شــــذرات 6 – فذكر إن نفعت الذكرى

فذكر إن نفعت الذكرى

شــــذرات

الشيخ عباس نمر

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال رجل للخليقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : اتق الله ! فقال رجل ممن حضر ذلك المجلس :أتقول لأمير المؤمنين اتق الله ؟

فأجابه أمير المؤمنين عمر: دعه يقلها ,فلا خير فيكم إذا لم تقولوها​​ لنا ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم .

أنــــــــــت الــــــــقــــــــاضـــــــي الـــــــــحــــــــق

محمد تغلق، حاكم من حكام المسلمين ، حكم الهند سنة 725 إلى 752هــ وقد عرف بشدته هناك،يذكر عنه (ابن بطوطة) أنه كان يستجيب لطلب القاضي فيمشي على قدميه مجرداً من مظاهر السلطان حتى يحضر أمامه ،فيستمع دعوى أقامها عليه رجل من كبار الهنود ،لأنه ضرب أخاه بغير حق،فيحكم عليه القاضي وينفذ حكمه، وبعد تنفيذ الحكم قال الحاكم للقاضي أنت القاضي الحق .

مــــــــثـــــــلــــــــك يــــــكـــــــون قــــــــاضـــــــيـــــــــاً

ذكر الأصفي في تاريخه أن تاجر خيل خاصم السلطان (يظفر الحليم الكجراني ) عند القاضي ،فخرج إليه ماشياً حتى اذا حضر عنده لم يتحرك من مجلسه،فنصحه القاضي إلا يترفع عن خصمه ويجلس معه وهو مطيع لأمر القاضي فلما حكم عليه بدفع ثمن الخيول للتاجر ودفعها إليه،قال القاضي للتاجر:هل بقيت لديك دعوى عليه؟فقال :لا..... وحينئذن قام القاضي من مجلسه وسلم على السلطان ,فأخذ السلطان بيد القاضي وأجلسه في مكانه وجلس بجانبه ،وشكر له على عدالته وعدم تمييزه على خصمه وقال له : لو لم تفعل هذا وراعيتني لانتصفت للعدالة منك وجعلتك كأحد الناس فجزاك الله عنا وعن الحق خيراً ،فمثلك يكون قاضياً ،فتهلل وجه القاضي وأثنى عليه وقال له ومثلك يكون سلطاناً.​​ 

الــــــمـــســــتــــأنــــس بــــالـــــــــوحـــــدة

عن شعيب بن حرب ،قال دخلت على مالك بن مغول وهو في داره بالكوفة جالس وحده،فقلت :أما تستوحش​​ في هذه الدار ؟فقال ما كنت أظن أحداً يستوحش مع الله عز وجل قال الشيخ ابو سليمان الخطابي :ما أشرف هذه المنزلة ،وأعلى هذه الدرجة ،وأعظم هذه الموهبة إنما يستوحش مع الله من عمر قلبه بحبه ،وأنس بذكره ،وإلف مناجاته بسره،وشغل به عن غيره،فهو مستأنس بالوحدة،مغتبط بالخلوة.

الـــــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــهـــــــــــــم

اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي وأعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء ، اللهم أسألك العافية في الدنيا والآخرة ،يا أكرم الأكرمين يارب العالمين الهم آمين .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ليأتين على الناس زمان لا يبالي بما أخذ من المال ، أمن حلال أو من حرام "

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ رواه احمد البخاري​​ 

أعــــــــــزنـــــــا الــــلـــــه بالإسلام

خرج عمر بن​​ الخطاب – رضي الله عنه – إلى الشام ومعه أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه فأتى على مخاضة – وعمر على ناقة له فنزل وخلع خفيه ،فوضعها على عاتقه،وأخذ بزمام ناقته،فخاض في الماء،فقال له أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين،أنت تفعل هذا؟! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر : أوه ! لو قال هذا غيرك – يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد !إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ،فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله أذلنا الله !ّ

الـــــــبــــلاغــــة والــــحـــكـــمـــــــــة

قدم وفد العراق على معاوية وفيهم الأحنف،فقام من بالباب وقال : إن أمير المؤمنين يعزم عليكم أن لا يتكلم احد إلا لنفسه، فلما وصلوا إليه قال الأحنف : لو لا عزة أمير المؤمنين لأخبرته أن رادفة ردفت، ونازلة نزلت ونائبة نابت والكل بهم الحاجة إلى معروف أمير المؤمنين وبره ، فقال :حسبك يا أبا بحر فقد كفيت الغائب والشاهد .

الـــــــــــتـــــــــقــــــــــــــــوى

قال عبد الله بن الحكم للشافعي لما قدم مصر :إذا أردت أن تسكن مصر فليكن لك قوت سنة،ومجلس من السلطان تتعزز به ، فقال له الشافعي : يا أبا محمد ،من لم تعزه التقوى فلا عز له ،ولقد ولدت بغزة وربيت بالحجاز،وما عندنا قوت ليلة وما بتنا جياعاً قط.​​ 

احترام الــــــمـــــجــــلــــــــس

دخل عمارة بن حمزة على المنصور فقعد في مجلسه ،وقام رجل فقال:مظلوم يا أمير المؤمنين،قال :ومن ظلمك ؟قال :عمارة غصبني ضيعتي فقال المنصور :يا عمارة قم فاقعد مع خصمك ،فقال :ما هو لي بخصم​​ ،إن كانت الضيعة له فلست أنازعه،وان كانت لي فهي له ،ولا أقوم من مجلس قد شرفني به أمير المؤمنين بالرفعة إليه لأقعد في أدنى منه بسبب ضيعة .

 

الــــــــــــــلـــــــــــــــــــهــــــــــــــم

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم اعمل ،يا رحيم الدنيا والآخرة اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك أنت الأعز الأكرم اللهم آمين يا رب العالمين . ​​ 

 

 

خاطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رعيته قائلاً :

إني والله ما أبعث إليكم عمالي ليضربوا ابشاركم،ولا ليأخذوا من أموالكم ،ولكني أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم​​ ،فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه،إلي،فوالذي نفسي بيده،لأقصنه منه.

فوثب عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين،أرأيت إن كان رجل من المسلمين والياً على رعية فأدب بعضهم،انك لتقتص منه ؟

فقال : إي والذي نفسي بيده لأقصنه منه ،وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص​​ منه نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم،ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم،ولا تنزلوا بهم الغياض فتضيعوهم .

إحـــــــــفـــــــــظ عـــــــيــــنـــــــــــاك

قال المَعلّى الزاهد : شكوت إلى بعض الصالحين فساداً أجده في قلبي،فقال هل نظرت إلى شيء فتاقت إليه نفسك ؟ قلت نعم .قال:احفظ عينيك،فأنك إن أطلقتهن أوقعتاك في مكروه ،وان ملكتهن ملكت سائر جوارحك .

الـــــــــثــــــــقــــــــــة بـــــــــالـــــــــلــــــــه

نزل الموت بفتى ، وكان فيه رمق،فرفع رأسه فإذا أبواه يبكيان ؟عند رأسه .فقال ما لكما تبكيان ؟قال تخوفنا عليك ،من الذي كان من إسرافك على نفسك.فقال :لا تبكيا فو الله ما يسرني أن الذي بيد الله بأيديكما .​​ 

 

الــــــدنـــيـــا تـــصـــف نـــــــفـــســــهــــــا

كان المأمون يقول :لو قيل للدنيا صفي نفسك،ما عدت هذا البيت،وهو لأبي النواس:​​ 

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ وما الناس إلا​​ هالك وابن هالك​​ 

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ وذو نسب في الهالكين عريق .

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ اذا امتحن الدنيا لبيت تكشفت​​ 

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ له عن عدو في ثياب صديق .​​ 

شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذرة

قال ابو أيوب،ميمون بن مهران :دخل على عمر بن عبد العزيز وأنا عنده راهب ،فقال له عمر :الم اخبر انك تديم البكاء،فلم ذلك ؟قال إني والله يا أمير المؤمنين عهدت الناس وما شيء عندهم آثر عندهم من دينهم،وما شيء اليوم اثر عندهم من دنياهم ،فعلمت أن الموت اليوم خير​​ للبر والفاجر .فلما خرج قال عمر :صدق يا أبا أيوب الراهب .

ذاك أيام عمر بن عبد العزيز ...فماذا نقول عن أيامنا !!

ســـــــبـــــــــحـــــــانـــــــه مــــــــن مــــــدبــــــــــــــر

قال الجاحظ :إن الله تعالى إنما خالف بين طبائع الناس ،ليوفق بينهم في مصالحهم ،ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة أو التجارة والفلاحة،وفي ذلك ذهاب المعاش وبطلان المصلحة .فكل صنف من الناس مزين لهم ما هم فيه .فأراد الله تعالى أن يجعل الاختلاف سبباً للائتلاف.فسبحانه من مدبر​​ 

دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء

اللهم إني أعوذ بك من أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن استعين بشيء من معاصيك عن ضر نزل بي ...وأعوذ بك من أن تجعلني عبرة لأحد من خلقك .... اللهم إني استغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ،واستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به .... واستغفرك مما زعمت إني أردت به وجهك ،فخالط قلبي فيه ما قد علمت .

 

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً على المنبر: يا معشر المسلمين،ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا ؟وأمال رأسه ، فقام إليه رجل، فسل سيفه وقال: كنا نقول بالسيف هكذا – وأشار إلى قطعه – فقال عمر:إياي​​ تعني بقولك؟ قال : نعم إياك أعني بقولي : فنهره نفر من الجلوس،فقال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقائل رحمك الله والحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا تعوجت قومني .

احـــــــتــــســـــبـــهــــــمــــا عــــــــنـــــــــد الـــــلــــــــــــــــــه

مر أصحاب يزيد بن هارون – عليه رحمة الله – وقد عمى وكانت له عينان جميلتان،قل أن توجد عند احد في عصره مثل تلك العينين فقالوا له وقد عمى:ما فعلت العينان الجميلتان بابن هارون؟ فقال : ذهب بهما بكاء الأسحار وإني لأحتسبهما عند الله الواحد الغفار.

 ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ يـــــــــــــــــــــا مـــــــــــــــفـــــــــــــلــــــــــــــــــس

روى أن محمد بن سيرين ركبه دين فقال:أني لأعرف الذنب الذي حمل به على الدين ما هو،قلت لرجل منذ أربعين سنة يا مفلس فحدث بهذا الحديث أبو سليمان الداراني فقال :قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبي وذنوبك فلسنا ندرى من أين نؤتى .​​ 

شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذرة

قال رجل للأحنف :لم سودك قومك وما أنت بأشرفهم بيتا ولا أصبحهم وجهاً،ولا أحسنهم خلقاً؟ قال : بخلاف​​ ما فيك يا بني،قال :وما ذاك ؟قال : بتركي من أمرك ما لا يعنيني كما عناك من أمري مالا يعنيك .

أهـــــــــــــــــــــــــل الـــــــــــــــصـــــــــــــــــــلاح

أمر عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه – رجلاً أن يشتري له كساء بثمانية دراهم،فاشتراه له، فأتاه به،فوضع يده عليه وقال :ما ألينه !وأعجبه .فضحك الرجل فقال له عمر : إني لأحسبك أحمق،أتضحك من غير شيء ؟! ، قال : ما ذاك بي،ولكنك أمرتني قبل ولايتك أن أشتري لك مطرف خز فاشتريت لك مطرفاً بثمانمائة درهم ،فوضعت يدك عليه فقلت:ما أخشنه وأنت اليوم تستلين كساء بثمانية​​ دراهم ،فعجبت من ذلك وأضحكني .

الــــــــــــــلـــــــــــــــــــهــــــــــــــم

اللهم إني أسألك الهدى،والتقى،والعفاف والغنى،اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها،اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع ،ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن​​ دعوة لا يستجاب لها،اللهم رحمة واسعة اللهم أمين .​​ 

 

1

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شــــذرات 33 – فذكر إن نفعت الذكرى