قرية القباب قضاء الرملة

القباب أحدى قرى الرملة المهجرة

 

إعداد الباحث عباس نمر

عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

ليس من شك في أن كل انسان مجبول على حبه للأرض التي ولد فيها ونشأ على خيراتها وتنسم هواءها ولعب مع رفاقه​​ في حارتها وأزقتها وتعلم في صفوفها ، وحمل صورتها في خياله إينما ذهب وحيثما أتجه ، فكيف بمن كانت تلك الأرض موطناً لأسلافه منذ بدء التاريخ وفجر الزمان .​​ 

فهيهات هيهات أن تغادر بلدة القباب خيال أهلها وأبنائهم وأحفادهم وان تباعدت ذكرياتها الطيبة عن عقولهم فإنها معقودة عليها قلوبهم كما تعقد الصرة على كنز ثمين ، القباب القرية الوادعة والطيب أهلها ما زالت محمولة في الصدور ومرسومة في القلوب ، وهي تناجيهم وتلح عليهم وهم يحنون إليها ويتنسمون نسيمها عن قرب وعن بعد ، وقد عبر عن تلك المشاعر النبيلة الشاعر أبو سلمى ( عبد​​ الكريم الكرمي ) رحمه الله حين قال :​​ 

فلسطين الحبيبة كيف أحيا​​   بعيداً عن سهولك والهضاب

تناديني السفوح مخضبات​​   وفي الآفاق آثار الخضاب

تناديني الشواطئ باكيات​​    وفي سمع الزمان صدى انتحاب

تناديني مدائنك اليتامى   تناديني قراك مع القباب

غداً سنعود والأجيال​​ تصغي​​   إلى وقع الخطا عن الإياب

تلك هي المشاعر التي تتأجج في نفوس الذين حرموا من قراهم ومدنهم ومنازلهم التي أنشأها الأجداد منذ قديم الزمان منذ كنعان ونحن في أجواء ذكرى النكبة تحدثكم قرية القباب عن نفسها صانعة من الرواية الشفوية والمكتوبة تاريخاً موجزاً ولا​​ شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ والجغرافية ونحن ابناء هذا الوطن .

وكم كانت سعادتي من ابن القباب البار الاستاذ عليان محمد علي هندي المولود بعد النكبة في مخيم الجلزون وعاش في مخيم الأمعري في البيرة واليوم يسكن مدينة بيتونيا ، لكن عشقه وحبه لأرض الآباء والأجداد ( القباب ) دفعه لعمل شيئ وهذه الحلقة من هذا الشيئ وكذلك السيد ابو صايل عبد المحسن عبد الحميد محمد هندي الذي هُجر من قريته طفلاً ومع ذلك زودنا بما شاهد وسمع والحمد لله وفقنا في هذه الحلقة وأقول ليس لأهالي القباب بل لأهالي المدن والقرى المهجرة الذين لم يكتبوا عن مدنهم وقراهم وخربهم وعشايرهم وخصوصاً منطقة بير السبع عليكم بالتدوين والكتابة من أجل إعادة الذاكرة ونبشها لرسم حدود الوطن للأجيال القادمة .

الموقع

تقع قرية القباب في الجنوب الشرقي من مدينة الرملة وهي على بعد عشرة كيلومترات عنها كما تبعد عن مدينة القدس (33) كيلومتراً وهي على الطريق الواصل ما بين يافا ـ الرملة ـ القدس ـ ونشأت القرية فوق رقعة متموجة قليلاً في الجزء الشرقي من أرض السهل الساحلي والأرض حولها منطفة انتقالية بين البيئتين الجبلية شرقاً والسهلية غرباً لذلك سميت من قرى العرقيات​​ أي أن أراضيها مشتركة بين السهل والجبل ومعدل ارتفاعها عن سطح البحر (150) متراً وكان للقرية طرق ممهدة مع القرى المجاورة مثل البرية أبو شوشة، واللطرون وعمواس وعنابة وسلبيت . .

التسمية

تقول الرواية الشفوية أن ( القباب ) هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد والوثائق العثمانية في دفاتر الطابو ذكرت بنفس الاسم (قباب) بدون ال التعريف وذكر بعض المؤرخين لعل اسمها القباب مشتق من شكل بعض التلال البيضاء الموجودة في سهل البلدة وتشاهد للقادم من بعيد فأطلق عيها اسم قباب ولقد ذكرت قرية القباب في لوائح الضرائب العثمانية باسم (قيان) وذلك عام 1556م ومن خلال البحث والتدقيق كان ذلك فقط خطأ مطبعي أو في الكتابة في تلك الفترة ، وذكرها مجير الدين الحنبلي وذلك عام 1493م أن القباب كانت أحدى قرى الرملة .

المساحة والحدود

كانت مساحة أراضي قرية القباب حسب خريطة فلسطين ووثائق الانتداب البريطاني في عام 1945م هي : (13918) دونماً منها (326) دونماً للطرق والأودية وأما البناء في مسطح القرية (54) دونماً ويحدها من الشمال قرى بيت شنه والكنيسة وعنابة ومن الشمال الغربي قري البرية ومن الغرب قرية أبو شوشة (تل الجزر) ومن الجنوب قرية الخلايل ومن الجنوب الشرقي قرية اللطرون وعمواس ومن الشرق قرية سلبيت .

البيوت المعمورة

كان عدد البيوت المعمورة في قرية القباب عام 1556م (54) بيتاً معموراً وفي عام 1871م وصلت إلى (114) بيت معمور أما عام 1914م أصبحت (214) بيتاً معموراً وفي عام 1931م وصلت إلى (382) بيتاً معموراً أما​​ في عام النكبة 1948م كانت بيوتها المعمورة (584) بيتاً .

عدد السكان

في القرن السادس عشر كانت قرية القباب عامرة بأهلها وبيوتها المعمورة (54) بيتاً وإذا قدر عدد أفراد البيت أو الأسرة سبعة معنى ذلك أن عدد أهالي القرية (378) نسمة أما عام عام 1871م فقد وصلوا إلى​​ (798) نسمة ​​ أما عام 1914م زاد عددهم إلى (1555) نسمة كلهم مسلمون منهم (783) ذكراً و(772) أنثى وفي عام 1922م قل عددهم إلى (1275) نسمة وأصبح عددهم عام 1931م (1502) نسمة أما عام النكبة 1948م وصلوا إلى (2297) نسمة وفي عام 2008م وحسب سجل النكبة للمؤرخ الدكتور سليمان أبو ستة وصل عددهم إلى (19302) نسمة .

ومن خلال البحث والتدقيق تبين لنا أن قرية القباب هي بلد جذب للعمال وخصوصاً الزراعة وبلد جذب لأصحاب الحلال وخصوصاً الأغنام للقدوم إليها لكثرة مناطق الرعي فيها وعيون الماء .

الحمايل والعائلات

نجتهد دائماً في ذكر الحمايل والعائلات التي كانت تسكن البلدة قبل النكبة ومن خلال الرواية الشفوية حول الحمايل والعائلات قال أصحاب الرواية الشفوية : إن القباب فيها الفلاحين والمصاروة والبدو وكلهم من المسلمين وتوطن في القباب أكثر من (300) بدوي وكانت مضاربهم جوار بيوت القرية وبالقرب من​​ عين يردا ومع بداية عام 1930م سكن أيضاً عدد لا بأس به لا أدري هل الإحصاءات ذكرتهم أم لا لذلك إليكم أسماء الحمايل والعائلات التي استطعنا معرفتها وهي :​​ 

1ـ حمولة آل هندي ( الهندي) ومن عائلاتها : هندي ، عطا ، أبو عيشة ، علي ، سليمان ، علي سالم ، الشيخ إبراهيم​​ .

2ـ حمولة آل سمرين ومن عائلاتها : سمرين ، عيسى ، مصلح ، الجريري ، موسى ، هيجر ، خليفة .

3ـ حمولة آل حمد ومن عائلاتها : حمد ، علي حمد ، حامد ، الأعرج ، علي حسين ، أبو صبحة ، أبو روفة .

4ـ المصاروة أو المصريين ومن عائلاتهم : أبو جميل ، أبو اسماعيل ، أبو حطب ، أبو ظلام ، أبو شندي ، منصور ، جبرين ، خميس ، القطاوي .​​ 

5ـ عائلة ياسين .

6، عائلة البيك .​​ 

7ـ عائلة أبو غوش .​​ 

8ـ عائلة شعبان .

9ـ عائلة الترمس .​​ 

10ـ عائلة رضوان .​​ 

11ـ عائلة أبو شتية (اشتيه)

12ـ عائلة الفتياني .

13ـ عائلة الخطيب .

14ـ عائلة أبو تاية​​ .

15ـ عائلة أبو شعيب .

16ـ عائلة ناصر الدين .

17ـ عائلة صوالحة .

18ـ عائلة شلباية .

19ـ عائلة أبو صبحة .

20ـ عائلة أبو غالي .

21ـ عائلة النبابتة .

22ـ عائلة النجار .

23ـ عائلة صراصير .

24ـ عائلة حوسا .

25ـ عائلة مراد .

26ـ عائلة حزين (إحزين) .

27ـ عائلة أبو ميالة (مايلة) .

28ـ عائلة العموري .​​ 

29ـ عائلة خليل طه .

30ـ عائلة السمايدة .

31ـ عرب الرماضين .

32ـ عرب البشاتوه .

33ـ عرب الكعابنة .

34ـ عائلة بدرة .

35ـ عائلة نجم .

36ـ عائلة عودة .

37ـ وفي القرية عدد من عشاير بير السبع وأطلق عليهم أسم السبعاوية .

المخاتير

من مخاتير القباب في العهد العثماني الذين توصلنا إلى معرفتهم هم :​​ 

1ـ مختار أول الشيخ حسين علي حسين وكان ذلك في عام 1312هـ الموافق 1893م .

2ـ مختار ثاني الشيخ حسين علي وعين في 1311هـ الموافق 1892م .

ومن مخاتير القباب في فترة الانتداب البريطاني عرفنا منهم :

1ـ عبد الرحيم الهندي .

2ـ حسين صمرين .

3ـ حسن محمد .

4ـ عبد الرحيم الحاج سليمان .

5ـ عبد الرحمن .

الساحة أو المضافة

يطلق في قرية القباب على المضافة أو الديوان اسم ساحة وكان في الماضي في القرية ساحة واحدة وغرفة صغيرة بجانب المسجد وأمام المسجد ساحة​​ كبيرة ، لكن من كثرة العائلات والحمايل أصبح في القرية أكثر من ساحة منها : ساحة آل هندي ، وساحة آل سمرين ، وساحة المصاروة ، وساحة آل حمد ، وأكثر من ساحة عند البدو في القرية وكان بيت المختار ساحة .

الحياة الاقتصادية

أعتمد اهالي القباب في حياتهم منذ القدم على​​ الزراعة بالدرجة الأولى فهم يمتلكون من الأراضي ما يكفيهم للزراعة حيث مساحة الأرض (13918) دونماً ثم على الثروة الحيوانية .

الثروة الزراعية

إن أراضي القباب شاسعة وتحتاج لمن يزرعها لذلك أصبحت البلدة بلدة جذب للفلاحين والمزارعين وكان كل أهالي القباب بصورة مباشرة أو غير مباشرة يعملون في أراضيهم وكانت الأرض تمتاز بالخصوبة وتصلح لزراعة جميع أنواع الحبوب معتمدين على مياه الأمطار وكان (12546) دونماً زرعت بالحبوب وذلك في عام 1945م وفي عام 1943 كان في القرية مزروعاً (296) دونماً بالزيتون وقبل النكبة وصلت الأراضي المزروعة بالزيتون إلى (600) دونم وكان في القرية أراض مساحتها (238) مزروعة بالبساتين المروية ، ومنذ عام 1944م تطورت الزراعة وخصوصاً الحمضيات والفواكه وكان ما مجموعه (4639) دونماً خصصت للحمضيات والموز وحوالي (3000) دونم للمزروعات الصيفية والشتوية و(1143) دونماً خصصت ​​ لزراعة البساتين والمقاثي التي كانت تعتمد على الري وكانت تستمد المياه من العيون والآبار الارتوازية وفي عام 1829م كان تجار السلال يشترون من القباب ما ينبت في أراضيهم من أجل صناعة السلال .

الثروة الحيوانية

كانت الثروة الحيوانية في القباب لها اهميتها​​ وخصوصاً الغنم وذلك في العهد العثماني وقلت تربيتها في فترة الانتداب وفي القرية أراضي مخصصة لرعي الأغنام وعيون ماء لسقاية الأغنام والدواب وكان نمط معيشة الفلاح يتطلب أن يربي الحيوانات مثل الأبقار والجمال والبغال والخيل والحمير التي استعملوها كوسائط نقل ولحراثة الأرض وتعتبر القباب سوق للقرى المجاورة وفيها أكثر من تاجر قبان (تاجر جملة) .​​ 

عيون الماء

1ـ عين يردا ومياهها قوية وتبقى طوال العام وكانت قرية أبو شوشة (تل الجزر) تعتمد على مياهها طوال العام .

2ـ عين البلد وهي تستعمل لمياه الشرب في القرية .

3ـ عين واد سليمان .

4ـ عين البصة .

5ـ وبعد زراعة بيارات الحمضيات كثرت الآبار الارتوازية وأصبح في كل بياره بئر ماء إرتوازي .

القباب في القرن​​ السادس عشر

تبين لنا من خلال الوثائق العثمانية في القرن السادس عشر من دفاتر الطابو أن القباب كانت تتبع ناحية الرملة وهي وقف خليل​​ الرحمن عليه الصلاة والسلام ووقف الصخرة المشرفة واشتهرت بالزراعة الشتوية والصيفية مثل الحنطة والشعير والسمسم والقطن بالإضافة إلى الأشجار المثمرة ولأهمية هذه الوثائق إخترنا واحدة وذلك من عام 964هـ الموافق 1556ـ1557م وهي من وثائق مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية في أبوديس وقام بقراءة الوثيقة مديرة الوثائق العثمانية الاستاذة بسمة العباسي والدكتور التركي رمضان توغ استاذ اللغة العثمانية القديمة في الارشيف العثماني في تركيا ومما جاء في الوثيقة .

ان قرية القباب كانت وقف حضرة خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام كاملة وفيها (54) بيت معمور وهذه اسماء أرباب الأسر الدافعة لضريبة الانتاج الزراعي وهم :​​ 

ربيع بن سليمان ، مفرح بن ربيع ، ذياب بن سليمان ،سليمان بن عبد الله ، محمد حاج أحمد ، اسماعيل بن اسماعيل ، محمد بن حلمي ، محمد بن نزال ، نزال بن عمار ، محمد بن فضة ، علي بن​​ علي ، محسن بن ثابت ، عواد بن عواد ، عبد الله بن خلف ، محسن بن عبد الله ، عميرة بن عالول ، سالم بن عالول ، زين بن عبادي ، عفان بن عليان ، عليان بن عليان ، زين بن عمر ، عمر بن زين ، نمر بن عمر ، عمر بن نمر ، ثابت بن احمد ، مرعي بن عبادي ، محمد بن عبادي ، شاور بن علي ، صالح بن اسماعيل ، اسماعيل بن عليان ، حجاج بن دهروج ، سعد بن رجب ، عبد الله بن رجب ، ربيع بن كردي ، نمر بن سعد ، رمضان بن علي ، زين بن ربيع ، ربيع بن منصور ، سليمان بن ربيع ، عبد الله بن عبد الله ، منصور أبن ابو حسن ، محمد بن بدوي ، أحمد بن كردي​​ ، سيف بن يوسف نوح ، ابن عديه أحمد ، محمد بن أبو سعيد ، علي بن محمد ، أحمد بن خليل ، عيسى بن موسى ، رمضان بن شعبان ، مسلم بن ربيع ، نمر بن سليم ، حسن بن مفرح ، ابراهيم بن عمر ، مصطفى بن حسين ،عيسى ​​ بن حسن .

وجاء في الوثيقة أيضاً أن ضريبة الإنتاج الزراعي هي​​ :​​ 

1ـ الحنطة وقيمة الضريبة هي (8) غرارات وقيمتها (3840) أقجة .

2ـ الشعير وقيمة الضريبة هي (10) غرارات وقيمتها (3400) أقجة .

3ـ الاشجار الصيفي والقطن وخراج الأشجار قيمة الضريبة (4508) أقجة .

4ـ السمسم وقيمة الضريبة (400) أقجة .

والأقجة عملة عثمانية قديمة مصنوعة من الفضة وكانت قيمتها عالية في بداية الدولة العثمانية ، والغرارة هي وحدة وزن وقيمتها (613،5) كيلو غرام من القمح .

المسجد

يعتبر مسجد القباب في القرية من الأبنية القديمة وتقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان المسجد في نهاية العهد العثماني مدرسة ويعلمهم شيوخ الكتاب وبقي التعليم في المسجد حتى عام 1921م عندما تأسست المدرسة بمعلم وكان مسجد القباب يأتيه الوعاظ بين فترة وأخرى ومن أحدى زيارات الشيخ كامل السوافيري الذي جاء في تقريره أنه زار مسجد القباب في يوم 17 تموز عام 1935م وألقيت عليهم المواعظ والإرشادات الدينية حول تخفيض المهور والإقتصاد في مصاريف الأعراس وتحدثت إليهم عن قرار التقسيم وأضراره على البلاد وما يجر من ويلات وقام أهالي القباب بختم مضابط استنكار واحتجاج وكان إمام المسجد في نهاية العهد العثماني الشيخ عليان محمد وكان إمام المسجد قبل النكبة الشيخ علي هندي .

المدرسة

تأسست المدرسة بمعلم واحد وذلك في عام 1921م ويدرس فيها حتى الصف الرابع ثم أخذت تتقدم حتى أصبحت في عام 1944م مدرسة ابتدائية كاملة وفيها ثمانية معلمين تدفع القرية رواتب أربعة منهم وكان من مدرسي المدرسة من علماء الأزهر الشريف ومنهم من كان​​ يخطب يوم الجمعة في المسجد حسبة لوجه الله تعالى وبلغ عدد طلاب مدرسة القباب عام النكبة 1948م (233) طالباً وللمدرسة بناء واسع ولها مكتبة تحتوي على (282) كتاباً وكان ملعب المدرسة وساحاتها كبيرة وكان ملعب المدرسة تقام في مباريات بين المدارس والقرى وزرع حول الملعب أشجار السرو وقبل النكبة وصل عدد الذين يلمون بالقراءة في القباب (488) رجلاً .

من تاريخ القباب

جاء في موسوعة بلادنا للمرحوم الدباغ أن قرية القباب ينسب إليها :

1ـ الشيخ الإمام سراج الدين عمر بن الشيخ نجم الدين عبد الرحمن بن الحسين القبابي الحنبلي وكان مشهوراً بالصلاح كريم النفس كبير القدر جامعاً بين العلم والعمل وتوفي بالقدس في سنة 755هـ الموافق 1353م .

2ـ الشيخ عبد الرحمن بن عمر القبابي المقدسي وتوفي بالقدس في سنة 867هـ الموافق 1462م.

ومن أخبار القباب أن الأمير جان بلاط ناظر الحرمين الشريفين ونائب القدس الشريف في شهر المحرم من عام 899هـ دخل إلى قرية القباب وهي من أعمال الرملة وأخذ الموجود فيها من الفلاحين بحجة أنهم عصوا عليه وأحتج الأهالي إلى ملك الأمراء أقباي نائب غزة لكون القباب في منطقته وحصل التنافر بين الأمراء ووقعت مشاكل عنيفة فاستدعى جان بلاط إلى السلطان في القاهرة وحل الخلاف هناك وغُرم على عمله .

خرب القباب

في قرية القباب عدد من المواقع الأثرية والخرب ومن هذه الخرب :​​ 

1ـ خربة سليمان أو كفرتا أو كفرطاب وفي الخربة مقام الشيخ سليمان وجدران مهدمة وآبار منحوته بالصخر ويوجد بها الكثير من القطع الفخارية .

2ـ خربة يرده وفيها عين يرده المشهورة وفي الخربة أساسات بيوت وفخار من الفترة الرومانية.

بعد احتلال القباب وتشريد أهلها بطريقة التهجير العرقي وهي إقتلاع أصحاب الأرض والإستيلاء عليها ومحو آثارهم العمرانية والثقافية والتاريخية بمخطط ممنهج من اجل قيام دولتهم ، وأرتأيت الاكتفاء عن احتلال القرية وتطهيرها عرقياً إقتباساً من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي ومما جاء فيه :​​ 

كتب أحد مراسلي صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن قوات الهاغاناه استولت على القباب، في محاولة لإعادة فتح الطريق العام المؤدي إلى القدس، في 15 أيار/مايو 1948 يوم انتهاء الانتداب البريطاني ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن هذا التاريخ غير صحيح ،واحتلال القباب بعد أسبوعين على الأقل ، إذ يقول أنها وقعت في قبضة لواء يفتاح في أوائل حزيران/يونيو، خلال محاولة لتضليل القوات العربية في إبان إحدى المعارك التي دارت حول اللطرون ، وهذا يوافق ما جاء في تقرير لوكالة إسوشيتد برس، في 7حزيران/يونيو ، ذكر أن الجنود الإسرائيليين قد استولوا على القرية .

إن تباين الروايات في شأن تاريخ احتلال القرية يوحي بأن القبضة…​​ اقراء المزيد​​ الإسرائيلية لم تكن محكمة بعد الأسبوعين الأولين من الاستيلاء عليها. وفي الشهر اللاحق بات التحكم فيها أشدّ، إذ نقلت صحيفة ((نيويورك تايمز))، في 11حزيران/يونيو، نبأ فحواه أن الفلسطينيين الهاربين من جرّاء الهجمات على منطقتي اللد والرملة، اضطروا إلى الرحيل بقوافل نحو رام الله، لأن الإسرائيليين كانوا قطعوا الطريق الرئيسي عند القباب​​ 

وفي 13 أيلول/سبتمبر 1948، طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون الإذن لتدمير 14 قرية، والقباب من جملتها ،وقد جاء الطلب​​ باسم الجنرال تسفي أيلون، قائد الجبهة الوسطى .

وأخيراً

إن بلدة القباب الطيب أهلها بحاجة إلى المزيد من الشرح والتفصيل وخصوصاً عن بلدتهم في الفترة العثمانية وإن القباب وأهلها لا يكفيهم حلقة بل حلقات والذي قدم القليل القليل مما يمكن أن نسهب به حول تاريخ وتراث​​ وجغرافية وحياة اجتماعية وصحية وأفراح وأتراح والأزياء الشعبية وعادات وتقاليد وقصة النزوح والتهجير ، وهذه البلدة حقيقة تاريخها كبير وكثير لذلك نأمل من أهلها ومثقفيها أن يجمعوا تاريخ بلدتهم ليدون في كتاب نفيس يضعون فيه كل ما يخصها ويخصهم ، ثم كل الشكر إلى أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة وأسرة مكتبة بلدية رام الله العامة وأسرة مكتبة القطان وأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس ​​ لجهدهم الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة وتيسير كل وسائل البحث للباحثين .

 

 

 

 

C:\Users\Ahmad\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\خارطة القباب2re.jpg

8

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...