دير آبـان – قضاء القدس


إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب

في الذكرى السبعون لنكبة فلسطين الأحفاد وأبناء الأحفاد الذين ولدوا بعد النكبة تلحظ في قسمات وجوههم العزيمة والإصرار وعظم معاناتهم في سنوات التشرد والضياع وجوه رسمت ملامحها اصابع الزمن وأجساد هدتها الأمراض والهموم فهلا اشعرناهم بلمسة وفاء تشحذ عزائمهم .

الحاجة نظمية عبد الفتاح مصطفى عدوي مواليد 1941م لها من العمر 77 عاماً نتمنى لها الصحة العافية قسمات وجهها تحكي معاناة التشرد واللجوء في مخيم الدهيشة كلماتها تدل على الاصرار والعودة إلى القدس ، وكامل التراب الفلسطيني وإلى قريتها زكريا وتأمل أن يتحقق ذلك على ايدي ابناءها وأحفادها.

أما زوجها الحاج مصطفى أحمد مصطفى عدوي موالد عام 1936م له من العمر 82 عام رجل علت ملامح وجهه آثار الزمن ومعاناة التشرد والضياع وهدت جسده الأمراض والهموم ويكفي هموم النكبة والنكسة وما نحن فيه ، يحدثنا عن مشاعره في هذه الذكرى ويقول : إن وجود الفلسطينيين على هذه الأرض منذ فجر التاريخ ، هم أحفاد الكنعانيين وما الوجود اليهودي على هذه الأرض إلا فترات عابرة ولولا تآمر الأعداء والإنجليز لم علا لهم شأن ، ووجودهم معاكس لحركة التاريخ ، وهذا ليس من ناحية دينية فقط ، وإنما التاريخ يثبت أنه لا حق لهم في هذه الأرض وهم إلى زوال مهما طال الزمن وفلسطين رقم صعب لا يقبل القسمة على اثنين والأمل قائم وسيتحقق على أيدي الأبناء والأحفاد إن شاء الله .

أما الجيل الآخر وهم جيل ما بعد النكبة لم يسمعوا عن هذا الضياع والتشرد إلا من أفواه الآباء والأجداد وحملوا الإرث وهم العودة ليتولاه الأبناء والأحفاد من هنا تأتي الأهمية القصوى للتاريخ إلى إحياء الماضي فلا شيء أخطر على الإنسان الفلسطيني من أن يكون جاهلاً بالتاريخ والتاريخ جزء أساسي من عقل الإنسان ومما قالوا في مقابلاتهم :

السيدة سميحة محمد إبراهيم العيسة مواليد عام 1960م وضحت من خلال حديثها مدى المعاناة والبؤس والحرمان الذي قاسته وتحمله والداها ، حيث لم يستطيعوا تلبية متطلبات الأبناء لضيق سبل العيش وإن فلسطين في القلب لن ننساها وأمل العودة في عقولنا وسيتحقق مهما طال الزمن حتى لو كان بعد أجيال وأجيال .

أما الأخت هاجر ابراهيم محمود العيسة مواليد عام 1950م تقول : كم هي غالية فلسطين على قلوبنا نفديها بأرواحنا وحلمنا بالعودة لا يخبوا على مدى الأيام سنعود إلى أرضنا ولا نتنازل عن حقنا في العودة .

أما السيد ماهر عبد العزيز العيسة مواليد عام 1972م يبدي الشعور بالخذلان من وقوف الأخوة العرب إلى جانبنا حيث لا أمل لنا فيهم وشعاره اللهم إكفنا شر الأصدقاء وأما الأعداء فنحن كفيلون بهم ، وأمل العودة لا يزال في قلوبنا ماثل أمام أعيننا وسيتحقق تحت أي ظرف من الظروف .

هذه مشاعرهم عبروا عنها بتلقائيتهم وما في قلوبهم على ألسنتهم آمالهم لا يوقفها الزمن والظروف القاسية فهي لا تخبوا رغم كيد الأعداء وخذلان عربان هذا الزمن .

لقد قيل لي قبل أشهر وكنت في بلدة الدوحة – بيت لحم في عزاء للمرحومة الحاجة أم أحمد مريم حسين البرميل من قرية دير آبان وإذا بأبنها الدكتور حسن البرميل والحاج أبو ماجد البرميل ، قالوا لي : يا شيخ ! منذ فترة لم تكتب عن بلدة دير آبان فقلت لهم كتبت عنها الكثير منذ حوالي عشرون عاماً من الكتاب القيم : ( قرية دير آبان – دراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني ) لمؤلفه المرحوم عميد التراث الاستاذ عبد العزيز أبو هدبا الذي وضع البسمة على شفاه دير آبان وأهلها لأنه فعلاً كتاب موسوعي  لكن إن شاءا لله سأكتب عن بلدة دير آبان أيام العثمانيين وها أنا اليوم ألبي طلبهم لأن إحياء التاريخ والحفاظ عليه وإظهار أصالته شرط أساسي من شروط تخليد الماضي العريق لأنه مظهر لأبناء الوطن عبر الزمان والمكان .

من هنا تأتي الأهمية القصوى للتاريخ إلى إحياء الماضي واليوم نتحدث باختصار عن بلدة دير آبان في ظل الفترة العثمانية قبل وعد بلفور المشؤوم وقطفنا هذا التاريخ من المراجع والموسوعات الفلسطينية منها كتاب : (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا) لمؤلفه العلامة الاستاذ كمال عبد الفتاح وزميله البرفيسور الألماني الدكتور ديتر هيتورت ، وكتاب : ( ملكية الأراضي في متصرفية القدس من 1858م – 1918م) للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر ، ثم دفاتر الطابو المفصلة العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي منذ عام 1525م-1597م بالاضافة إلى وثائق عثمانية من مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس وكذلك الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بوثائق إحصاء النفوس لدير آبان عام 1905م والأستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة عدد من الوثائق العبرية إلى العربية والأستاذ الباحث سعدي العيسة الذي قام بإجراء مقابلات الرواية الشفوية في مخيم الدهيشة والدكتور عبد القادر سطيح مدير المركز الثقافي التركي في رام الله حيث زودنا بعدد من الوثائق .

وها هي دير آبان تحدثكم عن نفسها بإختصار من العهد العثماني وتقول كانت تابعة إلى مدينة الخليل في بداية عام 1525م وعام 1562م أصبحت تابعة إلى مدينة القدس ثم بعد غزو إبراهيم باشا حولنا إلى الخليل ومع قدوم الانتداب البريطاني حولت إلى مدينة الرملة وعام 1941م أصبحنا تابعين إلى قضاء القدس الشريف .

التسمية

(دير آبان) لقد أختلفت الروايات عند بعض المؤرخين والباحثين حول التسمية ومهما تكن الأسباب وتسميتها فإن الوثائق القديمة العثمانية التي بين أيدينا وغالباً ما ترجع الوثائق العثمانية إلى العهد المملوكي أو الصلاحي حيث جاء اسمها عام 1525م دير أبان وبعض الوثائق دوير أبان .

لذلك نقول مهما يكن أصل تسميتها أو كان لفظها يختلف قليلاً فإن دير آبان منذ القرون القديمة هي القرية الموجودة حالياً في موقعها الجغرافي والطبوغرافي الذي بنيت فيه مساكن العائلات الديرابانية أو (الدياربه) منذ مئات السنين بل إن جذورها عميقة في التاريخ وهكذا توارثها الأحفاد عن الآباء والأجداد منذ القدم .

الموقع

تقع قرية دير آبان إلى الغرب من مدينة القدس الشريف بإنحراف قليل نحو الجنوب وتبعد عنها (21) كيلومتراً ، وتبعد عن مدينة الرملة عن طريق باب الواد الواصل بين يافا والقدس (32) كيلومتراً ويمر من أراضيها خط سكة الحديد الواصل بين القدس واللد وكان في البلدة محطة للقطار .

المساحة والحدود

لبلدة دير آبان أراض مساحتها (22734) دونماً ، ويحدها من الشمال قرى عرتوف وصرعه ورافات ومن الغرب قرية البريج ومن الجنوب بيت اجمال وبيت نتيف واجراش وفي أقصى الجنوب الشرقي قرية السفلى ومن الشرق قرية دير الهوى ..

عدد الأسر في العهد العثماني

جاء في الدفاتر العثمانية المفصلة عام 1538م أن في دير آبان خمس أسر فقط منها ثلاث عائلات مسيحية وعائلتان مسلمتان أما عام 1554م فقد وصل عدد الأسر الساكنة في دير آبان (42) أسرة منها (22) أسرة مسيحية و(20) أسرة مسلمة وعام 1562م وصلوا إلى (46) أسرة منهم (23) أسرة مسلمة و(23) أسرة مسيحية وعام 1597م بقيت (46) أسرة نصفها مسيحي والآخر مسلم وفي عام 1872م وصلوا إلى (150) عائلة مسلمة وفي نهاية العهد العثماني 1916م كانوا (128) أسرة وحامولة .

من تاريخ دير آبان في القرن السادس عشر الميلادي

من الوثائق العثمانية القديمة في الدفاتر المفصلة والمكتوبة بالخط العثماني القديم تبين لنا من خلال هذه الوثائق أن قرية دير آبان شاهدة على حقبة من الزمن من تاريخ هذه القرية والتي كانت عامرة وزاهرة من خلال الوثائق العثمانية والتي هي من القرن السادس عشر الميلادي وللأهمية أرتأينا أن نقدم في هذه الحلقة وثيقتين .

دير آبان عام 970هـ الموافق 1562م

من خلال الوثيقة الأولى التي بن أيدينا وهي من الدفتر المفصل للواء القدس رقم (512-01 س) عام 1562م وجاء في الوثيقة التي قام بترجمتها من اللغة العثمانية القديمة إلى اللغة العربية الدكتور الفاضل عبد القادر سطيح مدير المركز الثقافي التركي في رام الله وجاء فيها أن قرية دير آبان في تلك السنة كانت تابعة للقدس الشريف والتيماري المسؤول عنها محمد بن الحاج مراد وفيها عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة في القرية وهم (23) أسرة من المسلمين و(23) أسرة من المسيحيين وأسماء أرباب الأسر المسلمة هم : مهنا ولد الحاج عيسى ، حسين ولد جوبر ، محمد ولد أحمد ، علي ولد خلف ، فرج ولد أبو تميم ، أحمد ولد بطاح ، حامد ولد منصور ، عبد الله ولد حزين ، رزق ولد مرزوق ، عبيد ولد محمد ، سالم ولد أبو عرانه ، إبراهيم ولد عناتا ، حزين ولد أو (عناتا) ، عوض ولد عوف ، يونس ولد عابد ، عز الدين ولد محمد ، محمد ولد سلام ، أحمد ولد محمد ، سعيد ولد قاسم ، عيسى ولد أحمد ، محمد ولد أحمد ، محمد ولد حامد .

وأرباب الأسر المسيحية الدافعة لضريبة الزراعة هي : عماد بن شمروخ ، إبراهيم بن حزين ، مرقص بن خليل ، سليمان بن خلاف ، خليل بن غنام ، بريقان بن معمدين ، طريف ولد طريف ، خليل ولد طريف ، إبراهيم بن سراج ، صلاح بن عيسى ، منصور بن سدان ، ذياب ولد كساب ، ظاهر بن ربيع ، خليل بن إبراهيم ، حديد ولد سعد ، شاهين ولد جرجس ، خوض بن موسى ، خليل بن قيس ، يوسف بن كريوس ، سعود بن جرجس ، سعود بن سعود ، عيسى بن سعد ، ناصر بن منصور .

وكانت نسبة الضريبة على أرباب الأسر المسلمة والمسيحية (33%) وهي الضريبة المفروض على القمح (الحنطة) عشرة غرارات وقيمتها (4800) أقجة والشعير عشرة غرارات وقيمتها (2600) أقجة وعلى الزيت والدهن (1200) أقجة وضريبة الأشجار المثمرة (345) أقجة ورسم الماعز والنحل (200) أقجة والأقجة عملة عثمانية قديمة مصنوعة من الفضة كانت هي العملة الدارجة والمشهورة في تلك الفترة وكانت قيمتها غالية وعالية لكن في نهاية الدولة العثمانية أصبحت لا قيمة لها .

وثيقة عام 1597م

هذه الوثيقة من كتاب : ( الجغرافيا التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا وشرق الأردن في القرن السادس عشر الميلادي) لمؤلفه العلامة القدير الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله البروفسور الدكتور ديترهيتروت وجاء في الكتاب أن قرية دير آبان كانت عام 1596م-1597م تتبع مدينة القدس الشريف وعدد أربابا لأسر الدافعة لضريبة الزراعة (46) أسرة نصفهم مسلمين والنصف الآخر من المسيحيين ونسبة الضريبة المدفوعة على المحصولات الزراعية (33%) وكانت ضريبة القمح (5000) أقجة والشعير (1400) أقجة والزيت (1200) أقجة والأشجار المثمرة (1400) أقجة ورسم الماعز والنحل (500) أقجة .

ولأهمية هه الوثيقة إرتأينا أن نرجع إلى أصلها من الدفتر المفصل للواء القدس والذي قام بتوزيعه الدكتور كمال عبد الفتاح على المؤسسات والجامعات قبل اكثر من ثلاثين عاماً ، أما بخصوص أسماء أرباب الأسر من دافعي الضريبة تبين لنا أنها قريبة من الأسماء الموجودة في وثيقة عام 1562م.

أسماء عائلات دير آبان في نهاية العهد العثماني

أسماء عائلات الأسر التي استطعنا جمعها من إحصاء النفوس العثماني عام 1916م وهي أسماء العائلات المكتوبة في دفتر احصاء النفوس ونحن نعلم أن أهالي دير آبان هم موزعين إلى أربعة حمايل كبيرة وهذه الحمايل موزعة إلى عائلات وكل عائلة مقسمة إلى عدد من الأسر وحمايل دير آبان الأربعة هي :

1ـ حمولة ابن هذيل .

2ـ حمولة الدعامسة .

3ـ حمولة القراملة .

4ـ حمولة الوعرة .

أما أسماء العائلات حسب الدفتر العثماني عام 1916م فهي : فرحات ، فرحان ، مصطفى ، زياد  مشعل ، صبيحة ، حرب ، أحمد ، العبيد ، عبد الدايم ، صافي مصطفى ، حمدان جابر ، أحمد صالح ، خليل عطوة ، الحاج عيسى ، كراعين ، أبو هدبة ، أبو وردة ، العسعيس ، منصور ، موسى ، حقروس ، ذيبان ، دعسان ، عودة ، حمدان ، خليفة ، نصر ، بيوحمد ، الرشتة ، جبر صالح ، جرار (صرار) ، محمود الحاج ، سرحان ، زيادة ، سلامة ، أحمد ، غنيم ، حسين الحاج ، اليوزباشي ، محمد الحاج ، مناع ، عبد القادر صالح ، زيدان ، عبد الجواد ، إخليف ، خليل ، رمضان  أبو عفن ، شاهين ، نصار ، اسليم ، حسين عودة ، مصطفى عيسى ، أحمد منصور ، شحادة ، الصوص ، روبين ، رباع ، إبراهيم ، جوده حسين ، عوض الله ، وادي ، زايد أحمد ، خليل الحاج ، جوده ، اخليل حمدان ، شعلان ، عودان ، بيوض ، أبو سخن ، أبو عيشة ، ناصر ، حماد ، أبو تينة ، سالم ، إبراهيم خليل ، عطاالله ، صدقه ، سلمان ، غنام ، سعد ، عليان ، حمد الله ، المصري ، مزيد ، أحمد الحاج ، عيسى الحاج ، ربيع ، الغزال ، أبو عرموش ، البرميل ، عثمان .

المخاتير

كانت وظيفة المختار موجودة في دير آبان منذ بداية تعيين المخاتير في القرى في آواخر العهد العثماني وكان في الغالب في القرية مختاران ، مختار أول ومختار ثان ولقد تسلم المخترة عدة شخصيات وكان من شروط وظيفة المختار أن يكون من ذوي السمعة الطيبة ومتعلم أي يعرف القراءة والكتابة  وغالباً ما تكون المخترة بالانتخابات وكانت مهمة المختار في دير آبان لها اعتبارها واحترامها وتقديرها وهيبتها ، ومهام المختار كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيته مجمعاً وملتقى لرجالات البلدة وأصحاب الحاجات وبيته أيضاً مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل قبل الوصول إلى المحكمة الرسمية ، ومن مخاتير دير آبان الذين استطعنا معرفتهم :

1ـ مختار أول حسين إبراهيم .

2ـ مختار ثان أحمد درويش .

3ـ المختار محمد عثمان .

المضافة أو الساحة

كان يطلق في دير آبان على المضافة أو الديوان اسم الساحة وفي العهد العثماني كانت الساحة في غرفة من المسجد العمري في القرية ويجتمع في الساحة كل كبار السن من حمايل دير آبان وهي مكان مخصص لاستقبال الضيوف وابن السبيل والوافدين إلى القرية وهي غالباً ما تكون أيضاً للأفراح والأتراح وفي شهر رمضان الكريم يكون فيها الإفطار وفي الصيف يكون أيضاً السحور .

ناحية العرقوب

من خلال التسلسل التاريخي كانت دير آبان في بداية العهد العثماني تتبع للقدس الشريف وبعد عام 1800م تقريباً تحولت إلى الخليل ضمن ناحية العرقوب ، وكان يتبع ناحية العرقوب (21) قرية هي : دير آبان ، بيت عطاب ، سفلى ، بيت نتيف ، زكريا ، عقور ، كسلا ، دير الهوى ، عرتوف ، اشوع ، صرعة ، إجراش ، بيت جمال ، علار ، كفر سوم (كانت قرية صغيرة تقع إلى الشرق من بيت عطاب) ، نحالين ، وادي فوكين ، الجبعة ، حوسان ، راس أبو عار ، دير الشيخ ، وكانت قرية دير آبان أكبر قرية في عدد البيوت المعمورة حيث وصلت عام 1872م إلى (150) بيتاً معموراً ما بين حوش وبيت كبير أو صغير .

ناحية بيت عطاب

للأهمية ولقلة المعلومات عن ناحية بيت عطاب التي تأسست في عام 1904م تقريباً وألغيت ناحية العرقوب حيث تحول عدد من القرى إلى نواحي القدس مثل قرية صرعة أصبحت ناحية صفا التابعة للقدس الشريف وأسماء قرى ناحية بيت عطاب : دير آبان ، بيت عطاب ، سفلى ، حوسان ، نحالين ، الجبعة ، وادي فوكين ، زكريا ، دير الشيخ ، بيت نتيف ، اجراش ، كسلا ، عقور ، دير الهوى ، علار ، راس أبو عمار ، بيت جمال ، وبقيت بيوت دير آبان أكثر عدداً على الرغم من أنها قلت عن عام 1872م وكانت عام 1916م (128) بيتاً معموراً ثم تأتي بعدها قرية بيت نتيف حيث وصلت بيوتها إلى (96) بيتاً والثالثة كانت قرية زكريا حيث وصلت إلى (69) بيت معمور .

المسجد والحياة الثقافية

كان في دير آبان مسجد قديم يطلق عليه المسجد العمري ويعتبر أقدم بنيان في البلدة وكانت تقام في المسجد صلاة الجمعة والجمعة والعيدين وهو أهم معلم رئيسي موجود لقدمه وخصوصاً المسجد العمري القديم الذي هو عبارة عن غرفة قديمة داخل المسجد .

أما إمام المسجد حسب عقود الزواج القديمة وفي نهاية العهد العثماني تفيد بأن الشيخ حسن أبو ليلى هو إمام المسجد وهو أيضاً من يقوم بعقود الزواج في دير آبان.

أما الحياة الثقافية كان المسجد هو المدرسة قبل افتتاح المدرسة حيث اعتنى أهالي دير آبان بالتعليم فكان عندهم شيوخ الكتاب الذين لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إحياء التعليم وكثير من أهالي دير آبان كانوا يلمون بالقراءة والكتابة في العهد العثماني ومن مشايخ الكتاب :

1ـ الشيخ حسن أبو ليلى .

2ـ الشيخ عبد السلام زلوم .

3ـ الشيخ سليم الولجي .

المقامات

يوجد في دير آبان عدد من المقامات :

1ـ مقام ولي الله أبو ميزر ، ويقع في أراضي القرية الغربية وعلى بعد حوالي (2) كيلو متر والمقام عبارة عن غرفة مساحتها (25) متراً وبداخله محراب وله ساحة واسعة .

2ـ مقام الشيخ عبد الله الواقع في وسط البلد وهو عبارة عن غرفة مساحتها حوالي (50) متراً مربعاً .

3ـ مقام الشيخ عبد الله وهو بالقرب من خربة علين .

4ـ مقام الشيخ صامت على حدود أراضي دير آبان ع قرية صرعة .

5ـ مقام الشيخ سليمان وهو داخل مسطح القرية وهو عبارة عن غرفة صغيرة مساحتها حوالي (12) متراً مربعاً .

6ـ مقام الشيخ مسلم وهو داخل المقبرة .

7ـ مقام الشيخ أبو حسن وهو على بعد نصف كيلومتراً عن وسط البلد .

8ـ مقام الشيخة (ستى) سمية وهو في الطريق إلى المقبرة الرئيسية .

9ـ مقام النبي حيدت وهو على حدود قرية البريج وله أراضي تابعة للأوقاف شاسعة .

المواقع الأثرية الخرب

تملك دير آبان الكثير من المواقع الأثرية والخرب الأثرية أهمها تل الرميلة أو عين شمس حيث أكد المختصون أنها خربة كنعانية وتحدثوا عنها الكثير .

للاختصار إرتأيت أن أذكر فقط أسماء الخرب من كتاب : (قرية دير آبان – دراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني) للعلامة المرحوم عبد العزيز أبو هدبا ومما جاء في أسماء الخرب والمواقع الاثرية وهي : خربة عين شمس أو تل الرميلة ، خربة بير الليمون ، خربة علين ، خربة امجينا ، خربة المدورة ، خربة الصياغ ، خربة جنعير ، خربة حرازه ، خربة زانوع ، خربة نياته ، خربة الناقورة .

كلمة لا بد منها

إن الحنين إلى دير آبان مسقط رأس الآباء والأجداد والحنين إلى أرضها الخصبة وعيون وآبار الماء فيها والحنين إلى مسجدها القديم وساحتها (المضافة) ومدرستها وصوت القطار والحنين إلى أزقتها وأشجارها المثمرة وبيوتها العامرة التي وصل عددها عام النكبة 1948م إلى (509) بيوت ، هو الحنين إلى مرتع الصبا ، ونحن في أيامنا هذه تزايد إحساسنا بأهمية الماضي الذي نحن إليه ونحن بأمس الحاجة له للإستفادة منه في تدعيم بغيته من المعرفة وغرس ما يحتاج إليه في عقول الأبناء والأحفاد لنصل إلى المقصود الدقيق من تاريخنا ليستقيم الفهم عند الجميع وتكبر الفائدة من حب الوطن .

هذه هي دير آبان الماجدة الغالية عند أهلها وما هي إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه إبن دير آبان رغم مرور (70) عاماً على النكبة البعيد عن أرضه على طريقة التطهير العرقي تاركين أعز ما يملكون هذا هو الحاضر لأهل دير آبان الذي يعيشونه في كل أماكن تواجدهم وكلهم على أمل الرجوع إلى بلدتهم الحبيبة دير آبان إن شاء الله .

وأخيراً

إن ما قدمناه في هذه الحلقة لا يفي دير آبان ولا أهلها حقهم وهي صاحبة التاريخ العريق وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والشرح والتفصيل وهذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة هي من باب الذكرى للذكرى وكتاب ( دير آبان – قضاء القدس ) للمرحوم المؤرخ عبد العزيز أبو هدبا من أراد الاستفادة عليه بالرجوع إليه لأنه تقريباً شامل وكامل ، وأزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بالوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله ولأسرة مكتبة بلدية رام الله العامة وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وأهدي هذا البحث إلى أهالي دير آبان وخصوصاً الأستاذة أم عبد الله فايزة أيوب عليان وإلى لقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...