عمواس الفلسطينية الكنعانية في ظل الدولة العثمانية



إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب

الحنين إلى الماضي جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني ، اليوم مضى على ذكرى النكسة واحد وخمسون عاماً ، وعلى ذكرى النكبة سبعون عاماً ، إنها الذكرى الواحدة والخمسون لنكسة حزيران 1967م وإحتلال كامل القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء وإخراج أهالي قلقيلية من مدينتهم وخراب وإحراق ثلثيها لكن عاد أهلها إليها وعمرت مثلما كانت وكذلك خلع وطرد قرى عمواس ويالو وبيت نوبا وبقية باقية من قريتي دير أيوب واللطرون أخرجوا على طريقة التطهير العرقي تاركين الأرض أعز ما يملك الإنسان مسقط الرأس وملعب الصبا .

وعندما وقعت هزيمة حزيران عام 1967م العسكرية عمت على شعوب العالم العربي والإسلامي كارثة ما زال العناء منها حتى اليوم بسبب سقوط القدس ، وهكذا تتجدد الكارثة اليوم من أجل القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم التاريخ والجغرافيا وهي مستمرة ولا زالت تصادر الأرض وتقييم المستوطنات وتحاصر القدس مع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك وترفض عودة اللاجئين والنازحين وتحول أمريكيا من دولة راعية للمفاوضات إلى دولة معادية للحقوق الشرعية لشعب فلسطين .

أنها أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب الضعيفة وإقصاء العدالة وتمجيد القوة .

في الذكرى ال(51) للنكسة أجمع أهالي قرى عمواس ويالو وبيت نوبا وبعد مرور (51) عاماً على اقتلاعهم من أرضهم وتدمير بيوتهم ومحو آثارهم العمرانية والتاريخية والثقافية والأثرية على طريقة التطهير العرقي قائلين : مهما كبرت اللوعة في نفوسنا ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ومهما انحنى الشعب الفلسطيني أمام شدة العواصف فإننا نرفض أن نرتدي زياً غير الذي كنا نتزياه قبل الخامس من حزيران عام 1967م ونحن مصممون على حق العودة ولا بد لهذا الليل من آخر ، لا نستكين ولن نفقد الأمل بالله مهما طال الزمن والحقوق لا تزول .

وإن أهالي قرى اللطرون يحملون معهم المكان بموجوداته وذكرياته أينما رحلوا وحيثما حلوا على وجه الأرض وإن قراهم ضاربة جذورها عميقاً في رحم التاريخ وعمق الأرض ، منذ قديم الزمان منذ كنعان ومهما يكن من أمر ومهما جنى المطرود عن أرضه من خيرات وأموال ومصارف ومناصب وثروات لا يستطيع نسيان صورة الأرض التي بناها أجداده الكنعانيون فعليها استشهد الفاتحون في طاعون عمواس وانتصر صلاح الدين حيث كانت هذه المنطقة مركز قيادة لجيشه إن هذه الارض معشوقة مغروسة في الوجدان فواحة الخير الذي لا ينقطع تواصله ، ويبقى العبق موجوداً كمجد قديم حديث ، إنه شعور لا يوصف بل يمارس ممارسة فعلية ولا يعادله أي شعور لأجل البلدان الفلسطينية عمواس ، أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله فضل وطنه على جنان اسبانيا وجمال الأندلس حين قال :

وطني ولو شغلت بالخلد عنه                 نازعتني إليه في الخلد نفسي

نعم إنها متعة الاتصال الحقيقي مع الارض المباركة .

كم كانت سعادتي في لقاء جميل في مكتبة بلدية رام الله العامة جمعني مع مؤرخنا القدير الاستاذ يعقوب حيدر أبو غوش الذي أرخ لبلدته عمواس وأيضاً أرخ لبلدة ( قرية العنب ) أبو غوش وكان معنا في اللقاء الاستاذة رانية الحسيني من مكتبة بلدية رام الله العامة ، وسألنا مؤرخنا حول بعض الايضاحات عن عمواس في الفترة العثمانية وسر أننا جئنا بالجديد والذي لم ينشر بعد وفي نهاية اللقاء قرر إهداء مكتبة بلدية رام الله العامة كتابه الجديد (قرية أبو غوش) .واليوم في الذكرى (51) للنكسة تحدثكم بلدة عمواس عن نفسها فقط في الفترة العثمانية وبأختصار من خلال المراجع والموسوعات الفلسطينية منها كتاب : ( الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الاردن وجنوب سوريا ) لمؤلفه العلامة الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الألماني العلامة ديتر هيتروت ، وكتاب : ( ملكية الأراضي في متصرفية القدس من 1858م-1918م) للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر ثم دفاتر الطابو المفصلة العثمانية في القرن السادس عشر منذ عام 1525م -1597م بالاضافة إلى العديد من الوثائق العثمانية الموجودة في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وكذلك الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بوثائق إحصاء النفوس لعمواس في نهاية العهد العثماني والاستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة عدد من الوثائق العبرية إلى العربية والدكتور عبد القادر سطيح مدير المركز الثقافي التركي في رام الله حيث زودنا بعدد من الوثائق العثمانية وترجمتها .

وها هي عمواس بعد (51) عاماً على النكسة 1967م تقدم نفسها باختصار .

التسمية

(عمواس) لقد أختلفت الروايات عند أهل اللغة والباحثين حول التسمية أمثال : الطبري والزمخشري وابن الأثير ولم يختلفوا بشكل الاسم (عمواس) لكن كان الاختلاف فقط باللفظ هل تلفظ العين بكسرها أو بفتحها ، ومهما تكن الأسباب وتسميتها فإن الوثائق العثمانية القديمة التي بين أيدينا وغالباً ما نقلت هذه الوثائق عن العربية التي ترجع إلى العهد المملوكي والصلاحي وقبل ذلك حيث جاء أسمها عمواس .

لذلك نقول إننا في هذه الحلقة المتواضعة والصغيرة نتحدث فقط عن عمواس في العهد العثماني وجاء اسمها عام 1525م عمواس ، هذا وقرية عمواس قديمة منذ الكنعانيين وحتى اليوم .

الموقع

تقع قرية عمواس إلى الغرب من مدينة القدس الشريف بإنحراف قليل نحو الشمال وهي على بعد (25) كيلومتراً منها ، وهي إلى الجنوب الشرقي من مدينة الرملة وعلى بعد (25) كيلومتراً منها وهي في الجنوب الغربي لمدينة رام الله وعلى بعد حوالي (30) كيلومتراً عنها وهي على الخط الرئيسي العام الواصل بين القدس ويافا ومنها ينطلق الطريق الواصل إلى رام الله ، وتربطها طرق غير معبدة مع القرى المجاورة .

المساحة والحدود

جاء في الموسوعات الفلسطينية أن مساحة عمواس (5151) دونماً ، وكثير من أهالي عمواس لهم أراض شاسعة في منطقة دير ذاكر والخلايل القريبة من قرية عمواس خلف قرية اللطرون ويحدها من الشمال قرى سلبيت والقباب واللطرون ومن الغرب والغرب الجنوبي قرية اللطرون ومن الجنوب الشرقي قرية دير أيوب ومن الشرق والشرق الجنوبي قرية يالو وترتفع عن سطح البحر (375) متراً .

من تاريخ عمواس

في القرن السادس عشر الميلادي

من الوثائق العثمانية القديمة في الدفاتر المفصلة والمكتوبة بالخط العثماني القديم تبين لنا من خلال هذه الوثائق أن قرية عمواس شاهدة على حقبة من الزمن من تاريخ هذه القرية والتي كانت عامرة وزاهرة بأهلها وهذه الوثائق من القرن السادس عشر الميلادي وللأهمية أرتأينا أن نقدم في هذه الحلقة شيئاً عن عمواس في تلك الفترة .

عدد الأسر والبيوت المعمورة في القرن السادس عشر الميلادي

جاء في الدفاتر العثمانية المفصلة عام 1525م أن عدد الأسر والبيوت المعمورة في عمواس في تلك الفترة (6) بيوت وعام 1538م وصلت إلى (12) أسرة ولهم (12) بيت معمور وعندهم إمام أما عام 1549م فأصبحوا (29) رب أسرة يدفع الضريبة ، ولهم أيضاً (29) بيت معمور وعام 1556م وصلوا إلى (60) أسرة ولهم (60) بيت أما عام 1597م قل عدد الأسر في عمواس لتصبح (24) أسرة وكذلك البيوت المعمورة (24) بيت وكانت عمواس في القرن السادس عشر تتبع الرملة .

عمواس عام 964هـ الموافق 1556م

هذه الوثيقة من الدفتر المفصل سنة 964هـ الموافق 1556م وهي مكتوبة بخط السياق القديم وقام بترجمتها من اللغة العثمانية القديمة الى اللغة العربية الخبير في قراءة خط السياق الاستاذ محمد الصفدي أبو صبحي مدير الوثائق العثمانية في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وساعده الاستاذة بسمة العباسي المسؤولة في إدارة قسم الوثائق العثمانية وبعد ترجمة الوثيقة تبين لنا أن قرية عمواس عام 1556م كانت قرية عامرة مزدهرة بأهلها وأرضها وتفيد الوثيقة أن عدد أرباب الأسر في قرية عمواس الذين يدفعون ضريبة الزراعة هم (60) ولهم (60) خانة والخانة هي البيت المعمور صغر البيت أم كبر ، وكانت عمواس تابعة لناحية الرملة وتابعة لزعامة مصطفى كتخدا .

أما أسماء أرباب الأسر التي تدفع ضريبة الزراعة هي : مراد بن رمضان ، عساكر (خاطر) بن خليل ، خليل بن مبارك ، منصور بن عميره ، سليمان بن شويخ ، حسن بن مظلوم ، صالح بن مظلوم ، احسان بن مظلوم ، شعبان بن رمضان ، محمد بن مظلوم ، إبراهيم بن مطر ، أحمد بن أخرس ، حسن بن دباغ ، محسر بن يونس ، حسن بن مبارك ، محيي بن رمضان ، ذيب بن ذياب ، حماد بن أحمد ، إبراهيم بن مظلوم ، خليل بن سلمان ، سليمان بن أحمد ، علي بن سليم ، سهيل بن مبارك ، محمد بن أحمد ، حسن بن علي ، ذياب بن ذيب ، أبو بكر مظلوم ، عمر بن حسن ، حطاب بن العموري ، عبيد بن خطاب ، قيطور بن عمر ، أحمد بن إبراهيم ، عبد الدايم بن رمضان ، ، أحمد بن خليل ، حمود بن مبارك ، خليل بن مبارك ، عيد بن طابي ، ذيب بن طابي ، عمر بن بدوي ، صالح بن أحمد ، عواد بن عبيد ، حسن بن سليم ، جاسر بن دباغ ، صفوان بن دباغ ، سعد بن دباغ ، علي بن دباغ ، مقبل بن صالح ، حسام بن حسن م ، محمد بن حسن م ، صالح بن حسن م ، خليل بن عبد الدايم م ، فجاري بن يونس م ، يونس بن علي ، إبراهيم بن عبد الكريم ، شاهين بن عبد الكريم ، أحمد بن إبراهيم ، أحمد بن إبراهيم ، عيسى بن إبراهيم ، ولهؤلاء (60) خانة ، ومن ضمن الأسماء أضيف حرف (م) يعني أن هذا الرجل مجرد أي أعزب غير متزوج ، وكانت حاصلات قرية عمواس قسم من الربع (3880) أقجة والأقجة عملة عثمانية قديمة مصنوعة من الفضة وكانت عالية وغالية الثمن في قيمتها لكنها خفت قيمتها في نهاية الدولة العثمانية .

أما حاصلات عمواس الزراعية فهي : الحنطة والشعير والسمسم وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة بالإضافة رسوم الماعز والنحل .

وثيقة عام 1597م

هذه الوثيقة من كتاب : ( الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا في القرن السادس عشر الميلادي ) لمؤلفه العلامة الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله البروفيسور الدكتور ديتر هيتروت وجاء في هذا الكتاب أن قرية عمواس كانت عام 1597م تتبع ناحية الرملة التابعة إلى مدينة غزة وعدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (24) ونسبة الضريبة المدفوعة على المحصولات الزراعية (25%) وكانت ضريبة القمح (1500) أقجة ، وقيمة ضريبة الشعير (540) أقجة وقيمة ضريبة الأشجار المثمرة من زيتون وفواكه وعنب (850) أقجة ورسوم الزواج (300) أقجة وضريبة الماعز (408) أقجات .

أسماء حمايل وعائلات عمواس في نهاية العهد العثماني

أسماء الحمايل والأسر التي استطعنا جمعها من أوراق ودفاتر إحصاء النفوس لقرية عمواس في نهاية العهد العثماني من عام 1885م-1916م هي أسماء الحمايل والأسر المكتوبة فقط ونلاحظ أن بعض الحمايل المشهورة مثل دار أبو قطيش ، دار أبو غوش ، دار أبو سالم ، دار أبو محمود … إلخ لم تذكر لكن عائلاتهم موجودة ، أما الاسماء حسب الدفاتر فهي :

أعمر الشيخ ، أحمد الشيخ ، أحمد اسماعيل ، عوض الله ، دعمس ، قصول ، زلباني ، هدروس (أبو هدروس) ، العنباوي ، مصلحه ، ناصر ، نصار ، رزق ، مصلح ، نصار الشيخ ، أبو قورق (إقريق) ، صافيه ، حمدية ، زاهر ، المصري ، صالح ، عبيد ، أبو زيد ، عبد الله موسى ، أحمد علي ، عفونة، الغولة ، سبيعات ، شاهين ، أبو شاهين ، صقر ، سيد أحمد ، عرابي ، حمادة ، سعادة ، النوري ، الحاج حمدان ، يوسف محمد ، يوسف ، الشاقلدي ، محمد علي ، سلامة ، سنجر ،عاقلة ، الأعرج ، مشمشة ، الأقرع ، التوم ، الزير ، الزمط ، يونس ، درويش ، عبد الله ، صبح ، دلوعه ، برغش ، مصطفى ، الشيخ صالح ، عبد النبي ، إعميش ، أبو صيام ، مخلوف ، مصطفى الحاج ، عيسى مصطفى ، عبد اللطيف ، عبد الرحمن ، عبد الرحمن اسماعيل ، عودة ، مصيطف ، عقل ، المشني ، البدوي ، حسين مصطفى ، حمد نصر ، حسين الشيخ ، أحمد محمد ، عبد القادر ، صالح أبو محمد ، عطر الله ، عطا الله ، خليل إبراهيم ، عبد الرحمن أحمد ، أحمد عيسى ، اسبيتان ، سالم سبيتان ، عايش محمد ، مصطفى جابر ، عبد النبي ، علي حمدان ، حمد ، مصطفى حمد ، محمد ، أبو بكر محمد ، أحم يوسف ، احزين ، داود .

عدد البيوت المعمورة والأنفس في نهاية العهد العثماني

هذا وبلغ عدد النفوس في عمواس عام 1900م (518) نسمة منهم (255) ذكر و(263) أنثى ولهم (120) بيت معمور ، أما عام 1916م كان عددهم (616) نسمة ولهم (113) بيت معمور .

المختار

كان في قرية عمواس وظيفة المختار موجودة ويعتبر المختار أصغر ممثل إداري في جهاز القضاء الإداري  وقد كان على رأس كل قرية مختاران ، مختار أول ومختار ثان ، وكان على من يتغيب منهما أن يعين وكيلاً عنه ومن شروط وظيفة المختار أن يكون من ذوي السمعة الطيبة ومتعلماً أي يعرف القراءة والكتابة وغالباً ما تكون المخترة بالانتخابات وكانت مهمة المختار في عمواس لها احترامها وتقديرها وهيبتها ، ومهام المخترة كثيرة منها الرسمية ومنها الشعبية وكان بيته مجمعاً وملتقى لرجالات البلدة وأصحاب الحاجات وبيته أيضاً مركزاً لحل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل هذه المشاكل قبل الوصول إلى المحاكم الرسمية ومن مهام المختار الأخبار عما يقع في القرية من زواج ووفيات ومواليد ومساعدة الحكومة في القبض على المذنبين ومن مخاتير عمواس الذين استطعنا معرفتهم في نهاية العهد العثماني :

1ـ مختار أول مصطفى حسين برغش .

2ـ مختار ثان خليل عبد الله موسى .

مجلس إختيارية عمواس

كان يشكل في كل قرية من قرى فلسطين مجلس منتخب أو يعين من قبل مدير الناحية في القدس وعليه أن يكون من الملاك للأرض وأصحاب السيرة الحسنة ولا يحق للمختار عزلهم ما داموا سائرين لمصلحة القرية ويجب أن يكون المختار والإمام من أعضاء مجلس الإختيارية ، ومن المهام التي يقوم بها أعضاء المجلس فهي الصلح بين الناس والمحافظة على نظافة القرية وتعيين حراس خصوصاً في أيام الحصاد ، والمناظرة على أموال وأملاك الأيتام المقيمين داخل القرية وخارجها وإعلام مدير الناحية بمخالفات المختارين إن حصل ومن أعضاء مجلس إختيارية عمواس :

1ـ الشيخ إبراهيم .

2ـ السيد علي عبد الله الغوله .

3ـ السيد محمد أحمد .

4ـ المختار مصطفى حسين برغش .

5ـ المختار خليل عبد الله موسى .

6ـ الشيخ عبد الرحمن الخطيب إمام عمواس .

مشاركة القوات العثمانية في الحرب عام 1914م

أعلنت الدولة العثمانية النفير العام في جميع أركان الدولة ضد كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والصرب والجبل الأسود وَجُنِّدَ من كل قرية عدد من أجل الدفاع عن حدود الدولة ، ومنطقة القدس قدمت الكثير من المتطوعين وكان نصيب عمواس عدد من أبنائها الأشاوس المجاهدين وذلك عام 1914م وهم :

1ـ أحمد العبد المغربي .

2ـ ذيب علي محمد علي .

3ـ حسين يوسف الزمط .

4ـ خليل محمد مصطفى .

5ـ محمود مصطفى .

وكان هؤلاء الأبطال تابعين لطابور مجاهدي القدس الشريف وكان قائد الطابور محمد ناصر من قرية بيت عنان ، وقد ذهبوا إلى تركيا وأدوا ما عليهم من واجب ورجعوا إلى قريتهم سالمين ، ويجب أن نذكر أن كثير من المتطوعين من أبناء عمواس شاركوا مع القوات العثمانية في معارك باب الواد ضد قوات بريطانيا العظمى ومن معهم في الحرب العالمية الأولى .

وأخيراً

إن الحنين إلى عمواس أرضاً وسهلاً وجبلاً والبير الفوقاني والبير التحتاني وكل الآبار والعيون والمضافات والمسجد والكنيسة وبساتين الخضرة والأشجار المثمرة والحنين إلى الأفراح والأزياء الشعبية وخرب القرية الأثرية والحارات والأحواش والعلالي والمدرسة ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن عمواس المبعد عن وطنه الذي لفحته رمضاء الغربة بعيداً عن أرضه على طريقة التطهير العرقي منذ (51) عاماً وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون الأرض مسقط الرأس وملعب الصبا ، تاركين عمواس التاريخ والعراقة منذ كنعان والرومان ، مروراً بالعهد الراشدي والأموي والعباسي والصليبي والأيوبي والمملوكي والعثماني والانتداب البريطاني وجاء عام النكبة 1948م ثم النكسة 1967م التي دمرت كل شيء على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.

 إن عمواس المغروسة في الوجدان فواحة الخير عشقت من أهلها أكثر بعد النكسة والحنين إلى الماضي من أجل حق العودة (وما بضيع حق ووراءه مطالب) .

وما زال العالم والأمم المتحدة يعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق !!!؟؟؟ ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء هذا الوطن .

وفي النهاية عمواس وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والتفصيل من أخبار العهد العثماني وكل الماضي ومن أراد المزيد فليرجع إلى ما كتب عن عمواس من كتاب (قرية عمواس) تأليف الاستاذ يعقوب حيد أبو غوش وكتاب (عمواس مدينة النصر) للاستاذ  عبد المجيد اسبيتان عفونة بالاضافة إلى العديد من الأبحاث والمقالات وإن ما قدمناه في هذه الحلقة ما هو إلا النزر اليسير الذي لا يفي عمواس ولا أهل عمواس حقهم وهي بحاجة إلى حلقات

وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بالوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله ولأسرة مكتبة بلدية رام الله العامة ولأسرة مكتبة شومان في عمان – الأردن ، وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وإلى لقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...