( القدس سجل مصور 1886ـ 1948م من نهاية العهد العثماني حتى نهاية الإنتداب البريطاني ) للباحث النصراوي خالد عوض مدير جمعية السباط للحفاظ على التراث الفلسطيني في مدينة الناصرة
لما
ومن جماليات حب الوطن كتاب بل موسوعة : (القدس سجل مصور 1886-1948م من نهاية العهد العثماني حتى نهاية الانتداب
سؤال : دكتور طلال أبو عفيفة أهلاً وسهلاً بكم في صحيفة القدس وحدثنا عن تكريم مهرجان زهرة المدائن (السابع) للكاتب والباحث خالد عوض ؟
جواب : شكراً لكم على هذا اللقاء وبعد الإطلاع على كتاب (القدس سجل مصور من أواخر العهد العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني 1886-1948م) قرر ملتقى المثقفين المقدسي من خلال اللجنة المكلفة باختيار أفضل الكتب أو الدراسات المتعلقة بالقدس وتاريخها اختيار هذا المؤلف الهام وتكريم صاحبه الكاتب النصراوي خالد عوض مدير جمعية السباط للحفاظ على التراث ، باعتبار أن هذا الكتاب من
فكتاب ( القدس سجل مصور من أواخر العهد العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني 1886-1948م ) هو دراسة قيمة عن القدس مدعمة بالصور حسب تسلسل الأحداث في فلسطين باعتبار أن الصور الفوتوغرافية هي وثائق تاريخية هامة ستظل دليل قاطع على عروبة وإسلامية ومسيحية مدينة القدس ، وهي وثائق ستظل شاهد عيان على ذلك ، فالدارس والباحث والسياسي سيستفيد كثيراً على مر الأزمان من هذه الصور الفوتوغرافية ومهما قام المحتل بتزوير تاريخ مدينة القدس وتغيير معالمها وطمس حضارتها وتهويدها
لذلك استحق الكاتب خالد عوض في مهرجان زهرة المدائن للإبداع الثقافي من اجل القدس (السابع) جائزة أفضل كتاب عن القدس وهو يستحق أكثر من ذلك وشكراً لكم .
بداية
يقول الباحث النصراوي خالد عوض عن كتابه : إن الغاية من هذا الكتاب هي إصدار سجل مصور لفلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر من الفترة العثمانية حتى
القدس سجل مصور 1886-1948م
جاء الكتاب بغلاف جميل جداً بصورة للقدس من جبل الزيتون ويتربع في منتصفها مسجد قبة الصخرة المشرفة وتضمن الكتاب على أكثر من (520) صورة واضحة وعلى صفحات عددها (539) من القطع الكبير وبدأ الكتاب بالشكر والتقدير لمن دعم إصدار هذا الكتاب ثم المحتويات التي بدأت بالمقدمة وفصول الكتاب خمسة وبعدها ملحق الكتاب ثم القدس أحداث وزيارات .
فصول الكتاب
لقد تضمن الفصل الأول على صور جيدة وواضحة للمنشآت العمرانية والمائية في الفترة العثمانية منها صور عامة للقدس في العهد العثماني وصور للمسجد الأقصى المبارك وساحاته وصور ترميم قبة الصخرة المشرفة وكذلك صور لسور القدس وأبوابه وأبواب المسجد الأقصى ومساطب داخل ساحات المسجد الأقصى والمنشآت المائية مع الأسبلة .
أما الفصل الثاني فيحتوي على صور للمؤسسات الدينية المسيحية في الفترة العثمانية وخصوصاً كنيسة القيامة وكنيسة القديسة حنه ودير المصلبة ودير الجلد (حبس المسيح) وكنيسة الجثمانية وكنيسة العذراء وكنيسة الأحباش والكنيسة السريانية والأرمنية والروسية وكنيسة القديس بطرس ومار اندراوس وقبة الصعود وقبر العذراء في ستنا مريم بالإضافة إلى صور طريق درب الآلام في جميع مراحلها من الأولى إلى الرابعة عشرة .
وركز الفصل الثالث على صور النشاط والتوسع العمراني في الفترة العثمانية خارج أسوار المدينة المقدسة مع المواصلات والاتصالات بالإضافة إلى الحفريات الأثرية .
وتطرقت صور الفصل الرابع على النمو السكاني والنشاط الاقتصادي في نهاية العهد العثماني إلى الحياة الاجتماعية وصور للأسواق والمقاهي والأفراح والزراعة والمخابز وصناعة الفخار وصورة لأحد مشاغل النسيج وصورة لمكتبة المدرسة الصلاحية والمكتبة الخالدية وصور لمحطة وسكة الحديد ومنظر لقاطرات سكة الحديد والطرق والمستشفيات بالإضافة إلى صور لموسم النبي موسى عليه السلام وصور للمحتفلين في مقام النبي موسى .
أما الفصل الخامس والأخير فقد تضمنت صوره المستوى التنظيمي والنظام الاقتصادي
وبعد انتهاء الفصول كان ملحق الكتاب باسم القدس : أحداث ، زيارات ، شخصيات يبدأ من تاريخ
مقدمة الكتاب للباحث خالد عوض
لأهمية المقدمة ارتأيت أن أعرض شيئاً منها في هذه الحلقة ومما جاء فيها :
كان الشعور شديداً ولا يزال بالحاجة إلى بحث الواقع الفلسطيني من خلال الصورة الفوتوغرافية بحثاً شاملاً ودقيقاً غير أن قلة المصادر والمراجع المختصة في هذا المجال جعلت القيام بهذا العمل متعذراً ولكن ومنذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي بدأت بوادر ونواة هذا العمل تصبح أكثر وضوحاً وذلك حين قام الدكتور وليد الخالدي في إصدار مؤلفه الأول حول
وجاء في المقدمة قول : سامي
ويذكر الباحث عصام نصار مؤلف كتاب (لقطات مغايرة للتصوير المحلي المبكر في فلسطين) إن المشاريع الاستعمارية التي استهدفت فلسطين حملت في طياتها رغبة الانتماء لهذا البلد وفي
عوامل افتقار حجب الصور
لا بد من الإشارة هنا أن الكتب والدراسات العربية التي نشرت عن مدينة القدس خاصةً وفلسطين عامة ، كانت تفتقر في غالبيتها للصورة الفوتوغرافية هذه الصورة التي توثق المعالم والمواقع والأحداث فترة الحكم التركي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخلال فترة الاستعمار البريطاني حتى الاستيلاء على فلسطين ويعود ذلك لعدة عوامل منها :
1ـ
2ـ تسليم آلاف الصور الفوتوغرافية التي التي صورها الانتداب البريطاني أبان سيطرته على فلسطين لليهود كهدية تساهم في تسهيل احتلال فلسطين .
حيث أن الانتداب البريطاني وقبل دخوله فلسطين قام بتصوير القرى والمدن الفلسطينية وصمم الخرائط العسكرية والجوية للسيطرة على البلاد وذلك نزولاً عند رغبة بن غوريون الذي ألح على حكومة الانتداب تصوير المواقع الفلسطينية بعد إقرار بلفور بإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين .
3ـ حجب الصور الفوتوغرافية وإخفاؤها ضمن مخطط مدروس من قبل اليهود كونها تعكس الواقع الحقيقي للأرض الفلسطينية ومعالمها وحول هذا الموضوع يقول سلمان أبو سته مؤسس هيئة أرض فلسطين : (ان بن غوريون لم يكتف بالعملية
من هذا المنطلق اختفى جزء أساسي من الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية لتصبح حكراً لدولة إسرائيل التي واظبت على إخفائها لسنوات طويلة خوفاً من إظهار حقيقة المكان والمعلم .
4ـ إغلاق الأرشيفات في إسرائيل المختصة في الصورة الفوتوغرافية أمام الباحثين العرب لسنوات طويلة حيث أن هذه الأرشيفات كانت وما زالت تدار من قبل باحثين ومفكرين ويدعمهم جهاز الأمن الإسرائيلي ، في المقابل نشطت الأرشيفات
اما الكتاب الثاني فهو عبارة عن موسوعة من عشرة مجلدات قدمها
ومن الكتب الهامة للصورة الفوتوغرافية الاسرائيلية والصادرة عن مطبعة (عام عوبيد) والتي تمحورت حول القدس بعد حرب حزيران 1967م كتاب ( القدس الكاملة ـ المناهج لعاصمة اسرائيل ) ، كتبا لمقدمة دافيد بن غريون أما التخطيط للهجوم على المدينة أو كما ذكرت حرفياً (همعرخاه عل هعير) فقد كتبها
إضافة للمادة التاريخية وثق الكتاب مجموعة من الخرائط والوثائق الترايخية والعملات النقدية القديمة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية للقدس اليهودية في مراحلها المختلفة وحتى احتلالها في حزيران عام 1967م أما توثيق الصورة الفوتوغرافية فتعود لنقابة الصحفيين الحكوميين الأرشيف المركزي وقسم العلاقات الجماهيرية في هيئة الأمم المتحدة ومتحف الإثنية والتراث ومتحف كيدمان للعملات والنقد ومتحف البلاد إضافة لاستعمال صور أخرى يملكها بنحاس شهناب ، اهرون تسوكرمان ، يوسف شامي وغيرهم .
فكرة التوثيق
جاءت فكرة توثيق الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية التي كانت وما زالت مغيبة عن القارئ العربي والغربي لفترات طويلة ، حيث يلاحظ أن بداية اهتمام خاص وإدراك
أما هذا البحث المصور لمدينة القدس منذ أواخر الفترة العثمانية وحتى الانتداب البريطاني على فلسطين يمكن تلخيصه بعدة نقاط هامة أهمها :
1ـ أنه سجل مصور لمدينة القدس منذ عام 1886 وحتى عام 1948م .
2ـ يشمل مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي قام بتصويرها مجموعة من مصوري الأميركان كولوني وقد وضعت في مكتبة الكونغرس في واشنطن تشمل آلاف الصور قدمت كهدية لمكتبتها وضعت تحت أسم ( مجموعة ماتسون ) كونه هو من قام بنقلها عام 1946م عندما غادر فلسطين وترد على صفحته الإلكترونية بالشكل التالي :
Part : G.Eric Edith Matson Photograph Collection
REPOSITORY: Library of Congress Prints and Photographs Division
Washington ,D.C.20540 USA
RIGHTS INFORMATION: No known restrictions on publication
3ـ عدم تحديد الفترة الزمنية والتواريخ التي ألتقطت فيها بعض الصور ، لذا استخدمت إدارة المكتبة (مكتبة الكونغرس) عند تصنيفها للصور طريقة
مثال على ذلك صور دخول الجنرال اللنبي إلى القدس بتاريخ 17 ديسمبر 1917م وتاريخ الهزة الأرضية عام 1927م وزيارات الشخصيات الرسمية مثل الملك جورج وهيلا سيلاسي وتشرتشل وغيرهم ممن زار القدس في تلك السنوات .
4ـ هناك أربع مجموعات أخرى في هذا السجل وتعود ملكيتها لمطرانية الروم الأرثوذكس في الناصرة والبعض الآخر أخذت من موسوعة أرض بلا شعب ـ الفترات الكبيرة لشعب إسرائيل ( غالبيتها أخذت من مجموعة الأمريكان كولوني).
5ـ إن الكلمات والمصطلحات التي استخدمت في اللغة الإنجليزية للمواقع الدينية المختلفة مثل أبواب القدس وباحة الحرم القدسي أو حائط البراق استخدمت بمعانيها الدينية التوراتية أو كما جاءت في الكتاب المقدس ، مثال على ذلك استخدام مصطلح ـTemle Areaـ لتعريف موقع الحرم الشريف ، ومصطلح ـWailling Wallـ لتعريف حائط البراق ومصطلح ـ
وأخيراً
أما الكتاب (السجل) فهو عبارة عن دراسة مكتبية يشملها البحث التاريخي للحقب التاريخية المختلفة حسب تصنيف الصورة الفوتوغرافية وليس حسب التسلسل للأحداث التي وقعت في فلسطين على مر التاريخ ، منطلقين من أن الهدف هو حفظ الصورة الفوتوغرافية الفلسطينية كوثيقة هامة ، يمكن للباحثين والدارسين أن يستخدموها كمرجع لتدعيم إبحاثهم ودراساتهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية .
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب