أبو الفضل قضاء الرملة

كي لا ننسى  …  اعرف وطنك.
بعد مرور (68) عاماً على نكبة فلسطين ما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهلها لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس ،  لكن أين التطبيق ؟!
من بلداتنا الفلسطينية المهجرة : أبو الفضل عرب السُطرية إحدى قرى قضاء الرملة لواء اللد

 

 

 

إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

منذ عام النكبة 1948م وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم وتاريخ وجغرافية وتراث فلسطين ، وهي مستمرة ، ولا زالت تصادر الأرض وتقيم المستوطنات وتستولي على المياه وتحاصر القدس وتعمل على تهويدها ، وتقتحم المقدسات خصوصاً المسجد الأقصى المبارك وترفض عودة اللاجئين والنازحين ، ومن هنا تأتي الأهمية القصوى إلى إحياء الماضي العريق للأرض المباركة فلسطين .

تهدف هذه الدراسة إلى إعطاء صورة مختصرة عن تاريخ قرية (أبو الفضل عرب السُطرية إحدى قرى قضاء الرملة لواء اللد) وأبو الفضل قرية طيب أهلها مثلها مثل المدن والقرى الفلسطينية التي أصابها التطهير العرقي عام 1948م ، ليصاب الوطن والشعب بالنكبة ، والمأساة الكبرى في العالم ، لكن الشعب حي ثابت والتاريخ حقيقة لا تندثر مهما مر الزمان وهو ذاكرة الشعوب ، فما أجمل البحث في وثائقنا التي تعانق روحنا ، فمهما كبرت اللوعة في نفوسنا ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ومهما انحنى الشعب أمام شدة العواصف فإن الإنسان الفلسطيني لم يتغير ولم يتبدل ، ومقولة الكبار يموتون والصغار ينسون هذا هراء ، واليوم وبعد (68) عاماً من النكبة والتطهير العرقي ، الأبناء الصغار هم أجداد والأبناء وأبناء الأبناء هم المصممون على حق العودة وأنه لا بد لهذا الليل من آخر ، والشعب لا يستكين ولا يفقد الأمل لأن الأمل بالله مهما طال الزمن والحقوق لا تزول ، وأن أبناء هذا الوطن يحملون معهم المكان بموجوداته وذكرياته أينما رحلوا وحيثما حلوا على وجه الأرض … الأرض المباركة أعز ما يملكون .

ومع الرواية الشفوية من أهالي أبو الفضل خصوصاً اللقاء الذي جمعني مع الحاج سالم محمد منصور الشوبكي ـ أبو صلاح ـ في بيته العامر في مدينة البيرة حي السلامية ، وكان في اللقاء أخت أبو صلاح الأستاذة صفية محمد الشوبكي .

والحاج أبو صلاح من مواليد قرية أبو الفضل عام 1932م ودرس في كتابها الابتدائية ثم ذهب إلى مدينة الرملة حيث أنهى هناك التعليم الثانوي وبعد الهجرة وفي عام 1949م درَّس في مدرسة دير عمار قضاء رام الله وبقي مدرساً حتى عام 1993م حيث أفنى الأستاذ أبو صلاح الشوبكي أربعا وأربعين عاماً من عمره المديد في تربية الأجيال في وكالة الغوث ولم ينسَ ولو للحظة واحدة قريته الحبيبة وهو عالم بتاريخ وجغرافية أبو الفضل ومعرفة بيته الذي درج فيه صغيراً وتنسم هواءه وعشق أرضه وسماء بلدته وهيهات أن ينسى طرقاتها وحاراتها ومراتع صباه ، وما زال الحاج أبو صلاح متمتعاً بصحة جيدة والحمد لله .

وقطفنا من الرواية المكتوبة من الموسوعات الفلسطينية خصوصاً (بلادنا فلسطين) للمرحوم المؤرخ مصطفى مراد الدباغ و(موسوعة النكبة والفردوس المفقود) للمؤرخ عارف العارف وكتاب ( كي لا ننسى ) للدكتور وليد الخالدي ومجلدات الدكتور القدير سليمان أبو ستة وكذلك وثائق الأوقاف والمحكمة الشرعية الموجودة في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبو ديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومع الرواية الشفوية والمكتوبة تحدثكم قرية أبو الفضل عن نفسها :

التسمية
قرية أبو الفضل عرب السُطرية ، أو عرب السطرية ، أو عرب أبو الفضل ، وهذه الأسماء معروفة لأهالي قضاء الرملة قبل النكبة أما الأسم المعروف لدى الدوائر الرسمية فهو أبو الفضل وسبب هذا الأسم أن أراضي القرية هي من أوقاف الصحابي الجليل الفضل بن العباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أيضاً من غزا وحارب معه وصاحبه في حجة الوداع وغسله حين وفاته ثم خرج مجاهداً إلى الشام واستشهد في معركة أجنادين في خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفي سنة 854هـ الموافق 1450م بني له مسجد في مدينة الرملة وأوقف المسلمون أراضي كثيرة باسم الصحابي الفضل بن العباس رضي الله عنه ومن ضمنها قرية أبو الفضل.

الموقع
تقع قرية أبو الفضل على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال الغربي من مدينة الرملة وعلى بعد سبعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة اللد وأنشئت القرية على أرض مستوية معدل إرتفاعها عن سطح البحر (75) متراً وهي من أراضي السهل الساحلي الأوسط ، ويمر من أراضي القرية خط سكة الحديد الواصل بين غزة هاشم ومدينة الرملة .

المساحة والحدود
بلغت مساحة أراضي قرية أبو الفضل قبل النكبة في عام 1945م حسب خريطة فلسطين والوثائق الفلسطينية (2870) دونماً ولا يملك اليهود منها شيئاً ويحدها من الشمال والشمال الغربي قرية صرفند العمار ومن الجنوب الغربي مستوطنة بير يعقوب ومن الجنوب مدينة الرملة ومن الشرق مدينة اللد .

عدد السكان
بلغ تعداد السكان في قرية أبو الفضل عام 1931م (1565) نسمة وكلهم مسلمون منهم (712) ذكراً و(853) أنثى وفي 1/4/1945م كانوا (510) نسمات وتفيد الرواية الشفوية أن الكثير من سكان أبو الفضل ذهبوا إلى قرية واد حنيين وساقية واللد والرملة والأكثرية ذهبت إلى تل البطيخ والسدره وذلك بعد عام 1936م وعام 1940م أما عام النكبة 1948م فكان عددهم (592) نسمة وعلى حسب تقديرات تعداد اللاجئين في وكالة الغوث عام 1998م وصل عددهم إلى (3633) نسمة واللاجئون المسجلون من أهالي أبو الفضل في وكالة الغوث عام 2008م (3942) نسمة أما مجموع اللاجئين للقرية وفقاً لتقديرات عام 2008م (4912) نسمة .

أسماء الحمايل والأسر
الشوبكي ، السُطرية ، عيده ، درويش ، أبو رضوان ، عبد القادر ، أبو موسى ، النمس ، المصري ، القلاعية ، الحمايده ، أبو رزق ، المصري ، الديارنه ، أبو خطي ، أبو حطب .

المخاتير
كانت وظيفة المختار موجودة في القرية منذ العهد التركي وللمختار في البلدة احترام وتقدير وهيبة ، ومن مخاتير القرية كان الشيخ أحمد حسين عبد القادر وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى رجالات القرية .

الديوان أو المضافة
المضافة أو المقعد أو الشق في القرية غلب عليها اسم مقعد الرجال وكان في أبو الفضل أكثر من مقعد وهذه المقاعد من الأمكنة التي يتواجد بها كبار رجالات القرية وبصورة دائمة وكان في أبو الفضل أكثر من مقعد أو ديوان وأهالي أبو الفضل يكثر عندهم المقاعد والوجوه (مشايخ العشاير أو الإصلاح) ومنهم :

1ـ الحاج حسين عبد القادر السطري .

2ـ الشيخ حسن عبد القادر .

3ـ الحاج إبراهيم سالم السطري .

4ـ الشيخ فوزي أبو رزق .

5ـ الشيخ محمد منصور الشوبكي .

وفي شهر رمضان المبارك أغلب رجال القرية وأبنائها كانوا يتناولون طعام الإفطار في المضافة الكبيرة ويتجمع فيها أهالي القرية ، وكانت تقام فيها الصلوات جماعة باستثناء صلاة الجمعة فكانوا يصلونها في مدينة الرملة ، وأقرب قرية على مدينة الرملة هي أبو الفضل وأبعد مسجد في الرملة يبعد حوالي كيلومترين فقط وفعلاً هذه المضافة أو الساحة أو المقعد كانت تعيش أوج عظمتها في شهر رمضان الفضيل وكانت صلاة الفجر أيضاً تصلى في الساحة وكان إمام القرية المختار أحمد حسين عبد القادر وكان المؤذن الشيخ محمد الشوبكي حسبة لوجه الله وفي شهور الصيف كانت تبنى بجانب المضافة عريشة من أجل البراد وتقام فيها صلاة الجماعة .

المدرسة
لم تُبْنَ مدارس في فترة الحكم البريطاني ، ويقول أبناء أبو الفضل أن التعليم في القرية كان منذ القرن الماضي موجوداً وذلك في صف الكُتاب فقط ، وكان شيخ الكتاب يعلم الأطفال في الساحة أو المقعد ومن يريد من الطلبة الزيادة في التعليم يذهب إلى المدارس في الرملة .

الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة تعتبر العامل الرئيسي في بناء اقتصاد أهالي القرية باعتبار أن الأرض وفلاحتها شريان الحياة وهي موارد الرزق الأساسية ولذلك كان غالبية أبناء أبو الفضل يعملون في الزراعة وخصوصاً المزروعات الشتوية والصيفية مثل القمح والشعير والسمسم والذرة والحمص والفول ثم بيارات الحمضيات بالإضافة إلى كروم التين والعنب والمشمش والخوخ والجوافة ، وزرع في القرية معظم أنواع الأشجار المثمرة ، وقسم آخر من أهالي القرية أهتموا بزراعة البساتين بالإضافة إلى المقاثي وذلك لوفرة المياه الموجودة من الآبار الإرتوازية في القرية ، وزرعت في القرية جميع أنواع الخضراوات منها : البطيخ والشمام والملوخية والملفوف والفلفل والفقوس والخيار والبندورة واللوبيا والبامية والعصفر … إلخ .

الثروة الحيوانية
كان الاهتمام في عهد الانتداب البريطاني بالثروة الحيوانية قليلاً على عكس ما كان في العهد العثماني حيث أن لكل بيت (رعوة) من الغنم والسمار لا تقل عن مائة رأس ، ومع ذلك فقد كان لأهالي أبو الفضل قبل عام النكبة حوالي (1500) رأس من الغنم مع اهتمامهم باقتناء الحيوانات والعمل على تربيتها وخصوصاً البغال والحمير والخيل واستعملوها كوسائط نقل وللحراثة واهتموا بتربية الأبقار للاستفادة من حليبها وللحراثة وكل البيوت تقريباً لم تكن تخلو من تربية الدجاج والحمام والحبش والبط والأوز ، وكان أهالي أبو الفضل يسوقون غلات إنتجاهم في مدينة الرملة ، أما البرتقال فكان التجار يأتون إلى القرية من أجل تصديره إلى أوروبا وأكثره إلى بريطانيا ومن هؤلاء التجار حمدان مرسي .

بيارات البرتقال في أبو الفضل
كانت بيارات البرتقال موجودة في القرية منذ العهد العثماني وكان عدد من أهالي الرملة لهم بيارات في القرية منهم : يسين أمين الخيري وذلك سنة 1318هـ الموافق 1900م أما في فترة الانتداب فكان أيضاً عدد من اهالي الرملة والقدس يستأجرون عدداً من البيارات ومن هؤلاء السيد كمال الخطيب وشركاه والسيد توفيق أبو السعود والسيد أسعد حجازي وإخوانه … إلخ ، أما عن أسماء أهالي القرية الذين لهم بيارات قبل النكبة فمنهم :

1ـ بيارة أحمد حسين عبد القادر .

2ـ بيارة محمد منصور الشوبكي .

3ـ بيارة حسن عيده .

4ـ بيارة برهم إبراهيم برهم .

5ـ بيارة خليل أبو الحاج أبو موسى .

6ـ بيارة حسين حمدان أبو حطب .

وتفيد الرواية الشفوية أن في أراضي القرية أكثر من (30) بيارة وتفيد الوثائق الموجودة على أن الكثير من المستأجرين ذكرت أسماؤهم على أنهم استأجروا أراضي في أبو الفضل مثل :

1ـ محمد المؤقت استأجر أرضاً عام 1932م .

2ـ أحمد محمد حمدان أبو حطب تنازل عن خمس قطع من الأراضي للاستمرار في زراعتها إلى يوسف حسن عيد وذلك عام 1933م .

3ـ عبد الله أبو مرزوق من السُطرية استأجر أرضاً عام 1935م .

4ـ مصطفى عبد النبي استأجر أراضي لزراعة الأشجار عام 1935م .

5ـ  كمال الدين الخطيب عليه استحقاقات إجارة عن البيارة وذلك عام 1939م .

6ـ توفيق أبو السعود ورد اسمه ضمن المستأجرين وذلك عام 1939م .

7ـ أحمد بدوي هندية ورد اسمه ضمن المستأجرين وذلك عام 1939م .

8ـ عبد الله أبو مرخيه قام باستئجار أراضٍ بكفالة محمود السطري عام 1939م .

9ـ أحمد أفندي الهندي قام باستئجار أرض عام 1939م .

وهذه فقط من إحدى الوثائق حول استئجار الأرض في قرية أبو الفضل .

 

من تاريخ عشاير أبو الفضل
بما أن قرية أبو الفضل عشائرها لها تاريخ ، ارتأيت أن أتحدث قليلاً عن السُطرية والشوابكة .

أما السُطرية فهم أحدى العشائر الفلسطينية القديمة وكان قسم منهم يسكن منطقة خان يونس والقريبة من رفح وقسم آخر سكن السهل الساحلي والسهل الساحلي الأوسط خصوصاً في قرى أبو الفضل وتل البطيخ وصرفند الخراب والسدره وواد حنين والقبيبة والسافرية والمنصورة وكثير منهم تملكوا الأراضي ومنهم من استأجر أراضيِ من الأوقاف لمدة طويلة أحياناً تصل إلى (29) سنة ومن عائلات عرب السُطرية التي استطعنا جمعها في فلسطين هي :

السطري ، أبو عيد ، أبو عيده ، أبو حلوه ، أبو صلاح ، أبو سالم ، الحسينيات ، أبو حطب ، أبو رتيمة ، أبو صيام ، أبو حميده ، أبو نقيره ، المصالحة ، أبو حرب ، أبو تيم ، أبو سمره .

والعشيرة الثانية التي اجتهدنا أن نتحدث عنها هي عشيرة الشوبكي أو الشوابكة وهي من العشائر المشهورة في بلاد الشام منهم في فلسطين والأردن وسوريا وهم كثر في مصر والحجاز أما على مستوى فلسطين فهم في غزة هاشم وبيت جبرين وأبو الفضل ، ومن عائلات الشوبكي في فلسطين والأكثر شيوعاً هم آل الشوبكي وحرز وعطا الله وحسان والشايب والهندي وحمدوقة ، أما أبو الفضل فقد سكنها الشيخ ناصر الشوبكي والذي له دور بارز في نهوض القرية وكان ذلك بعد هزيمة إبراهيم باشا في فلسطين وسكن في أبو الفضل حوالي عام 1840م .

الماء
قام الأهالي ببناء حاووز في القرية وتم توصيل الماء إلى البيوت عن طريق المواسير ووصلت إلى كل بيت ولا ننسى أن بيارات البلدة فيها عدد من الآبار الارتوازية .

أبو الفضل قبل النكبة
كانت قرية أبو الفضل عرب السُطرية قرية هادئة وادعة مضيافاً لها طرق غير معبدة مع المدن والقرى المجاورة ، وكان الطريق الواصل بين الرملة ويافا المعبد يمر من أراضي القرية من جهة الشرق وخط سكة الحديد الواصل بين غزة واللد يمر من أراضي القرية جهة الجنوب وقد تكونت القرية من مجموعات من البيوت متقاربة مبنية من الحجر والطوب والباطون ، وتكون كل مجموعة منها حياً من أحياء القرية وبعض الأسر كانت تسكن في بياراتها .

تهجير أهالي أبو الفضل
كانت القرية وادعة مطمئنة وعلى الرغم من صغرها ، إلا أن أهلها في عمل دؤوب ومتواصل كخلية النحل كل في عمله ، وكان يجاورهم من الشمال معسكر جيش للقوات البريطانية وفي الجنوب الغربي مستوطنة بئر يعقوب ، وفي بداية عام 1948م قام الجيش البريطاني بإطلاق النيران على مستوطنة بئر يعقوب لا ندري أهو حادث عابر أم متعمد أم متفق عليه ، فيما بعد تبين أنه متفق عليه وبعدها بدأت قوات مستوطنة بير يعقوب بإطلاق النيران بشكل يومي على القرية وأهالي أبو الفضل عزل من السلاح وبالتالي لا ملجأ لهم إلا ترك منازلهم والذهاب إلى الرملة ، وفعلاً سكنوا في بيوت الرملة للإبتعاد عن إطلاق النار اليومي الذي أضر بالبيوت وأصاب البعض ، ورجال القرية يذهبون إليها واستمر الأمر على هذا المنوال لمدة شهرين ، أما سقوط القرية وتهجير الأهالي فقد قال المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن سكان القرية تشتتوا في أثناء عملية براك متأثرين بسقوط قرية بير سالم وقد جرى ذلك في 9/5/1948م عند بداية عملية براك إذ أقدم لواء غفعاتي على تطهير المنطقة الساحلية الواقعة غرب اللد .

وتقول الرواية الشفوية ومكثنا في مدينة الرملة حتى تم الهجوم عليها وسقوطها وتهجير أهلها وذلك في 12_13/تموز/1948م وخرج أهالي أبو الفضل مع أهالي الرملة هائمين على وجوههم وفي حالة ضياع ليس له مثيل غارقين في الحيرة ، أفكارهم مشتتة تاركين وراءهم أعز ما يملكون ، الأرض ، مشتتين لاجئين في وطنهم موزعين أكثرهم في منطقة رام الله والبيرة وبير زيت والمخيمات على أمل العودة إلى بلدتهم الحبيبة أبو الفضل إن شاء الله تعالى .

وأخيراً
إن قرية أبو الفضل السُطرية وأهلها لا يفيهم ما قدمناه لهم في هذه الحلقة المتواضعة وهي بحاجة إلى المزيد من الشرح والتفصيل لأننا لم نتطرق إلى الحياة الاجتماعية والأزياء الشعبية والأفراح والأتراح أقول إن الحياة الاقتصادية فقط بحاجة إلى حلقات فكيف بالأشياء الأخرى لذلك أتمنى على أهالي أبو الفضل جميعاً القيام بالعمل على إنجاز كتاب قيم عن قريتهم لأنها فعلاً بحاجة لذلك .

وقبل الانتهاء أقدم شكري كاملاً ومن القلب لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس التي دائما تزود الباحثين والمهتمين بالوثائق العثمانية القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من اسرة مكتبة بلدية البيرة العامة وأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهدهم الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة وتيسير كل وسائل البحث للباحثين ، وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...