عرتوف

كي لا ننسى  …  اعرف وطنك. ما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس ،  لكن أين التطبيق ؟!
من قرانا الفلسطينية المدمرة : عرتوف قضاء القدس

 

 

إعداد الباحث عباس نمر

عضو اتحاد المؤرخين العرب

المقدمة
الحديث عن مسقط الرأس، مسقط رأس الآباء والأجداد، شعور لا يوصف بتمييزه عن كل شيء لأنه من القلب ومن ضمير الإنسان الفلسطيني ينمو مباشرة مع سماع الحديث عنه، ويزدهر ويبقى العبق موجوداً، إنه مجد قديم حديث، إنه شعور لا يوصف بل يمارس ممارسة فعلية ولا يعادله أي شعور لأجمل البلدان وأكثرها غنى وزينة، ألا ترى أمير الشعراء أحمد شوقي كيف يفضله على جنان إسبانيا وجمال الأندلس

وطني لو شغلت بالخلد عنه                   نازعتني إليه في الخلد نفسي

فكيف إذا حرم الإنسان من العودة إلى مسقط الرأس؟

وكيف إذا عاد فلم يرَ لذلك أثراً!!

(وهذا ما حدث مع أبناء قرية عرتوف (عرطوف) قضاء القدس الذين نشئوا وترعرعوا على أرضها المعطاء التي تتسم بجمال الطبيعة، فقد ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، كما ورثوا الفضل والصدق والجرأة وحب الأرض، وسائر الصفات الحميدة التي يتحلى بها الآباء الذي لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.

ففي الأيام الماضية كنت في زيارة للحاج عبد الله إبراهيم رحال (68) سنة وابنه الدكتور أحمد في بلدة الدوحة قرب بيت لحم وبحضور الدكتور محمد عبد الفتاح رحال (أبو توفيق) 82 سنة وحسين خالد رحال. والأستاذ محمود عبد الله رحال.

وكان يرافقني الدكتور الفاضل مروان عبد العزيز وابنه عصام وقد تحدثنا عن قريتهم التي هُجِّّروا منها وسرني بل وطمأنني ما وجدته لديهم من توجه للحديث عن قريتهم عرتوف (عرطوف) ولكني صدمت بمآسي هذه القرية التي كان قد وصلها الاستيطان منذ عام 1883م وكيف تسرب المستوطن إليها مع مرور الزمن، ووصل به التزييف إلى أن يقول أن هذه القرية جميعها لنا!!

وكيف ذلك وللأوقاف لها (3000) دونم (ثلاثة آلاف دونم) وأهل القرية لم يبيعوا منها شبراً واحداً لليهود؟!

وهنا رأيت أن أتحدث باختصار حول ما جاء عن استيطان عرتوف لتوضيح هذا اللغز فقد قام مبشر مسيحي ماسوني عام 1883م من جمعية لندن لنشر المسيحية بين اليهود بشراء ارض من اليهود في الجنوب الغربي من قرية عرتوف، ولا يعلم أهل القرية منذ متى كانت هذه الأرض لليهود وقد أسكنت هذه الجمعية يهوداً أشكنازيين في هذه الأرض كي يدعوهم إلى الديانة المسيحية ولكن عندما اتضح للمبشر المسيحي أن اليهود لم يتحولوا عن دينهم، باع الأرض عام 1885م لجمعية يهودية باسم عزرات أحييم (مساعدة الأخوة) من بلغاريا حيث أسكنوا فيها عشر عائلات وكانت النية تتجه إلى إسكان أربعين عائلة لكنهم عدلوا عن ذلك بسبب المصاعب التي وضعها الحكم العثماني في طريق اليهود.

ومن هنا بدأت المشاكل مع أهل عرتوف الذين لم يستسلموا، وعند قدوم الانتداب البريطاني الذي وقف مع اليهود ذهبت الأراضي وبقيت المحاكم متواصلة بين المستوطنين وأهالي عرتوف من جهة وبين الأوقاف الإسلامية واليهود من جهة أخرى لأن في القرة (3000) دونم وقفاً على المسلمين.

الموقع
تقع قرية عرتوف (عرطوف) ضمن الجزء الغربي من قضاء القدس الشريف وهي إلى الغرب من القدس على بعد (29) كيلومتراً عن طريق باب الواد، فالطريق من باب الواد إلى القدس (24) كيلومتراً ومن باب الواد إلى عرتوف (5) كيلومتر ومتوسط الارتفاع عن سطح البحر 250 متراً.

حدود عرتوف ومساحتها
حسب الرواية الشفوية التي تفضل بها كبار السن، فإنه يحدها من الشمال قرية إشوع ومن الغرب قرية صرعا ومن الجنوب دير أبان ومن الشرق دير الهوى أما إذا أخذنا وثائق الانتداب فإن عرتوف يحدها من جميع الجهات مستوطنة هارطوف.

وعندما سألنا عن مساحة أراضي عرتوف أجاب أهالي عرتوف أن للقرية أكثر من (6000) دونم وكل ما جاء في وثائق الانتداب تقول إن مساحة أراضي عرتوف (403) دونمات.

وعندما سالت الكثيرين من أهالي عرتوف والذين عاشوا فيها قبل النكبة قالوا: لقد كانت الأراضي بيننا وبين اليهود متداخلة، لنا أراضٍ في الجبل والسهل وأراضينا أكثر من الأراضي التي ادّعاها اليهود، لكن الانتداب البريطاني خلط الأوراق وحاول أن يجعل من اليهود ملاكاً للأرض.

التسمية
تقول الرواية الشفوية: إننا ورثنا هذا الاسم (عرتوف) عن الآباء والأجداد وأقدم وثيقة بين أيدينا قبل 450 سنة هي أن عرتوف كانت قرية في ناحية الرملة تتبع لواء غزة.

عدد السكان والحمايل
من خلال الوثائق العثمانية وما جاء في كتاب المؤرخ الدكتور كمال عبد الفتاح وأبحاثه عن فلسطين عام (1596م) تبين أن عدد أرباب الأسر التي تدفع الضريبة كانوا (20) وعدد البيوت المعمورة في عرتوف عام (1871م) كانت (14) بيتاً، وكان في عرتوف عام 1922م (305) نسمات وفي عام 1931م انخفض عددهم إلى (253) نسمة منهم (131) ذكراً و (122) أنثى جميعهم من المسلمين بينهم يهودي واحد ويقيمون في (58) بيتاً وفي عام (1945م) قدروا بـ (350) أما بعد الهجرة وحسب إحصائية الوكالة فكان عددهم (400) نسمة. موزعين على الحمايل التالية: رحال، شحادة، سلطان، شتات، الأعرج، الشواهين، خاطر. وكلهم يملكون الأرض في عرتوف.

وكان يشرف على شؤون هذه الحمائل كبير الحمولة، ثم مختار القرية، وكان مختار القرية في العهد العثماني الحاج إسماعيل رحال وبعده جاء الحاج عبد الفتاح رحال وكان ذلك في فترة الانتداب البريطاني وكان في القرية أيضاً لجنة لها كي تساعد المختار.

ناحية العرقوب
لقد كانت قرية عرتوف إحدى قرى العرقوب وهي:

دير أبان، عرتوف، بيت عطاب، أرطاس، بيت جمال، الخضر، حوسان، نحالين، وادي فوكين، كفرسوم، الجبعة، القبو، راس أبو عمار، سفلى، علار، صرعا، كسلا، عكور، زكريا، إشوع، جراش، دير الشيخ، دير الهوى.

المسجد وأملاك الأوقاف
لقد كان المسجد أقدم بنيان في عرتوف، وهو من المساجد العمرية التي كانت قد بنيت في فلسطين، وكان معلماً رئيسياً هاماً لأنه كان بمثابة المدرسة الحقيقية لحفظ القرآن الكريم وتدارس علومه بالإضافة لتعلم القراءة والحساب وكان شيخ التدريس (الكُتاب).في الجامع الشيخ عيسى شتاب الذي كان أيضاً خطيباً وإماماً للمسجد.

وللمسجد أرض وقف بلغت (390) دونم وفي كامل قرية عرتوف حصة الأوقاف (3000) دونم.

المقامات والزوايا
في قرية عرتوف مقام وسط البلدة يطلق عليه اسم الشيخ غريب وهو عبارة عن غرفة صغيرة ومكان للوضوء والشرب وامامه بئر ماء ومقام آخر يطلق عليه الشيخ الغماري اما الزاوية فكانت في دار الشواهين وشيخ الطريقة الصوفية كان الشيخ حسين الشواهين .

المدرسة
في فترة الانتداب البريطاني لم تبن مدرسة خاصة للقرية بل بنيت مدرسة مشتركة في قرية اشوع عام 1940م لقرى اشوع وعرتوف وعسلين وصرعا ورفات وتطورت حتى أصبحت تدرس الطلاب إلى الصف السابع قبل النكبة ومن مدرسي القرية :

1ـ الاستاذ امين السلفيتي وكان مديراً .

2ـ الاستاذ ذيب كنعان .

3ـ الاستاذ محمد المدني .

4ـ الاستاذ موسى عطا الله .

5ـ الشيخ خليل أبو لبن .

6ـ الاستاذ أحمد قندر .

7ـ الاستاذ ربحي الحاج ياسين .

ومن كان يريد متابعة التعليم يذهب إلى مدرسة دير ابان وبعدها ينطلق إلى مدارس القدس أو الرملة .

بيوت القرية
على الرغم من قلة عدد بيوت القرية في العهد العثماني وذلك عام 1871م وهي (14) بيتاً لكن معظمها كان واسعاً بناؤها من الحجر وفوق الشكل الجملوني على شكل قوس أو قبة ، وعدد من البيوت لها علية ، وأمام كل هذه البيوت ساحة كبيرة محاطة بجدار ما يقارب المترين ، وللساحة بوابة كبيرة تغلق عند الحاجة ، وداخلا لساحة يوجد الطابون وحظيرة للغنم أو البقر ومكان مخصص للدجاج والحمام .

ومع بداية الثلاثينيات تطور البناء واصبح البيت الواسع غرفاً متعددة وحوله بيوت للأبناء المتزوجين .

الحياة الإقتصادية
كانت الزراعة منذ القدم تعتبر العامل الرئيسي في بناء اقتصاد قرية عرتوف باعتبار أن الأرض وفلاحتها شريان الحياة وهي من موارد الرزق الأساسية ولذلك غالبية ابناء عرتوف يعملون في الزراعة وايضاً كان اهتمامهم كبيراً ومنصباً على الثروة الحيوانية .

الحياة الاقتصادية في عرتوف قبل أربعمائة سنة
من خلال الوثائق والمخطوطات العثمانية ، خصوصاً ما جمعه المؤرخ الدكتور كمال عبد الفتاح تبين لنا أن أراضي عرتوف (عرطوف) كانت خصبة ومشتهرة بالزراعة البعلية خصوصاً الحنطة والشعير بالإضافة إلى أشجار الزيتون وكروم وبساتين الفواكه أما بخصوص الضريبة المفروضة على أرباب الأسر فبلغت 33% وذلك عام 1596م وهي ما يلي :

1ـ الحنطة (القمح) (3000) أقجة .

2ـ الشعير (1350) أقجة .

3ـ الأشجار والكروم والبساتين (3800) أقجة .

4ـ ضرائب أخرى بلغت (350) أقجة .

والأقجة عملة عثمانية معدنية مصنوعة من الفضة وكانت لها قيمة عالية في البع والشراء في تلك الفترة .

الثروة الزراعية
تقول الرواية الشفوية لكبار السن من أهالي عرتوف أن الأرض في القرية كانت تعطي خيراتها خصوصاً الحبوب بكل أنواعها ، وقد حباها الله بمناخ معتدل الأمر الذي ساعد على زراعة الأشجار مثلا لزيتون والتين والعنب والخوخ والصبر والمشمش وكانت عرتوف مزدهرة بأشجارها المثمرة وغير المثمرة .

الثروة الحيوانية
كانت الثروة الحيواني في عرتوف لها اهميتها وخصوصاً الأغنام وذلك في العهد العثماني وكثير من أراضيها كانت مراعي لهذه الأغنام ، كما اهتم اهالي عرتوف بتربية البغال والحمير فاستعملوها كوسائط نقل ولحراثة الأرض ولم يخل بيت من هذه الحيوانات ، أما الطيور فكان الأهتمام فقط بالدجاج والحمام .

أعمال أخرى
بالإضافة إلى الأعمال الزراعية كان عدد لا بأس به من أهالي عرتوف قد عملوا موظفين في سكة الحديد والبيطرة والشرطة (بوليس إضافي) وكان في القرية عدد من الدكاكين المحلية الصغيرة .

الأزياء الشعبية
كما هو معروف لأهل فلسطين وخاصة القرويون منهم أزياؤهم الخاصة ، ومن الطبيعي أن يكون اللباس بسيطاً وقليل الثمن اجمالا والكل يعمل من أجل لقمة العيش .

أما أزياء الرجال فيشترك ابناء عرتوف في أزيائهم الشعبية مع غالبية أبناء فلسطين وقد كان أهم تلك الأزياء الديماية ويطلق عليها في عرتوف قمباز أو كبر وكان هذا قبل عام 1936م زي معظم أبناء القرية ، في الوظائف ظهر القميص والبنطال (البنطلون) أما زي الرأس فهو الحطة والعقال .

وكم كنت معجباً من أحد الحضور في جلستنا وهو الأستاذ محمود وحال الذي عمل مدرساً حتى بلوغ الستين وهو يلبس القميص والبنطال والبدلة فترك هذا الزي ولبس زي الآباء والأجداد في إظهار الهوية وإحياء التراث ، والأجمل من ذلك عندما لبس الدماية او القمباز مع الحطة والعقال سمع الإطراء من أهلها ومن جيرانه مباركين هذا العمل .

أما الأزياء الشعبية عند النساء في عرتوف فكان الزي التقليدي وهو الثوب الفلاحي بأشكاله وألوانه المختلفة المطرز بالحرير حسب ما تراه النسوة في عرتوف وهذا يشبه الأزياء الشعبية للنساء في منطقة القدس ، أما هذه الأيام فان هذا الثوب قد يتلاشى ، ولم تعد هذه الأزياء الجميلة والمحتشمة زياً تراثياً للقرية ولا تظهر إلا في الأعراس .

عرتوف والانتداب والهجرة
عرف عن أهالي عرتوف تفاعلهم مع قضيتهم منذ قدوم الانتداب البريطاني على فلسطين ، حيث كان المحتل همه الأول والأخير أن يسهل لشريكه اليهودي الوصول إلى أهدافه الاستيطانية التوسعية وكانت هذه صورة معاناة أهالي عرتوف طيلة سنوات الإنتداب البريطاني أما احتلال القرية وتهجير سكانها فقد إرتأيت أن أنقل لكم ما جاء في كتاب (كي لا ننسى) للمؤرخ وليد الخالدي ومما جاء فيه صفحة (634) : كانت عرتوف إحدى ثلاث قرى عاقبها البريطانييون في أوآخر آذار 1948م فعلى أثر هجوم عربي على مستعمرة هرطوف اليهودية المتاخمة ، سار (600) جندي بريطاني إلى عرتوف وأشوع وبيت محسير في 23 آذار وأفاد مراسل صحيفة (نيويورك تايموز) أنه قد تم إجلاء جميع السكان تقريباً ، قبل أن تحتل قوات الانتداب القرى الثلاث لكن هذا الإجلاء كان مؤقتاً إذ سرعان ما عاد السكان إلى منازلهم .

لم يهجر سكان عرتوف (وسكان غيرها من قرى منطقة القدس) فعلاً إلا في أواسط تموز فقد تم إحتلالها في المرحلة الثانية من عملية داني على يد الكتيبة الرابعة التابعة للواء هرئيل ليلة 17ـ18 تموز عام 1948م وهذا استناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس ، ويصف موريس العملية كما يلي : ( كانت أكثرية سكان هذه القرى غادرت المنطقة سابقاً ثم غادر معظم من بقي من السكان مع اقتراب طوابير هرئيل وانطلاق نيران مدفعية الهاون ، أما العدد القليل من السكان الذي بقي في كل تلك القرى عند دخول الاسرائيليين فقد طرد ، ذلك بأن الفصيلة الثانية من السرية ب من الكتبة الرابعة المجهزة بمدافع الهاون والبنادق الرشاشة ، أرغمت أ,لاً سكان أشوع وعسلين المجاورتين على المغادرة ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى عرتوف وصوبت نيران مدافعها نحو مركز الشرطة الواقع غربي القرية ، وامطرت كلا من القرية والمركز بوابل قذائفها وقد حمل هذا القصف الذي أستمر طوال الليل السكان على الفرار ، حتى أن معظهم اجتاز سيراً على الأقدام ثلاثة أميال من السفوح صعوداً إلى قرية دير الهوا في الجنوب الشرقي وكان أوائل الجنود الإسرائيليين الذين دخلوا القرية بعد تهجير سكانها هم افراد الفصيلة التي يقودها رفائيل أيتان .

هذا وقدمت القرية عددا من الشهداء والجرحى أما الشهداء فهم : حسن محمد رحال وزهية رحال وعيسى شحادة رحال .

المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
في سنة 1958م عاد اليهود فأحيوا مستعمرة هرطوف (التي عرفت لاحقاً باسم كفار عفودت هرطوف ) على أراضي القرية لكنها هجرت مستعمرة على أنقاض كل قرية عرتوف .

القرية اليوم
وسع منزل حجري واحد يقع خارج مستعمرة ناحم اليهودية وتقيم اسرة يهودية فيه اليوم ويقع وسط المستعمرة منزل حجري صغير ، قريباً من موضع لمسجد السابق،يستخدم اليوم مستودعاً ، وعلى المنحدرات الغربية للموقع ، يقع بناء دائري غير مسقوط كان يستخدم كبارة يشوى فيها حجر الكلس حتى يتحول إلى مسحوق يخلط بالماء ثم يستخدم لتبييض الحيطان ، وقد خربت مقبرة القرية الواقعة إلى الغرب منها ولم يبق إلا ضريح واحد أو إثنان في طرفها الشرقي ولا يزال قسم من مركز الشرطة البريطانية قائماً، أما ما سوى ذلك من الأماكن الأخرى فيتناثر في أنحاء القرية ركام حجارة وتنبت في الموقع اشجار التين والزيتون والسرو ، ولا سيما في جهتي الغرب والشمال .

أهالي عرتوف اليوم
بعد تدمير القرية وتهجير أهلها وهم لا يعلمون عن غدهم توجهوا إلى القرى والمدن القريبة التي لم تهجر مثل حوسان ، بيت جالا ، بيت لحم ، بيت ساحور، والقدس يتجرعون كأسا لمصيبة التي حلت بهم على أمل الرجوع تاركين الأرض أعز ما يملكون موزعين اليوم في مدينة الدوحة وبيت لحم ومخيماتها وكذلك إلى الأردن يعيشون في كثير من أنحاء المعمورة على أمل العودة إلى بلدتهم عرتوف إن شاء الله تعالى .

وأخيراً
إن ما قدمناه لهم في هذه الاسطر المتواضعة لا يفي عرتوف وأهلها حقهم وما هذا إلا القليل ونأمل من أهالي عرتوف أن يجمعو تاريخ وتراث وجغرافية عرتوف عميقة الجذور ليدون في كتاب نفيس وإنني أزجي شكري إلى أسرة مؤسسة إحياء التراث في أبوديس التابعة لوزارة الأوقاف التي لا تألوا جهداً في تزويد الباحثين  والمؤرخين بصور عن الوثائق القديمة والقيمة التي تتحدث عن تاريخ فلسطين ومدنها وقراها وأراضي الوقف فيها ، وكل الشكل إلى مكتبة القطان الغنية عن التعريف في مد يد العون في كلما طلبت منهم مع تهيئة المكان المناسب للبحث والكتابة وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...