كتاب القدس سجل مصور

( القدس سجل مصور 1886ـ 1948م من نهاية العهد العثماني حتى نهاية الإنتداب البريطاني ) للباحث النصراوي خالد عوض مدير جمعية السباط للحفاظ على التراث الفلسطيني في مدينة الناصرة

 

 

 

 

C:\Users\Ahmad\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\القدس سجل مصور.jpg

 

لما​​ كان البحث أمانة في أعناق هذه الأمة وواجباً ملقى عاتق المخلصين من علمائها ومثقفيها وباحثيها ومؤرخيها لما فيه من فوائد جمة في الحفاظ على هويتها ومساهمة في ربط حاضرها بماضيها وإن تدوين تاريخ الوطن بجهد الحاضر ما هو إلا محاولة جادة وصادقة في التدوين والمنع من​​ الاندثار لأنه عمل يحكي عوالم المكان ومفرداته جزء أصيل من ثقافة الإنسان الفلسطيني المخاطب للعقل والوجدان بجمالية حب الوطن والانتماء للأرض المباركة .

ومن جماليات حب الوطن كتاب بل موسوعة : (القدس سجل مصور 1886-1948م من نهاية العهد العثماني حتى نهاية الانتداب​​ البريطاني) للباحث النصراوي خالد عوض ، مدير متحف التراث الشعبي في مدينة الناصرة ومؤرخنا النصراوي الذي عشق البحث وقراءة الماضي منذ صغره وما زال وحظيت اعماله ومؤلفاته بالإعجاب لما فيها من الوضوح والسهولة وإظهار الحقيقة العلمية والثقافية بطريقة أكاديمية ومؤرخنا خالد عوض تفرغ للأبحاث والدراسات التاريخية وصدر له العديد من المؤلفات القيمة منها : نوح إبراهيم شاعر وشهيد ثورة ، وكتاب 25 عاماً على يوم الأرض ، وكتاب أريحا سجل مصور من أواخر العهد العثماني حتى الاحتلال عام 1967م وسجل مصور لمدينة الناصرة 1856ـ1948م وسجل كمصور لبئر السبع 1896ـ1948م ...إلخ ، وكتاب : ( القدس سجل مصور ) الذي نحن بصدده وهو من إصدار جمعية السباط للحفاظ على التراث الفلسطيني ـ الناصرة وهيئة الياسر للتنمية والتأهيل (الشراع) طولكرم ، وحاز هذا الكتاب على جائزة زهرة المدائن للإبداع الثقافي من أجل القدس من قبل ملتقى المثقفين المقدسي للأدباء والفنانين والإعلاميين والمبدعين كافة الذين عملوا من اجل القدس وذلك يوم الأحد 13/4/2014م بالتعاون مع جامعة القدس ولأهمية هذه الجائزة ارتأيت إلى لقاء الدكتور طلال أبو عفيفة رئيس ملتقى المثقفين المقدسي الذي وافق مشكوراً​​ وكان السؤال :​​ 

سؤال : دكتور طلال أبو عفيفة أهلاً وسهلاً بكم في صحيفة القدس وحدثنا عن تكريم مهرجان زهرة المدائن (السابع) للكاتب والباحث خالد عوض ؟

جواب : شكراً لكم على هذا اللقاء وبعد الإطلاع على كتاب (القدس سجل مصور من أواخر العهد العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني 1886-1948م) قرر ملتقى المثقفين المقدسي من خلال اللجنة المكلفة باختيار أفضل الكتب أو الدراسات المتعلقة بالقدس وتاريخها اختيار هذا المؤلف الهام وتكريم صاحبه الكاتب النصراوي خالد عوض مدير جمعية السباط للحفاظ على التراث ، باعتبار أن هذا الكتاب من​​ الكتب القيمة عن مدينة القدس عن طريق الصورة خلال أكثر من ستين عاماً قبل النكبة عام 1948م في وقت افتقرت أغلبية الكتب والدراسات التي صدرت عن القدس للصورة الفوتوغرافية التي توثق المعالم والمواقع والأحداث فترة الحكم العثماني لفلسطين والحكم البريطاني حتى انسحاب​​ قوات الانتداب واحتلال القسم الأكبر من فلسطين عام 1948م .

فكتاب ( القدس سجل مصور من أواخر العهد العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني 1886-1948م ) هو دراسة قيمة عن القدس مدعمة بالصور حسب تسلسل الأحداث في فلسطين باعتبار أن الصور الفوتوغرافية هي وثائق تاريخية هامة ستظل دليل قاطع على عروبة وإسلامية ومسيحية مدينة القدس ، وهي وثائق ستظل شاهد عيان على ذلك ، فالدارس والباحث والسياسي سيستفيد كثيراً على مر الأزمان من هذه الصور الفوتوغرافية ومهما قام المحتل بتزوير تاريخ مدينة القدس وتغيير معالمها وطمس حضارتها وتهويدها​​ ، فالقدس هي القدس ​​ مدينة عربية يبوسية كنعانية بناها الملك ملكي صادق قبل آلاف السنين وفتحها الخليفة عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين من الصليبيين وبالرغم من احتلالها عام 1967م ولا زالت فإنها مدينة عربية بامتياز .

لذلك استحق الكاتب خالد عوض في مهرجان زهرة المدائن للإبداع الثقافي من اجل القدس (السابع) جائزة أفضل كتاب عن القدس وهو يستحق أكثر من ذلك وشكراً لكم .

 

بداية​​ 

يقول الباحث النصراوي خالد عوض عن كتابه : إن الغاية من هذا الكتاب هي إصدار سجل مصور لفلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر من الفترة العثمانية حتى​​ نهاية فترة الانتداب البريطاني عام النكبة 1948م على فلسطين وهذا الكتاب هو السجل الأول من السجلات التي بُدء في إصدارها ، وقد ارتأينا أن تحظى مدينة القدس بالسجل الأول وذلك لما تعيشه من خطر محدق بطوبغرافيتها وديموغرافيتها وبمعالمها التاريخية والدينية بالإضافة​​ للمخطط الإسرائيلي الممنهج لإلغاء عروبتها وإسلاميتها فكانت الصورة الفوتوغرافية هذا الاختراع الهام شاهداً على عروبتها .

 

القدس سجل مصور 1886-1948م

جاء الكتاب بغلاف جميل جداً بصورة للقدس من جبل الزيتون ويتربع في منتصفها مسجد قبة الصخرة المشرفة وتضمن الكتاب على أكثر من (520) صورة واضحة وعلى صفحات عددها (539) من القطع الكبير وبدأ الكتاب بالشكر والتقدير لمن دعم إصدار هذا الكتاب ثم المحتويات التي بدأت بالمقدمة وفصول الكتاب خمسة وبعدها ملحق الكتاب ثم القدس أحداث وزيارات .

 

فصول الكتاب

لقد تضمن الفصل الأول على صور جيدة وواضحة للمنشآت العمرانية والمائية في الفترة العثمانية منها صور عامة للقدس في العهد العثماني وصور للمسجد الأقصى المبارك وساحاته وصور ترميم قبة الصخرة المشرفة وكذلك صور لسور القدس وأبوابه وأبواب المسجد الأقصى ومساطب داخل ساحات المسجد الأقصى والمنشآت المائية مع الأسبلة .

أما الفصل الثاني فيحتوي على صور للمؤسسات الدينية المسيحية في الفترة العثمانية وخصوصاً كنيسة القيامة وكنيسة القديسة حنه ودير المصلبة ودير الجلد (حبس المسيح) وكنيسة الجثمانية وكنيسة العذراء وكنيسة الأحباش والكنيسة السريانية والأرمنية والروسية وكنيسة القديس بطرس ومار اندراوس وقبة الصعود وقبر العذراء في ستنا مريم بالإضافة إلى صور طريق درب الآلام في جميع مراحلها من الأولى إلى الرابعة عشرة .

وركز الفصل الثالث على صور النشاط والتوسع العمراني في الفترة العثمانية خارج أسوار المدينة المقدسة مع المواصلات والاتصالات بالإضافة إلى الحفريات الأثرية .

وتطرقت صور الفصل الرابع على النمو السكاني والنشاط الاقتصادي في نهاية العهد العثماني إلى الحياة الاجتماعية وصور للأسواق والمقاهي والأفراح والزراعة والمخابز وصناعة الفخار وصورة لأحد مشاغل النسيج وصورة لمكتبة المدرسة الصلاحية والمكتبة الخالدية وصور لمحطة وسكة الحديد ومنظر لقاطرات سكة الحديد والطرق والمستشفيات بالإضافة إلى صور لموسم النبي موسى عليه السلام وصور للمحتفلين في مقام النبي موسى .

أما الفصل الخامس والأخير فقد تضمنت صوره المستوى التنظيمي والنظام الاقتصادي​​ في فترة الانتداب البريطاني والمواصلات والبريد والبرق والكهرباء والمياه الواصلة للقدس والإذاعة وصور لمتحف فلسطين (روكفلر) وأختتم هذا الفصل بصور كبيرة للقدس من كل الجهات .

وبعد انتهاء الفصول كان ملحق الكتاب باسم القدس : أحداث ، زيارات ، شخصيات يبدأ من تاريخ​​ 1891ـ1948م وأختتم كتاب القدس سجل مصور بالسيرة الذاتية لمعد هذه الموسوعة .

 

مقدمة الكتاب للباحث خالد عوض

لأهمية المقدمة ارتأيت أن أعرض شيئاً منها في هذه الحلقة ومما جاء فيها :​​ 

كان الشعور شديداً ولا يزال بالحاجة إلى بحث الواقع الفلسطيني من خلال الصورة الفوتوغرافية بحثاً شاملاً ودقيقاً غير أن قلة المصادر والمراجع المختصة في هذا المجال جعلت القيام بهذا العمل متعذراً ولكن ومنذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي بدأت بوادر ونواة هذا العمل تصبح أكثر وضوحاً وذلك حين قام الدكتور وليد الخالدي في إصدار مؤلفه الأول حول​​ الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية في كتاب أطلق عليه اسم ( فلسطين ما قبل الشتات ) ومع التقدم والتطور والأبحاث الجادة وظهور الإنترنت وغيرها من الوسائل المرئية وفتح الأرشيفات حول ما كان مخبأ ومخفياً من صور ووثائق ذات صلة بالقضية الفلسطينية اجتهد عدد من الكتاب والدارسين لنفض الغبار عنها وتحليلها وإبرازها بوجهها الحقيقي غير المشوه ، ومن الكتب الفلسطينية الهامة والتي تتحدث عن تاريخ التصوير المحلي (الفلسطيني) كتاب (لقطات مغايرة للتصوير المحلي المبكر في فلسطين) للدكتور عصام نصار و( أطلس جغرافية فلسطين ) للدكتور سلمان​​ أبو سته ، إضافة إلى الكُتاب الذين اهتموا بتوثيق الصورة الفوتوغرافية حديثاً ، وإلى المؤسسات والجمعيات التي اجتهدت في السنوات الأخيرة بتوثيق وأرشفة الوثيقة والصورة الفلسطينية قبل النكبة وبعدها ومن هذه المؤسسات ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية وكمؤسسة جمعية الدراسات العربية التي قامت بتجميع الكثير من الصور التاريخية ومؤسسة إعمار الأقصى ، وموقع فلسطين في الذاكرة الذي يبث من شيكاغو وغيرها من المواقع الفلسطينية المحلية والعربية كل هذا فتح آفاقاً جديدة للاهتمام بالصورة الفوتوغرافية المحلية .

وجاء في المقدمة قول : سامي​​ أبو سالم في دراسته حول التصوير الفوتوغرافي ( بدأ المهاجرون اليهود يتدفقون إلى فلسطين وارتفعت وتيرة إقامة المستعمرات وأمدتهم أوروبا وخصوصاً بريطانيا بالآلات الصناعية والزراعية الحديثة والسلاح ، فأقيمت المزارع الخضراء والمباني داخل المستعمرات وهنا على صعيد التصوير الفوتوغرافي ، وآلاف الصور التقطها مصورون يهود لمزارعهم ومنشآتهم الجديدة وصدورها إلى أوروبا لدعايتهم الجديدة في إبراز قدرة المهاجرين اليهود على تحويل الأرض إلى جنات عدن فكانت هذه الصور ذات أثر مزدوج وذلك بتشجيع الطائفة اليهودية للرحيل إلى فلسطين ولكسب التأييد اللازم من أوروبا الأمر الذي لاقى صداً واسعاً في الأوساط الأوروبية الرسمية والشعبية فكتب المندوب السامي هربرت صمئيل (​​ إن المستوطنين في كل أنحاء البلاد يعملون في الأرض بتلهف وإيمان ، إن المستنقعات والقفار تتحول إلى حدائق غناء بلاد متخلفة تتحول إلى​​ دول متطورة ، وهؤلاء الناس الذين يقومون بهذه الأعمال جديرون بأن يحولوا العدو إلى صديق ) .

ويذكر الباحث عصام نصار مؤلف كتاب (لقطات مغايرة للتصوير المحلي المبكر في فلسطين) إن المشاريع الاستعمارية التي استهدفت فلسطين حملت في طياتها رغبة الانتماء لهذا البلد وفي​​ الوقت ذاته تمثيل كل ما يتعلق به على أنه ينتمي إلى الخطاب الخاص بأصحاب هذه المشاريع فالتنافس الاستعماري أولاً ومن ثم التنافس اليهودي الفلسطيني ثانياً على كل ما يتعلق بتاريخ هذا المكان جعل من مسألة تاريخية يفترض أنها بسيطة محل جدل وجدال ولكن ، فالفريضة المبسطة التي تقول أن المحلية ترتبط بقضايا مثل مكان الميلاد ، أو العلاقة الأسرية ، أو مكان الإقامة أو حتى الانتماء العرقي أصبحت غير مفيدة البتة في إطار نقاشنا الحالي .

 

عوامل افتقار حجب الصور

لا بد من الإشارة هنا أن الكتب والدراسات العربية التي نشرت عن مدينة القدس خاصةً وفلسطين عامة ، كانت تفتقر في غالبيتها للصورة الفوتوغرافية هذه الصورة التي توثق المعالم والمواقع والأحداث فترة الحكم التركي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخلال فترة الاستعمار البريطاني حتى الاستيلاء على فلسطين ويعود ذلك لعدة عوامل منها :​​ 

​​ اقتصار التصوير في نهاية الفترة العثمانية على المصورين الأوروبيين وأبناء الطوائف غير المسلمة مثل الأرمن والسريان الذن كانوا من أوائل محترفي مهنة التصوير في فلسطين وبالتالي اختفت الصورة في أرشيفات الأديرة والكنائس ، اما القسم الاخر من الصور إجتهد بتصويرها مصورو الأميركان كولوني في القدس لأغراض سياحية ودينية وقد قام (ماتسون) بنقلها معه عندما غادر البلاد عام 1946م وقدمها هدية إلى مكتبة الكونغرس في واشنطن فيما بعد .

2ـ تسليم آلاف الصور الفوتوغرافية التي التي صورها الانتداب البريطاني أبان سيطرته على فلسطين لليهود كهدية تساهم في تسهيل احتلال فلسطين .

حيث أن الانتداب البريطاني وقبل دخوله فلسطين قام بتصوير القرى والمدن الفلسطينية وصمم الخرائط العسكرية والجوية للسيطرة على البلاد وذلك نزولاً عند رغبة بن غوريون الذي ألح على حكومة الانتداب تصوير المواقع الفلسطينية بعد إقرار بلفور بإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين .

3ـ حجب الصور الفوتوغرافية وإخفاؤها ضمن مخطط مدروس من قبل اليهود كونها تعكس الواقع الحقيقي للأرض الفلسطينية ومعالمها وحول هذا الموضوع يقول سلمان أبو سته مؤسس هيئة أرض فلسطين : (ان بن غوريون لم يكتف بالعملية​​ العسكرية التي كان غرضها الغزو اليهودي في فلسطين عام 1948م ومن بعدها عملية التطهير العرقي التي سارت حنباً إلى جنب مع العملية العسكرية بل كان يؤرقه أن هذه الأرض تشهد على تاريخ أهلها الذي يمتد إلى خمسة آلاف عام شهادة مسجلة في أسماء مدنها وقراها أنهارها ووديانها ، آبارها وينابيعها ، هضابها وتلالها ، مروجها وكرومها وبساتينها ، قلاعها وحصونها ، ومواضع أحداثها وانتصاراتها ونكباتها ... وفي نهاية الفقرة يذكر : هذا هو الرصيد المعنوي الهائل وهذا التراث العريق​​ وهذه الأصول الضاربة في عمق التاريخ هي ابجدية سيرة الشعب الفلسطيني وسجل أرشيفه الوطني لذلك رأى بن غوريون ضرورة إزالته حتى لا تواجهه أشباح الضحية ومعالم آثارها حتى لو استولى على الأرض ...

من هذا المنطلق اختفى جزء أساسي من الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية لتصبح حكراً لدولة إسرائيل التي واظبت على إخفائها لسنوات طويلة خوفاً من إظهار حقيقة المكان والمعلم .

4ـ إغلاق الأرشيفات في إسرائيل المختصة في الصورة الفوتوغرافية أمام الباحثين العرب لسنوات طويلة حيث أن هذه الأرشيفات كانت وما زالت تدار من قبل باحثين ومفكرين ويدعمهم جهاز الأمن الإسرائيلي ، في المقابل نشطت الأرشيفات​​ الإسرائيلية بإبراز الصورة الفوتوغرافية لانتصاراتها وحروبها التي خاضتها مع العرب والفلسطينيين فأنشأت أرشيف (الهجاناة) وأرشيف الجيش و(البلماخ) وأرشيفات الصحف العبرية التي وثقت الصورة الفوتوغرافية في مجموعة من الكتب التي صدرت بعد حرب عام 1967م تحت عنوان النصر​​ الكبير في صور (هنتصحون هجدول بتمونوت)​​ The Great Victory in Pictures​​ يشمل الكتاب مجموعة من الصور التي قام بتصويرها (يعقوب بوران ويحزقيل هماتبري) ونقابة الصحفيين ووزارة الأمن (الدفاع) الاسرائيلية .

اما الكتاب الثاني فهو عبارة عن موسوعة من عشرة مجلدات قدمها​​ مؤلفها تحت اسم (موسوعة أرض بلا شعب ـ الفترات الكبيرة لشعب إسرائيل) تحوي مئات الصور الفوتوغرافية للحقب التاريخية المختلفة وأخرى للاستيطان في فلسطين ، وللحقب التي حكمت فيها كل من الدولة العثمانية والانتداب البريطاني وحتى حرب عام 1948م .

ومن الكتب الهامة للصورة الفوتوغرافية الاسرائيلية والصادرة عن مطبعة (عام عوبيد) والتي تمحورت حول القدس بعد حرب حزيران 1967م كتاب ( القدس الكاملة ـ المناهج لعاصمة اسرائيل ) ، كتبا لمقدمة دافيد بن غريون أما التخطيط للهجوم على المدينة أو كما ذكرت حرفياً (همعرخاه عل هعير) فقد كتبها​​ القائد العسكري عوزي نركيس ، وقام شلومو شابا بكتابة النصوص التاريخية في حين أشرف على تعديل المادة التاريخية ومراجعتها الدكتور بنو روتنبرغ .

إضافة للمادة التاريخية وثق الكتاب مجموعة من الخرائط والوثائق الترايخية والعملات النقدية القديمة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية للقدس اليهودية في مراحلها المختلفة وحتى احتلالها في حزيران عام 1967م أما توثيق الصورة الفوتوغرافية فتعود لنقابة الصحفيين الحكوميين الأرشيف المركزي وقسم العلاقات الجماهيرية في هيئة الأمم المتحدة ومتحف الإثنية والتراث ومتحف كيدمان للعملات والنقد ومتحف البلاد إضافة لاستعمال صور أخرى يملكها بنحاس شهناب ، اهرون تسوكرمان ، يوسف شامي وغيرهم .

 

 

فكرة التوثيق

جاءت فكرة توثيق الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية التي كانت وما زالت مغيبة عن القارئ العربي والغربي لفترات طويلة ، حيث يلاحظ أن بداية اهتمام خاص وإدراك​​ حقيقي لأهميتها من قبل الباحثين والمؤرخين العرب والغربيين الذين رأوا في الصورة الفوتوغرافية وثيقة تاريخية يمكن اعتمادها كمرجع لإظهار الأماكن والمعالم الفلسطينية المختلفة وكشف حقيقة الكارثة التي ألمت بالشعب الفلسطيني .

أما هذا البحث المصور لمدينة القدس منذ أواخر الفترة العثمانية وحتى الانتداب البريطاني على فلسطين يمكن تلخيصه بعدة نقاط هامة أهمها :​​ 

1ـ أنه سجل مصور لمدينة القدس منذ عام 1886 وحتى عام 1948م .

2ـ يشمل مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي قام بتصويرها مجموعة من مصوري الأميركان كولوني وقد وضعت في مكتبة الكونغرس في واشنطن تشمل آلاف الصور قدمت كهدية لمكتبتها وضعت تحت أسم ( مجموعة ماتسون ) كونه هو من قام بنقلها عام 1946م عندما غادر فلسطين وترد على صفحته الإلكترونية بالشكل التالي :

Part : G.Eric Edith Matson Photograph Collection

REPOSITORY: Library of Congress Prints and Photographs Division

Washington ,D.C.20540 USA

RIGHTS INFORMATION: No known restrictions on publication​​ 

3ـ عدم تحديد الفترة الزمنية والتواريخ التي ألتقطت فيها بعض الصور ، لذا استخدمت إدارة المكتبة (مكتبة الكونغرس) عند تصنيفها للصور طريقة​​ التخمين والتقريب فيلاحظ أنها تستخدم كلمتي ما بين وتقريباً​​ Abbroximately ​​​​ وكلمة​​ Between​​ ، اما الصور التي حدد فيها تاريخ إلتقاطها فقد صنفت حسب تاريخه الحقيقي مذ ذكر اليوم والشهر .

مثال على ذلك صور دخول الجنرال اللنبي إلى القدس بتاريخ 17 ديسمبر 1917م وتاريخ الهزة الأرضية عام 1927م وزيارات الشخصيات الرسمية مثل الملك جورج وهيلا سيلاسي وتشرتشل وغيرهم ممن زار القدس في تلك السنوات .

4ـ هناك أربع مجموعات أخرى في هذا السجل وتعود ملكيتها لمطرانية الروم الأرثوذكس في الناصرة والبعض الآخر أخذت من موسوعة أرض بلا شعب ـ الفترات الكبيرة لشعب إسرائيل ( غالبيتها أخذت من مجموعة الأمريكان كولوني).

5ـ إن الكلمات والمصطلحات التي استخدمت في اللغة الإنجليزية للمواقع الدينية المختلفة مثل أبواب القدس وباحة الحرم القدسي أو حائط البراق استخدمت بمعانيها الدينية التوراتية أو كما جاءت في الكتاب المقدس ، مثال على ذلك استخدام مصطلح ـTemle Areaـ لتعريف موقع الحرم الشريف ، ومصطلح ـWailling Wallـ لتعريف حائط البراق ومصطلح ـ​​ Trimphal of Gate s’Christـ لتعريف الباب الذهبي (باب الرحمة والتوبة) وغيرها من الأسماء الدينية الأخرى ، لذا وللأمانة العلمية​​ تركنا الأسماء في النص الإنجليزي كما كانت مكتوبة بينما تغيرت النصوص في الترجمة للغة العربية .

 

وأخيراً

أما الكتاب (السجل) فهو عبارة عن دراسة مكتبية يشملها البحث التاريخي للحقب التاريخية المختلفة حسب تصنيف الصورة الفوتوغرافية وليس حسب التسلسل للأحداث التي وقعت في فلسطين على مر التاريخ ، منطلقين من أن الهدف هو حفظ الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية كوثيقة هامة ، يمكن للباحثين والدارسين أن يستخدموها كمرجع لتدعيم إبحاثهم ودراساتهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية .

 

 

C:\Users\Ahmad\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\008.jpg

 

إعداد الباحث عباس نمر

عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

8

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مقام النبي داوود