كي لا ننسى … اعرف وطنك.
ما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس ، لكن أين التطبيق ؟!
من قرانا الفلسطينية المدمرة : بير سالم قضاء الرملة _لواء اللد_ (يافا)
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
المقدمة
إنها نكبة توالت عليها نكبات ونكسات وهزائم تزرع فينا اليأس والإحباط والتوتر وكلما أضيفت إليها سنة جديدة إزداد الوضع ألماً وبعد مرور ثمانية وستين عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني ما يزال يدفع الثمن ولا راحة له ، يدفع ثمن إقتلاعه من أرضه ولجوئه إلى كافة أنحاء المعمورة يحمل معه المكان بموجوداته وذكرياته ولا ولن ينسى الشعب الفلسطيني إينما رحل وحيثما حل الأرض .. الأرض المباركة أعز ما يملكون وليعلم العالم أنه لا يوجد في التاريخ الحديث نكبات توازي نكبة فلسطين ولم يحدث قط أن غزت أقلية غريبة بلداً مسالماً هجر أهله الأصليين إلا في فلسطين ... فكان التطهير العرقي والتهجير في ظل الإنتداب البريطاني كان التطهير العرقي لشعب فلسطين المسالم حيث طرد اليهود (263) قرية وخربة ومزرعة قبل انتهاء الانتداب البريطاني أي قبل قيام دولة إسرائيل في 15/5/1948م ، وهُجِرَ بعد 15/5/1948م أكثر من (400) قرية ومدينة وخربة وهناك قرى هُجِرَت عام 1949م وعام 1950م وظل البدو في النقب عرضة لعمليات الطرد حتى عام 1962م عندما أرغمت عشيرة الهواشلة على الرحيل حيث تم وضع (750) شخصاً في شاحنات وطردوا ودمرت بيوتهم وصودرت أملاكهم وصودر لهم (800) دونم ووصل عدد المدن والقرى الفلسطينية والخرب والمزارع والتجمعات البدوية الفلسطينية التي هُجِرَت إثر النكبة إلى (675) وذلك حسب موسوعات المؤرخ القدير الدكتور سلمان أبو سته وكلها موثقة وموجودة وآخرها مجلد : (فلسطين الحقوق لا تزول).
وتوجد قرى لم تذكر لكن سمي الموقع بدلاً عنها مثل قرية فطاطة إحدى قرى قضاء بير السبع ومكانها سمي عرب الوحيدات الجبارات لأنها ملكهم .
لم يكتفي اليهود بخلع وإقتلاع وتهجير الإنسان الفلسطيني بل دمر معالمه العمرانية والثقافية وطمس الهوية وانتحل شخصية مالك الأوطان لأنه لا تاريخ له في هذه الأرض المباركة أرض الأنبياء ومهبط الرسالات التي قامت من أجل خير البشر مع سلامهم المادي والروحي .
وبعد انقضاء هذه السنوات ما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين
مهما كبرت اللوعة في نفوسنا ، ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ومهما أنحنى الشعب أمام شدة العواصف فإن الشعب الفلسطيني لم يتغير ولم يتبدل ومقولة الكبار يموتون والصغار ينسون ، اليوم وبعد (68) عاماً الأبناء الصغار هم أجداد والأبناء هم مصممون على حق العودة وأنه لا بد لهذا الليل من آخر لا يستكين ولا يفقد الأمل لأن الأمل بالله مهما طال الزمن والحقوق لا تزول .
ولا شيئ أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ ونحن أبناء هذا الوطن .
أما الرواية الشفوية فهي من الكابتن والمدرب الرياضي (جمعه عطيه) جمعه سليمان محمد عطيه أبو زايد والمولود عام 1949م والأستاذ جمعه عطيه (أبو سليمان) كان علماً من أعلام كرة القدم في الضفة الغربية حيث وصل إليها بعد النكسة من قطاع غزة من ناديي شباب وخدمات رفح وما أن وصل ، فقد لعب في عدد من أندية محافظة
أما ما جاء في أمهات الكتب والموسوعات ، وبعض المعلومات من الإنترنت وأهم هذه الموسوعات ، موسوعات المؤرخ القدير الدكتور سليمان أبو ستة وموسوعة بلادنا
ومع الرواية الشفوية والمكتوبة تحدثكم قرية بير سالم عن نفسها
الموقع
كانت قرية بير سالم إلى الغرب من مدينة الرملة وعلى بعد (4) كيلومترات منها وقد أنشأت القرية على رقعة مستوية من
التسمية
الرواية الشفوية تقول أن أسم القرية بير سالم هو الأسم الموروث عن الآباء والأجداد ، ويقول البعض أنه كان في القرية بئر مياهه عذبة أطلق عليه اسم بئر سالم حيث أن أول من أكتشفه أحد مشايخ القرية وأسمه سالم ، هذا وتكثر كلمة بير في كثير من الأمكنة في فلسطين منها بير سالم في قرية رمانة وبير سالم أبو رقيق وبير سالم السلامين في السبع وبير سالم الذي نحن بصدده قضاء الرملة .
المساحة والحدود
لقرية بير سالم حسب الموسوعات والمراجع التاريخية الفلسطينية وخريطة فلسطين عامي 1940م و1945م أراضي مساحتها (4708) دونمات كلها ملك أهلها ولم يتسرب لليهود شبراً واحداً .
ويحدها من الشمال قرية بير يعقوب ومن الغرب وادي حنين ومن الجنوب رحفوت ومدينة الرملة ومن الشرق الرملة .
حمايل وعائلات القرية
أبو زايد ، أبو زيد ، أبو كوش ، أبو جربوع ، أبو عبيد ، جربوع العوامرة ، جربوع عبد الرحمن ، أبو عوض ، أبو عمير ، أبو صليح ، درويش الخربثاوي ، ونعتذر عن العائلات التي لم نذكرها لأننا هذا ما توصلنا إليه .
المختار
كان في بير سالم منذ بداية المخترة مختاران مختار أول ومختار ثان ، ولقد تسلم المخترة عدد من شخصيات القرية وكانت مهمة المختار في بير سالم لها اعتبارها وإحترامها وتقديرها وهيبتها وكانت مهام المختار كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيته مجمعاً وملتقى رجالات بير سالم وبيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تُحل قبل الوصول إلى المحاكم الرسمية وكان آخر مخاتير القرية قبل النكبة 1948م كل من :
1ـ المختار موسى أبو
2ـ المختار أحمد عيد سلامة جربوع .
عدد السكان
كان عدد السكان في قرية بير سالم عام 1945م (410) نسمات ولهم (100) بيت تقريباً وفي عام النكبة 1948م وصلوا إلى (476) نسمة وعدد البيوت المعمورة حوالي (110) بيوت وعدد نفوس قرية بير سالم المسجل في وكالة الغوث عام 2008م (5077) نسمة .
المضافة
المضافة أو الديوان ويطلق عليها عند أهالي بير سالم مقعد وهذا المقعد موجود عند كل شيخ عشيرة أو حامولة ، لكن التجمع الذي يشبه المضافة في القرية أسمه مقعد الشباب وهذا المقعد يجمع جميع شباب القرية وهذا المقر بني من الحجر وكانت مساحته حوالي (50) متراً مربعاً .
المدرسة
لم يكن في قرية بير سالم مدرسة لتدريس الأولاد لكن أحياناً يقوم شيخ القرية بتعليم الأولاد في المسجد القرآن والحديث ، ومن يريد التعلم في المدارس يذهب إلى قرية صرفند الخراب ومن أراد أن يزيد في التحصيل العلمي يذهب إلى مدارس الرملة .
المسجد ومقابلة مع
كان في قرية بير سالم مصلى صغير وتقام فيه صلاة الجمعة والجماعة وصلاة العيد كانت تصلى خارج المصلى وكان المصلى له محراب وله ساحة واسعة وكان الإمام والمؤذن قبل النكبة الشيخ محمد جربوع.
وتحت عنوان (العثور على مسجد قرية بير سالم المهجرة قرب الرملة) وجاء في الخبر أن جمعية الأقصى في الداخل تمكنت من العثور على مسجد قرية بير سالم المهجرة وقام وفد من جمعية الأقصى المكون من الشيخ فريد الحاج يحيى مدير الجمعية والسيد محمد متاني عضو الجمعية والشيخ أبو رمزي عضو الجمعية عن
وفي مقابلة نشرت عبر الوكالات مع الشيخ فريد الحاج يحيى مدير جمعية الأقصى حول زيارته ، وذلك
الحياة الإقتصادية
اعتمد أهالي قرية بير سالم في معيشتهم وحياتهم الإقتصادية على زارعة أرضهم بالدرجة الأولى ، حيث زرعوها بمختلف بيارات الحمضيات والأشجار المثمرة مثل اللوزيات وكذلك زرعت بالحبوب ولقد اعتمدوا على أنفسهم لتأمين كل ما تحتاجه حياتهم المعيشية البسيطة ثم اعتمدوا قديماً على الثروة الحيوانية التي كانت منتشرة فيها قطعان الأغنام والأبقار.
الزراعة
كانت الزراعة في قرية بير سالم في العهد العثماني تعتمد على الزراعة البعلية لكن في فترة الانتداب البريطاني زرعت الأشجار المثمرة بالإضافة الى
أما الزراعة البعلية الصيفية منها والشتوية فأهمها القمح والشعير والذرة البيضاء والقزحة والسمسم والعصفر والذرة الصفراء والكرسنه وزرعت أيضاً البقوليات مثل الفول والحمص والبازيلاء والعدس والفاصولياء هذا وزرعت القرية عام 1945م (1468) دونماً للحبوب والبقوليات ويكثر في القرية الكثير من النباتات البرية مثل الخبيزة والهندبة والحميض والفرفحينا (البقلة) والشومر والفقع (الفطر) والعكوب والزعتر والميرمية والبابونج والخله ... إلخ ، وزرع في القرية (510) دونمات خصصت للبساتين المروية مثل الملوخية
الثروة الحيوانية
تعتبر الثروة الحيوانية ركن من أقتصاد القرية الثاني خصوصاً الأغنام والأبقار والجمال والحمير والبغال والخيل الأصيلة ولا يخلو في القرية حتى عام النكبة إلا وفيه عدد من الأبقار والبغال والخيل حيث أعتمد عليها السكان في تيسير أمور حياتهم اليومية مثل الحراثة والدراس والنقل وكان في القرية عدد من عربات البغال أو الخيل استعملت كوسائط للنقل والتحميل عليها ، أما الأغنام
تربية الدواجن
كان لتربية الدواجن أهمية كبرى
إجتماع قادة الكشاف
من خلال البحث عن قرية بير سالم في مكتبة القطان في رام الله وإذا بمدير المكتبة الأستاذ عزمي شنارة مؤلف كتاب : ( سرية رام الله الأولى من الجذور إلى الحضور ) وعزمي شنارة قائد في كشافة سرية رام الله الأولى وقال : هل تعلم أن قرية بير سالم قضاء الرملة أقيم بها مهرجان كبير للكشافة في فلسطين عام
سجن القائد العراقي
القائد
وأخيراً
إن قرية بير سالم قضاء الرملة
باختصار نأمل من أهل بلدة بير سالم وخصوصاً أهل العلم والشباب والمثقفين أن يوحدوا مجهوداتهم لعمل كتاب نفيس لتاريخ وجغرافية وتراث هذه البلدة الطيب أهلها ، قال الشاعر :
ومن وعى التاريخ في صدره
وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ولأسرة مكتبة بلدية البيرة العامة وأسرة مكتبة القطان في رام الله شاكراً الجميع على مساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وبإخلاص والشكر موصول إلى الاستاذ المدرب الكابتن الرياضي في كرة القدم جمعة عطية (أبو سليمان) وزوجته سمر سراديح (أم سليمان) وأبنهم سليمان الذين هم كانوا سبباً في إظهار هذه الحلقة عن قرية بير سالم ، وإلى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .