شــــذرات 16 – فذكر إن نفعت الذكرى

فذكر إن نفعت الذكرى

شــــذرات

الشيخ عباس نمر

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية

ـــــــــــــــــــــــــــــ

جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما نحن سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له ، فجعل يصرف بصره يميناً​​ وشمالاً وكأنه يتوسم من الحضور الإعانة ، فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان معه فضل ظهر (الزائد عن حاجته) فليعد به على من لا ظهر له (المحتاج) ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ) .

نصائح

قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه لأحد أصحابه ناصحاً له : أنظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فان ذلك أقنع لك بما قسم لك ، وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك ، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين واعلم أنه لا ورع أولى من تجنب محارم الله والكف​​ عن أذى المؤمنين واغتيابهم ، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، ولا جهل أضر من العجب .

أربعة

سئل الحسن البصري رحمه الله ، على ماذا بنيت أمرك فقال : على أربع أشياء : علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت ، وعلمت أن الله عز وجل​​ مطلع عليّ فاستحييت ، وعلمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت ، وعلمت أن آخر أمري الموت فاستعددت .

وهل الطب إلا هذا

دخل على خليفة المسلمين أبو جعفر المنصور رجلاً من الهند وقرأ عليه كتب الطب والمنصور ينصت لقراءته ، فلما فرغ الهندي قال له : يا أبا عبد الله أتريد​​ مما معي شيئاً ؟

قال : لا فإن معي ما هو خير مما معك .

قال الهندي : وما هو ؟​​ 

قال : أداوي الحار بالبارد ، والبارد بالحار والرطب باليابس واليابس بالرطب وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل ، وأستعمل مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعلم أن المعدة بيت الداء​​ وأن الحميد هي الدواء ، وأعوِّد البدن ما اعتاد .

فقال الهندي : وهل الطب إلا هذا ؟

اللهم

اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان وأجعل يقيني أفضل اليقين ، اللهم وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال ، اللهم استصلح بقدرتك ما فسد مني ، اللهم واكفني ما يشغلني الاهتمام به واستعملني بما تسألني غداً عنه واستفرع أيامي فيما خلقتني له وأغني وأوسع على في رزقك ولا تفتني بالنظر وأعزني ولا تبتليني بالكبر والعجب ، واجر للناس على يدي الخير ولا يمحقه بالمن وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر ، اللهم يا رب كل شيء آمين​​ .

 

جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم​​ 
قال 🙁 إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ، ولا يفخر أحد على أحد ) .

الولد سر أبيه

كان بيد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قبل الخلافة​​ ضيعته المعروفة بالسهلة وكانت باليمامة ، وكانت لها غلة عظيمة كثيرة ، عاش وعيش أهلها منها ، فلما ولي الخلافة قال لمزاحم مولاه : إني عزمت أن أرد السهلة إلى بيت مال المسلمين ، فقال مزاحم : أتدري كم ولدك ؟ أنهم كذا وكذا ، فذرفت عينا عمر وجعل يمسح الدمعة بأصبعه​​ الوسطى ويقول : أكلهم إلى الله أكلهم إلى الله .

فمضى مزاحم ، فدخل على عبد الملك ابن عمر بن عبد العزيز فقال له : ألا تعلم ما قد عزم عليه أبوك ؟ إنه يريد أن يرد السهلة ، قال فما قلت له ؟ قال : ذكرت له ولده ، فجعل يستدمع ويمسح الدمعة بأصبعه الوسطى ، ويقول : أكلهم إلى الله أكلهم إلى الله .

فقال عبد الملك : بئس وزير الدين أنت ! ثم وثب وأنطلق إلى أبيه ، فقال للآذن استأذن لي عليه ، فقال : إنه قد وضع رأسه الساعة للقائلة ، فقال : استأذن لي عليه ، فقال الآذن : أما ترحمونه ؟ ليس له من الليل والنهار إلا هذه الساعة ، فقال : استأذن لي عليه لا أم لك ! .

فسمع عمر كلامهما ، فقال : ائذن لعبد الملك ، فدخل فقال : علام عزمت ؟ قال : أرد السهلة ، قال : فلا تؤخر ذلك قم الآن ، فجعل عمل يرفع يديه ويقول : الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني ، نعم يا بني ، ألي الظهر ثم أصعد المنبر ، فأردها علانية على رؤوس الناس ، قال عبد الملك : ومن لك أن تعيش إلى الظهر ؟ ثم من لك أن تسلم نيتك إلى الظهر إن عشت ؟! فقام عمر فصعد المنبر وخطب الناس ورد السهلة .

نصيحة

قالا لإمام جعفر الصادق رحمه الله لأحد جلسائه : إن قدرت على أن لا تخرج من​​ بيتك فافعل ، فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن ثم قال : نعم صومعة المسلم بيته يكف فيه بصره ولسانه ​​ .

إن من الشعر لحكمة

ولا خير في حسن الجسوم وطولها

إذا لم تزن حسن الجسوم عقول

فكائن رأينا مـن فــروع طويلة

تموت إذا​​ لـم تحيهـن أصـول

فإلا يـكن جسمي طـويـلاً فإنني

له بالفعال الصـالحات وَصـول

ولـم أرَ كـالمعروف: أمـا مذاقه

فحُلـو وأمـا وجـهه فـجميل

اللهم

اللهم متعني بهدى صالح لا استبدل به وطرقة حق لا أزيغ عنها ونية رشد لا أشك فيها وعمرني ما كان بذلة في طاعتك فإذا كان​​ عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إلي أو يستحكم غضبك علي اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها ولا أكرومة في ناقصة إلا أتممتها اللهم آمين .

1

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شــــذرات 33 – فذكر إن نفعت الذكرى