يقع في وسط القرية ومن الجدير بالذكر أن القرية والمقامات قد تم هدمها بالكامل عام 1967م .

ج ـ كانت في القرية قبل عام 1967م مقبرة وكان لهذه المقبرة احترام لوجود قبور شهداء المسلمين ويقال أن هذه القبور منذ الفاتحين الاوائل وشهداء مرض الطاعون وشهداء حروب الفرنجة وفي مقبرة القرية أيضاً قبور من عشيرة الوحيدي المشهورة في فلسطين .

يالو أحدى محطات آل الوحيدي منذ القرن السادس عشر
تجمع الرواية الشفوية من عشيرة آل الوحيدي أن بلدة يالو كانت إحدى القرى بل أحدى المحطات التي سكنتها عشيرة عرب الوحيدات من القرن السادس عشر وعاشوا بها أجيالاً متعاقبة ومن الذين سكنوها من آل الوحيدي الشيخ واكد والشيخ نصار والشيخ جياب والشيخ سالم وآخر من رحل منهم عن يالو الشيخ سالم الوحيدي وعائلته وكانت قبور عشيرة الوحيدي ظاهرة للعيان حتى عام النكسة 1967م في مقبرة يالو .

الحرب مع العثمانيين
أعلنت الدولة العثمانية النفير العام في جميع أركان الدولة ضد كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والصرب والجبل لأسود وجند كل رجل  قادر على حمل السلاح من أجل الدفاع عن حدود الدولة ومنطقة القدس قدمت المتطوعين الكثير وكان من نصيب يالو عدد من أبنائها الاشاوس المجاهدين الأبطال وذلك عام 1914م وهم :

1ـ محمود بن محمد سلامة.

2ـ علي بن سالم علي عثمان .

3ـ سليم بن مطر علي عثمان .

4ـ سليمان أبو لبن .

5ـ نمر بن محمود الرب.

6ـ علي بن أحمد الملاح .

7ـ محمد بن أحمد الملاح .

8ـ عطية بن محمد نصار .

وكان هؤلاء الأبطال تابعين لطابور مجاهدين القدس الشريف ، وقد ذهبوا إلى تركيا وأدوا ما عليهم من واجب ورجعوا إلى قريتهم سالمين .

ويجب أن نذكر أن كثير من المتطوعين من أبناء يالو شاركوا القوات العثمانية في معارك باب الواد ضد قوات بريطانيا العظمى ومن معهم في الحرب العالمية الأولى .

وأخيراً
إن الحنين إلى قرية يالو أرضاً وسهلاً وجبلاً وبير الجبار وبير الطويل وبير حيبة والشيخ غريب والشيخ بريك والقوقعة وعين العقد ومنطقة المشارب وأم الحمص وخربة القصر والحارات والزقايق والأحواش والعلالي والمدرسة والمسجد ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن يالو المبعد عن وطنه الذي لفحته رمضاء الغربة بعيداً عن أرضه على طريقة التطهير العرقي منذ (50) عاماً وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون الأرض مسقط الرأس وملعب الصبا ، تاركين قريتهم يالو الضاربة جذورها عميقاً في رحم التاريخ يالو المعشوقة المغروسة في الوجدان فواحة الخير عشقت من أهلها أكثر بعد النكسة والحنين إلى الماضي ما هو إلا جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني المبعد قسرياً عن وطنه وأخيراً أنه الوطن الذي لا يشغله شاغل وابن فلسطين لا ينام إلا وهو يحلم بالعودة (وما بضيع حق ووراءه مطالب) .

وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكت أين التطبيق ؟!! ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء هذا الوطن .

وفي النهاية إنها قرية يالو (ايلون) الكنعانية صاحبة التاريخ العريق وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والتفصيل من أخبار العهد العثماني وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة والمتواضعة ما هو إلا النزر اليسير لا يفي قرية يالو ولا أهلها حقهم وهي بحاجة إلى حلقات .

وقبل الإنتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بقراءة الوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله ولأسرة مكتبة شومان في عمان ، شاكراً الجميع على مساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وبإخلاص وهذه الحلقة هدية متواضعة لأهالي قرية يالو وأخص بالذكر الدكتور أحمد العرب أبو فيصل وإلى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...