شــــذرات 13 – فذكر إن نفعت الذكرى

فذكر إن نفعت الذكرى

شــــذرات

الشيخ عباس نمر

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية

ـــــــــــــــــــــــــــــ

استغفروا ربكم إنه كان غفاراً

عن أيوب بن العباس بن الحسن ​​ قال : " حدثني علي بن همام ، أن أعرابياً شكى الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام شدة وضعه وضيقاً في الحال مع كثرة​​ العيال .

فقال له : عليك بالإستغفار ، فإن الله يقول : استغفروا ربكم ، إنه كان غفاراً .​​ 

فعاد اليه ، وقال : يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيراً ، وما أرى فرجاً مما أنا فيه .

قال : لعلك لا تحسن أن تستغفر .

قال : علمني .

قال : أخلص نيتك ، وأطع ربك ، وقل : اللهم​​ إني استغفرك من كل ذنب ، قوي عليه بدني بعافيتك ، أو نالته يدي بفضل نعمتك ، أو بسطت اليه يدي بسابغ رزقك ، أو اتكلت فيه ، عند خوفي منه ، على أناتك ، أو وثقت فيه بحلمك ، أو عولت فيه على كرم عفوك ، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي ، أو بخست فيه نفسي​​ ، أو قدمت فيه لذتي ، أو آثرت فيه شهوتي ، أو سعيت فيه لغيري ، أو استغويت فيه من تبعني ، أو غلبت فيه بفضل حيلتي ، أو أحلت فيه عليك يا مولاي ، فلم تؤاخذني على فعلي ، إذ كنت – سبحانك – كارهاً لمعصيتي ، لكن سبق علمك في بإختياري ، واستعمالي مرادي وإيثاري ، فحلمت​​ عني ، لم تدخلني فيه جبراً ، ولم تحملني عليه قهراً ، ولم تظلمني شيئاً ، يا أرحم الراحمين ، يا صاحبي عند شدتي ، يا مؤنسي في وحدتي ، ويا حافظي عند غربتي ، يا ولي في نعمتي ، ويا كاشف كربتي ، ويا سامع دعوتي ، ويا راحم عبرتي ، ويا مقيل عثرتي ، يا إلهي بالتحقيق​​ ، يا ركني الوثيق ، يا رجائي في الضيق ، يا مولاي الشفيق ، ويا رب البيت العتيق ، أخرجني من حلق المضيق ، الى سعة الطريق ، وفرجٍ من عندك قريب وثيق ، واكشف عني كل شدة وضيق ، واكفني ما أطيق وما لا أطيق ، اللهم فرج عني كل هم وكرب ، وأخرجني من كل غم وحزن ، يا فارج​​ الهم ، ويا كاشف الغم ، ويا منزل القطر ، ويا مجيب دعوة المضطر ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، صل على خيرتك محمد النبي ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وفرج عني ما ضاق به صدري ، وعيل معه صبري ، وقلت فيه حيلتي ، وضعفت له قوتي ، يا كاشف كل ضر وبلية ، ويا عالم​​ كل سر وخفية ، يا أرحم الراحمين ، وأفوض أمري الى الله ، إن الله بصير بالعباد ، وما توفيقي الا بالله ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم .

قال الاعرابي : فاستغفرت بذلك مراراً ، فكشف الله عز وجل عني الغم والضيق ، ووسع علي الرزق ، وأزال عني المحنة .​​ 

 

سأل موسى​​ ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها​​ 

قال : يا رب أي عبادك أتقى ؟  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ - ​​ قال: عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه.

قال: الذي يذكر ولا ينسى .  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ - ​​ قال: فأي عبدك أعز ؟

قال: فأي​​ عبادك أهدى ؟  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ - قال : الذي قدر غفر .

قال: الذي يتبع الهدى .  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ – قال : فأي عبادك أغنى ؟

قال: فأي عبادك أحكم ؟  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ - قال: الذي يرضى بما يؤتى .

قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه .  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ –​​ قال: فأي عبادك أفقر؟

قال: فأي عبادك أعلم ؟  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ - قال: صاحب منقوص ( والمنقوص منقوص حاله يستقل  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ ما أوتي ويطلب الفضل )​​ 

رحم الله ابن الخطاب

بينما الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس مع جمع من الصحابة إذ دخل​​ عليه رجل فقئت عينه وهو يشكو من شدة الألم متهماً جاره بالاعتداء عليه فما كان من الصحابة إلا أن أشاروا على عمر بأن يستدعي المتهم ويفقأ عينه، عملاً بقول الله تعالى : (( العين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص )) . فما كان من عمر إلا​​ أن قال لهم : على رسلكم يا صحابة رسول الله نستدعي المتهم وننظر فربما فقئت عيناه الإثنتان . ​​ 

صفات المؤمن

وصف وهب بن منبه المؤمن فقال : (( المؤمن الذي إلى الإسلام هدي وبالإقرار بدي، عالم بالعلم، ناطق بالحكم، ورع عن الحرام، كثير السلام، لين الجانب، سريع الرضا، بعيد السخط ، إن صحبته تسلم ، وإن شاركته تغنم ، وإن فارقته تندم .وإن سمعت منه تتعلم . كثير الوقار ، مكرم للجار ، مطيع للجبار . قلبه بمعرفة الله زاهر ، ولسانه ذاكر ، وبدنه في طاعة الله ساهر ، فمثله كمثل الماء لأن الماء حياة الأشياء كلها . كلامه منفعة ، وجواره رفعة . إن استكتمته كتم ، وإن استطعمته أطعم .. وإن استقرض أدى ، وإن سئل أعطى .. إن اخذ شيئاً لم يأخذه رياءً ولم يتركه حياءً ، بل أخذه لله تعالى وتركه لله تعالى .. محاسب نفسه ناظر في عيوبه .. لا يظلم ولا يتكلف ..

حامل الطحين .. وخادم الفقراء

زين​​ العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي الله عنه ، وأرضاهم أجمعين ، كان يرحب بالفقراء والمساكين وعندما كان يطرق بابه أحد السائلين يقابله بحفاوة بالغة وبشاشة وسرور ويقول له : مرحباً بمن يحمل زادي في الآخرة ، وكان رضي الله عنه يحمل الخبز والطحين ليوزعهما على فقراء المدينة في ظلام الليل ، وكان يفعل ذلك لأكثر من مئة بيت من بيوت الفقراء ، وكان هؤلاء الفقراء لا يعلمون من الذي يأتيهم في الليل ، ولما توفى انقطعت هذه الزيارات عن البيوت ، وعندما غسلوه وجدوا علامات سوداء على ظهره فعلموا من الذي كان يحمل الطحين في الليل إلى بيوت الفقراء .

1

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شــــذرات 33 – فذكر إن نفعت الذكرى