طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2


إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب

لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع والتسمية والمساحة والحدود وعدد البيوت المعمورة وعدد السكان واسماء الحمايل والأسر في نهاية الدولة العثمانية وأسماء المخاتير ولجنة الاختيارية والمجلس والمضافة والمسجد والأئمة والخطباء.

واليوم في الحلقة الثانية والأخيرة تحدثكم الطيرة عن نفسها بإختصار .

المقامات

يوجد في بلدة الطيرة عدد من المقامات ومنها :

1ـ مقام الشيخ خليل وهو عبارة عن غرفة صغيرة ومبنى عليه قبة صغيرة .

2ـ مقام العين الشرقية .

3ـ مقام عين البلد .

4ـ مقام الشيخ سليمان .

5ـ مقام الشيخ ربيعة ويقع شمال القرية وهو قبر وعليه ساحة .

6ـ مقام الشيخ براق وهو عبارة عن غرفة صغيرة داخل القرية .

الزوايا

يوجد في الطيرة زاويتان يعمرهما أصحاب الطرق الصوفية وكانوا يحيون فيها ليالي الذكر خصوصاً في ليالي شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات الدينية والزاويتان لعائلة حجير وعائلة أبو راشد وخف وجود الصوفية في الطيرة في فترة الانتداب البريطاني .

المقابر

يوجد في الطيرة عدد من المقابر ومنها :

1ـ مقبرة البلدة وهي غرب القرية .

2ـ مقبرة الحارة الشرقية ويطلق عليها مقبرة آل أو دار حجير.

3ـ مقبرة الشيخ رومي .

4ـ مقبرة القهاوي .

5ـ مقبرة وادي العين .

6ـ مقبرة الشيخ خليل .

وهناك مقابر باسم الحمايل أو العائلات لكن كل حمولة كانت تدفن موتاها في المقبرة المجاورة لها .

المدرسة أو الكُتاب

كان المسجد عبارة عن مدرسة للكُتاب في الطيرة وكانت هذه المدرسة قد افتتحت في نهاية الدولة العثمانية عام 1887م تقريباً وفي عام 1893م وصل عدد الطلاب في المدرسة نحو (40) طالباً فقد تعلموا القراءة والكتابة والحساب وعلوم القرآن والأحاديث النبوية ومن شيوخ الكتاب الشيخ عبد الرحمن سلوم والشيخ محمد الخطيب ومن أراد أن يتزود بالعلم كان يذهب إلى الأزهر الشريف بالقاهرة أو مسجد الجزار في عكا وتبين أن معظم كبار السن في فترة الانتداب كانوا يلمون بالقراءة والكتابة منذ العهد العثماني .

وللعلم عام 1893م كان يوجد (72) مدرسة في قضاء حيفا وعدد الطلاب في الطيرة (40) طالباً وفي صبارين (40) طالباً وفي إجزم (30) طالباً وفي أم الزينات (25) طالباً … إلخ .

الطيرة في القرن السادس عشر الوثيقة الأولى

تكمن أهمية صور الوثائق التي بين أيدينا باعتبارها شاهداً على حقبة زمنية من تاريخ الطيرة ، بل من تاريخ هذا الوطن ، وهذه الوثائق الموجودة بين أيدينا يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي ، ونحن اليوم بحاجة للتعرف عل كل شيء من تاريخ وطننا العزيز ، وتبين لنا الوثائق أن الطيرة كانت مزدهرة بأهلها خصبة أراضيها ومما جاء في الوثيقة الأولى التي كتبت بالخط العثماني القديم وهي من دفتر المفصل لناحية مرج بني عامر وتوابعها ولواحقها التي كانت في تصرف الأمير طره باي سنة 945 هجري الموافق 1538م والوثيقة من (21) سطراً وجاء في السطر الأول اسم قرية الطيرة (طيرة اللوز) تابع ساحل عثليث وعدد بيوتها المعمورة (69) بيتاً معموراً والسطر الثاني حتى السطر السادس عشر أسماء أرباب أهالي طيرة اللوز الدافعين لضريبة الزراعة والتي كانت تدفع (25%) من الناتج ، وفي السطر السابع عشر أن الحاصل من الضريبة وهي الربع قيمته (20310) أقجات والأقجة هي العملة المشهورة والمتداولة في تلك الفترة وهي مصنوعة من الفضة وكانت قيمتها غالية وعالية ، أما السطر الثامن عشر فقد جاء فيه أن الحنطة أو القمح دفعت (65) غراره والغراره وحدة قياس وزن وقيمة الضريبة (7200) أقجة ، والشعير (50) غراره وقيمتها (3600) أقجة والسمسم (5) غرارات قيمتها (240) أقجة وعلى القطن (100) قيه (والقيه مكيال وزن في تلك الفترة) وثمنها (200) أقجة ، أما السطر التاسع عشر ففيه يبين لنا خراج الزيتون وقيمته (2500) أقجة ثم خراج التين والخروب وقيمته (340) أقجة وحق المقاطي (2000) أقجة ، وجاء في السطر العشرين حصة الوقف وهي (12) قيراطاً وحصة خاص شاهي سلطاني أيضاً (12) قيراطاً بالإضافة إلى رسم الماعز وقيمتها (600) أقجة ورسم النحل (1000) أقجة ، أما السطر الأخير فيظهر لنا مجموع حصة الميري مع الرسوم وهي (10960) أقجة وباد هوا (710) أقجات .

هذه الوثيقة الأولى أظهرت لنا الدور البارز والهام في أنها كانت مزدهرة عامرة منذ بداية العهد العثماني وقبل ذلك على مدار سنيها الخوالي .

الوثيقة الثانية

بينت الوثيقة الثانية أن طيرة اللوز في عام 1596م كانت في تصرف أحمد وعلي ولدي الأمير طره باي وتتبع ناحية ساحل عثليث التابع للواء اللجون والوثيقة مكونة من (15) سطراً وكان السطر الأول الاسم ولمن تتبع الطيرة ومن السطر الثاني وحتى السطر الثاني عشر فيها أسماء أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة وعددهم (52) رب أسرة وهم :

عودة ولد خطاب ، أحمد ولد أحمد ، عيسى ولد سعادة ، بلال ولد عامر ، سليمان ولد منصورين ، أحمد ولد حماد ، منصور ولد عبيد ، غانم ولد معلم ، علي ولد حسين ، عرام ولد علي ، يونس ولد حسن ، حسن ولد شعبان ، طارق ولد يسن ، جمال ولد حسن ، إسحاق ولد بلال ، حسن ولد سليمان ، رمضان ولد يوسف ، أحمد ولد حسن ، أحمد ولد عيد ، عامر ولد أبو الدر ،عمر ولد عميرة ، إسماعيل ولد كروم ، حميدي ولد أحمد ، شهاب ولد كروم ، شهاب ولد يوسف ، عيسى ولد يوسف ، عيسى ولد موسى ، رمضان ولد سره ، عيد ولد أحمد ، عيسى ولد مكاري ، محمد ولد عبد الحكيم ، حسن ولد بار، كفو ولد عبد الكريم ، حسن ولد جميل ، رمضان ولد أبو حميد ، سكر ولد علي ، يوسف ولد سلطان ، عمار ولد علي ، علي ولد معلا ، عوض ولد عمرين ، سكر ولد محمد ، حسن ولد علي ، إبراهيم ولد معلم ، أيضاً إبراهيم ولد معلم ، محمد ولد معلم ، محمد ولد صالح ، سليمان ولد معلم ، محمد ولد إبريق ، أحمد ولد صادق ، غنيم ولد غريب ، إسماعيل ولد غنيم ، أحمد ولد طالب ، ولهم (52) بيتاً معموراً .

هذا وجاء في السطر الثالث عشر أن محصول القرية هو قسم من الربع والقيمة (2200) أقجة ، أما السطر الرابع عشر ففيه أن البلدة كانت تدفع قيمة الضريبة عن كل من الحنطة أو القمح (100) غرارة وقيمتها (14000) أقجة ، وعن الشعير (70) غراره وقيمتها (5600) أقجة وعن المال الصيفي أي الزراعة الصيفية (1200) أقجة وعن خراج أشجار وكروم عنب وغيره (1200) أقجة وعن حصة وقف مسجد جوهر بن عبد الله اكسفي الإمام (12) قيراط والضريبة (11000) أقجة وجاء في السطر الأخير أن حصة الزعامت (12) قيراطاً والضريبة (11000) أقجة ورسم ماعز ونحل (2000) أقجة ورسم باد هوا عروس (2000) أقجة.

الحياة الاقتصادية باختصار

كانت الزراعة هي الحرفة الرئيسية لأهالي الطيرة ، فقد توفرت لدى السكان مقومات الزراعة الناجحة في معظم الأراضي وذلك لخصوبة التربة وهطول الأمطار الكافية ووجود العيون والينابيع والمساحة الشاسعة للأرض المفتلحة بالإضافة إلى ما ورثوه من الأشجار المثمرة مثل اللوزيات ولكثرتها قبل خمسة قرون أطلق عليها اسم طيرة اللوز والزيتون حيث يروي لورنس أوليفات الذي زار الطيرة عام 1882م حيث قال أن أشجار الزيتون في الطيرة حوالي (300.000) شجرة زيتون مثمرة هذا غير كروم العنب والتين والصبر والخروب وقد أشتهر أهالي الطيرة في صناعة دبس العنب والخروب ، وقال عن الزيتون المؤرخ علي نصوح الطاهر في كتابه (شجرة الزيتون) أن الأراضي المزروعة في بلدة طيرة حيفا هي (4600) دونمٍ منها (4530) دونماً مثمراً وذلك عام 1943م وتعتبر القرية الأولى أما الثانية فكانت أم الزينات حيث وصل عدد الدونمات المزروعة زيتوناً (1834) دونماً ، وبعدها تأتي شفا عمرو التي فيها (1500) دونم وحتى عام 1943م كان في قرى حيفا (7) معاصر ميكانيكية وفي طيرة حيفا وحدها ثلاث معاصر ميكانيكية .

أما المعاصر القديمة في بلدة الطيرة في نهاية الدولة العثمانية فكانت أكثر من (15) معصرة وأقدمها كانت لدار إسماعيل عام 1867م ثم معصرة عوض عيسى الزين عام 1868م ومعصرة دار باكير عام 1868م ثم دار حجير ومن هذه المعاصر معصرة دار أبو راشد ومعصرة دار غنيم ومعصرة ورثة عياش الزيدان ومن المعاصر الميكانيكية في نهاية العهد العثماني كانت ملك دار الحلبي ودار السعدي ودار درباس وخليل الزبن ودار السلمان .

والحديث عن الزراعة في هذه الحلقة يطول لكن اختصرنا لأن كل أنواع الخضراوات تقريباً زرعت في الطيرة بما فيها البطيخ والشمام والجزر والفجل واللفت ، وكل أنواع البقوليات ومقاثي البندورة والخيار والأرضي شوكي وزرع في الطيرة الزعفران وكل ذلك في العهد العثماني .  

الثروة الحيوانية

وبقدر اهتمام أهالي الطيرة بالزراعة اهتموا بالثروة الحيوانية وكان معيشة ابن الطيرة أنه بعد الزراعة يربي الأغنام وخصوصاً البياض (الخراف) والأبقار والجواميس والجمال والخيل والبغال والحمير استعملوها كوسائط نقل ولحراثة الأرض ولم يكن بيت يخلو من هذه الحيوانات وفي نهاية العهد العثماني كان من ضمن أراضي الطيرة أراض يطلق عليها مراعٍ وهذه شبه مشاع لكل من عندهم أغنام .

وكان في الطيرة أنواع كثيرة من الطيور الداجنة من دجاج وبط حمام وحبش وأكثر بيوت القرية كان فيها خلايا نحل وكان الفائض عن حاجة البلدة من الخضراوات يسوق في مدينة حيفا وثمار الأشجار مثل العنب والتين والخوخ والفواكه كانت تسوق في حيفا وعكا .

السمك

كان اهتمام أهالي قرية الطيرة بصيد السمك قليلاً لكنه موجود لأن أبن الطيرة مشغول بالزراعة والثروة الحيوانية عل الرغم من المساحة الطويلة من أراضي الطيرة على البحر من الجهة الغربية . 

عيون الماء

تدلنا بعض الوثائق العثمانية على أن أهالي الطيرة استعملوا قنوات الري لسقيا بساتينهم واشجارهم وكرومهم وكانت القنوات منتشرة لكثرة العيون وفي عام 1945م كانت المساحة المروية والمزروعة بالأشجار والخضراوات قد وصلت إلى (3543) دونماً ومن عيون الماء في الطيرة :

1ـ بير التينة : وهو بئر عميق ومياهه دائمة .

2ـ بير بثينة : وعليه ناعورة ماء صغيرة تسيرها الدابة (بغل أو حمار أو جمل).

3ـ بير البدوية : وعليه ناعورة ماء صغيرة تسيرها الدابة وهو في الجنوب الغربي من القرية .

4ـ عين أم الفرج : وهي إلى الشمال من القرية واليوم هي من أراضي حيفا حولت عام 1934م لكن لأننا نتحدث عن الطيرة في العهد العثماني يجب أن نذكر ذلك .

5ـ بير السريسة : ويقع في جنوب البلدة .

6ـ العين الشامية .

7ـ بير عودة .

8ـ عين أبو عمشة .

9ـ عين أم القصب شرق القرية مباشرة .

10ـ بير الكنيسة : غرب القرية بجانب البحر .

11ـ عين ريشة .

12ـ عين المغارة .

13ـ عين السياح .

14ـ عين أبو حدين : في منتصف أراضي الطيرة جهة الجنوب .

15ـ بير أبو الفضل (فضل)    

16ـ عين البلد في وسط القرية .

وفي القرية ينابيع تخرج في الشتاء وتستمر حتى بداية الصيف وهي كثيرة زرع حولها الخس والملفوف والباذنجان ، والجزر ، واللفت والشمندر … إلخ .

وديان الطيرة

وادي الدرج أحد روافد وادي الجاع ، وادي الفلاح ، وادي العين ، وادي القصيب ، وادي المسلبة ، وادي كفر السامر ، وادي النزازات ، وادي عمر شمال القرية ، وادي الخوانق ، وادي خصيب ، وكان اذا التقى واديان اطلق عليهما النهر لغزارة المياه وقوتها الواصلة إلى البحر الأبيض المتوسط وتنتهي وديان الطيرة مع انتهاء الامطار.

الخرب في الطيرة

للمساحة الواسعة لأراضي الطيرة فقد كثرت فيها الخرب القديمة والأثرية ومن هذه الخرب :

1ـ خربة أم الدرج وتقع على جبل الكرمل .

2ـ خربة يونس وتقع في الجنوب الشرقي من أراضي الطيرة .

3ـ خربة شيحا بالقرب من وادي فلاح .

4ـ  خربة الزراعة بالقرب من البلد .

5ـ خربة الكنيسة غرب القرية على حدود البحر .

6ـ خربة الدير وتقع شمال قرية الطيرة على حدود مدينة حيفا .

7ـ خربة الدير وتقع ضمن أراضي الكبابير (منطقة الكبابير حتى عام 1934م كانت تتبع قرية الطيرة ثم حولت إلى مدينة حيفا) .

8ـ خربة مثلية وتقع جنوب أراضي القرية وهي بالقرب من وادي عين أبو حديد .

9ـ خربة لوبية وتقع في الجنوب الشرقي من أراضي القرية .

10ـ خربة كفر سمير وتقع في شمال أراضي القرية وجنوب منطقة الكبابير وفيها آثار رومانية .

11ـ خربة الشلالة وهي تجاور موقع القرية .

المحاجر

عرف أن أراضي الطيرة اشتهرت بالمحاجر والمقالع وفي فترة الانتداب أصبح فيها كسارات ، والأحجار في فلسطين كثيرة الأنواع وتقريباً في كل أنحاء فلسطين حتى هناك مناطق هامة في السبع ، أما الأحجار في الطيرة فأخذت شهرتها وأهمها أحجار الرخام وهذا الحجر جيري ناعم الحبيبات كان في الماضي يقص ويلمع على الطريقة اليدوية ويقال من ناحية جيولوجية أن هذا الحجر من العصر التوروني وأخذ شهرته في فترة الانتداب البريطاني وبيوت الطيرة غالبيتها مبنية من الحجارة ، ومن أنواع الحجارة الموجودة في أراضي الطيرة :

1ـ الحجر الملكي اشتهر في منطقة القدس والطيرة .

2ـ الحجر السلطاني .

3ـ الحجر الجيري الرمادي المصفر .

4ـ وكان في أراضي الطيرة حجر الكركار وهو من الحجارة الرملية الملونة باللون الأحمر .

قرى حيفا منذ1872م إلى 1948م

كان قضاء حيفا عام 1872م يتألف من ثلاث نواح هي : ناحية الروحة وناحية الساحل وناحية الجبل ، والطيرة تتبع ناحية الساحل وهي أكبر قرية في قضاء حيفا من ناحية البيوت المعمورة وعدد السكان وفي عام 1899م كانت حيفا تتألف من مدينة حيفا وناحية قيسارية و(62) قرية وعام 1904م كان قضاء حيفا يضم حيفا و(39) قرية وفي الحرب العالمية الأولى اتسع قضاء حيفا ليضم (48) قرية أما عام 1945م فكانت حيفا تضم (52) قرية و(14) عشيرة وفي عام النكبة 1948م وصل عدد القرى المهجرة على طريقة التطهير العرقي (59) قرية مع مدينة حيفا .

قرى حيفا المدمرة والمهجرة عام 1948م

إجزم ، أبو شوشة أبو زريق ، الطيرة ، خبيزة ، الكفرين ، كباره ، كفر لام ، جبع ، عرب الغوارنة ، المنارة ، النغنغية ، عرب ظهرة الضميري ، الغبية الفوقا ، الغبية التحتا ، الدميرة ، عرب الفقراء ، خربة الدامون ، خربة المنصورة ، البطيمات ، دالة الروحة ، خربة البرج ، خربة الشونة ، خربة السوامر ، بُركه ، بيت لحم ، بلد الشيح ، عين غزال ، عين حوض ، عتليت ، المزار، النسي ، عرب النفيعات ، عرب الشركس ، قنير ، صبارين ، وعرة السريس ، قيرة وقمون ، أم العبد ، ياجور ، أم الزينات ، وادر عارة ، أم الشوف ، الطنطورة ، السنديانة ، خربة سعسع ، هوشة ، خربة الكساير ، الجلمة (خربة الجلمة) .

كلمة لا بد منها

إن الحنين إلى بلدة طيرة حيفا (طيرة اللوز ، طيرة الكرمل) أرضاً وسهلاً وجبلاً وبحراً والوديان وعيون الماء والمقامات والأحواش والحارات والمنزول والمدرسة والنادي والجمعيات والمسجد ومحطة القطار والفخورة (مصنع الفخار) والمغاير ومقالع الأحجار ومعارك النكبة والرحيل وقصة الرحيل ، ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن الطيرة المبعد عن وطنه الذي لفحته رمضاء الغربة بعيداً عن أرضه على طريقة التطهير العرقي منذ النكبة 1948م وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون ، الأرض مسقط الرأس وملعب الصبا ، والحنين إلى الماضي ما هو إلا جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني المبعد قصرياً عن وطنه وإن الوطن الذي لا يشغله شاغل وابن فلسطين لا ينام إلا وهو يحلم بالعودة ( وما بضيع حق ووراءه مطالب )  وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!!! ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء النكبة أبناء هذا الوطن .

وأخيراً

إن بلدة طيرة حيفا الطيب أهلها بحاجة إلى المزيد من الكتابة والحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه عن الطيرة مختصر جداً عن الفترة العثمانية فكيف لو زدناها إلى ما قبل الفترة العثمانية وما بعدها وهذا نزر يسير لا يفي البلدة ولا أهلها حقهم ، وهي بالرغم من صدور عدد من المؤلفات إنها بحاجة فعلاً إلى إصدار موسوعة قيمة لنتعرف على بلدة الطيرة وهي أكبر قرية في لواء حيفا وعكا والناصرة قبل (200) عام ، كانت الطيرة أكبر من حيفا أرضاً وسكاناً وإن نصف أراضي حيفا الجنوبية مثل الكبابير وأراضي الكرمل كانت لأبناء بلدة الطيرة وكثير من عائلات حيفا هم من حمايل الطيرة ، فعلاً وبحق هي بحاجة إلى موسوعة تاريخية قيمة ونحن من خلال ما قدمناه في الحلقة الأولى والثانية لم نأت إلى التاريخ القديم والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاقتصادية والدينية والثقافية والصحية والاجتماعية والأزياء الشعبية ولم نكتب شيئاً عن فترة الاحتلال الذي حول نفسه إلى انتداب ولم نذكر أحداث عام (1936م) الإضراب وما بعده والنكبة وقصة الرحيل من الطيرة وآلام التطهير العرقي وقساوتها .

وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بقراءة الوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد ، والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 1/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب الحنين إلى الماضي جزء من الحاضر الذي يعيشه ...