شــــذرات 25 – فذكر إن نفعت الذكرى

فذكر إن نفعت الذكرى

شــــذرات

الشيخ عباس نمر

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله ـ عز وجل ـ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما امرتكم به فخذوه​​ وما نهيتكم عنه فانتهوا )

الحلم والهدوء

قيل : أن المهلب بن أبي صفرة مر بحي من همدان فرآه شاب من أهل الحي فقال : هذا المهلب ؟! فقالوا : نعم ، قال : والله ما يساوي خمسمائة درهم ، وأتى إلى الحي ، فأرقب الشاب إلى أن رآه ، فأتاه إليه وقال : افتح حجرك ، ففتح الشاب حجره ، فسكب فيه الخمسمائة درهم وقال : خذ قيمة عمك المهلب ، والله يا أبن أخي لو قومتني بخمسة آلاف دينار لأتيتك بها ، فسمع شيخٌ من أهل الحي فقال : والله ما أخطأ من جعلك سيداً !​​ 

حب العلم

كان الزهري يقول : إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه​​ بشيء ، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذاً رقيقاً تظفر به ، وقال : كنا نأتي إلى العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من عمله .

تعاهد النفس

قال حاتم الأصم : تعاهد نفسك في ثلاثة مواضع : إذا عملت فأذكر نظر الله تعالى إليك ، وإذا تكلمت فانظر سمع الله منك وإذا سكت​​ فأنظر علم الله فيك .

اللهم

اللهم اجعلنا مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم أجعلنا سلماً لأوليائك ، حرباً على أعدائك ، اللهم إنا نحب بحبك من أحبك ، ونعادي بعداوتك من عاداك ، {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس .

 

جاء في الحديث الصحيح عن كلثوم الخزاعي رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال : يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أني قد أحسنت ، وإذا أسأت أني قد أسأت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال​​ جيرانك أنك قد أحسنت فقد أحسنت ، وإذا قالوا : أنك قد أسأت فقد أسأت ) .

نصيحة

قال حكيم : إذا جالست الجهال فأنصت لهم ، وإذا جالست العلماء فأنصت لهم ، فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم ، وفي إنصاتك للعلماء زيادة في العلم .

عفة وزهد

دفع الرشيد إلى بعض ثقاته ألف دينار وقال : أعطها لأشد الناس فقراً ، فبحث الرجل طويلاً حتى وجد رجلاً عرياناً محلوق الرأس في خرابه ، فقال : يا فتى ، خذ هذا المال فأستعن به ، فقال : لا حاجة لي فيه ، ولكن هناك حجَّام حلق رأسي ، ولم يكن معي شيْ أدفعه إليه ، قال فقصدت الحجَّام ، فأمتنع من​​ أخذه وقال : ما حلقت رأسه إلا للثواب ، فلا آخذ عليه أجرة ، فعدت إلى الرشيد ، فبعث بطلبهما ، فكأن الأرض ابتلعتهما .

كلام الصالحين

* ​​ وقال أن عباس : الرخصة من الله صدقة ، فلا تردَُوا صدقته .

* ​​ وقال المغيرة بن شعبة : في كل شيء سَرَفٌ ، إلا في المعروف .

* ​​ وقال الشعبي :إني لأستحي من الحق إذا عرفتُهُ ألا أرجع إليه .

* ​​ قال طاووس : الكلمة الصالحة ، صدقة​​ 

* وقال الفضيل : نعمت الهدية ، الكلمة الصالحة لأنها حكمة يحفظها الرجل حتى ​​ يلقيها إلى أخيه .

* وقال عمر بن عبد العزيز : ما قُرن شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم ،​​ ومن عفوٍ إلى قدرة .

اللهم

اللهم الذي في السماء عرشه وتقدس أسمه أمرك ماض في السماء والأرض ، بارك لنا فيما أعطيتنا وأطل الحياة لنا على طاعتك وأنزل اللهم رحماتك علينا يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا )​​ 

علامات الخير

* من علامة الزهد : أن تعرض عن الدنيا وهي مقبلة عليك .

* من علامة الورع : أن تتوقى الشبهات .

* من علامة الصدق : أن تكون​​ كلمتك واحدة في الرغبة والرهبة والطمع واليأس .

* من علامة التقوى : أن تحسن معاملتك للناس .

* من علامة علو الهمة : ألا ترضى لنفسك من كل شيء إلا بأحسنه .

* من علامة الكرم : أن تكون للبذل فيما لا يتحدث عنه الناس أسرع منك للبذل فيما يشتهر بينهم .

* من علامة حسن​​ الأخلاق : أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً .

* من علامة الحكمة : أن تحمل نفسك على ما تريد أن تدعو الناس إليه .

العلم

قام رجل إلى أبن المبارك فقال : يا أبا عبد الرحمن ، في أي شيء أجعل فضل يومي ؟ في تعلم القرآن أم في طلب العلم ؟ فقال : هلى تقرأ من القرآن​​ ما تقيم به صلاتك ؟ قال : نعم ، قال : فأجعله في طلب العلم الذي يعرف به القرآن .

عتاب النفس

وكان الحسن البصري كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله : تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين وتفعل فعلا لفاسقين المنافقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين .

الأخلاص

سئل يوسف الرازي : ما علامة الإخلاص ؟ فقال : إذا لم يكن في عملك محبة حمد المخلوقين ، ولا مخافة ذمهم ، فأنت مخلص إن شاء الله .

يا رب

من شعر أبي نواس :​​ 

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة​​  فلقد علمت أن عفوك أعظم​​ 

إن كان لا يرجوك إلا محسن​​  فبمن يلوذ ويستجير المجرم​​ 

أدعوك رب كما أردت تضرعاً​​  فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم​​ 

مالي إليك وسيلة إلا الرجا​​  وجميل عفوك ثم إني مسلم​​ 

 

جاء في الحديث الصحيح ن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 لا حسد إلا في اثنتين : رجل آته الله مالاً فسلطه على هلكته في​​ الحق ، ورجل آتاه الله حكمة ، فهو يقضي بها ويعلمها ) .

موعظة

دخل ابو حازم على خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال له عمر : عظني ، فقال : اضطجع ، ثم اجعل الموت عند رأسك ، ثم أنظر ما تحب أن تكون فيك في تلك الساعة فخذ به الآن ، وما تكره ان يكون​​ فيك في تلك الساعة فدعه الآن ، فلعلا لساعة قريبة .

جد علينا برشدك

وصل صالح بن بشر الى دار الخلافة واستقبله خليفة المسلمين المهدي فقال له : جد علينا برشدك ، فقال : أليس قد جلس هذا المجلس أبوك وعمك قبلك ؟ قال : نعم ، قال : فكانت لهم أعمال ترجو لهم النجاة ؟ قال : نعم ، قال : فكانت لهم أعمال تخاف عليهم الهلكة منها ؟ قال : نعم ، قال : فانظر ما رجوت لهم فيه النجاة فأته ، وما خفت عليهم فيه الهلكة فأجتنبه .

بلاغة غلام

لقي غلام من العرب أبا العلاء المعري الشاعر المعروف فقال له : من أنت يا شيخ ؟ قال : أنا أبو العلاء المعري شاعركم ، فقال الغلام : أهلا ً بالشاعر الفحل ، أنت القائل في شعرك :​​ 

فإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما تستطعه الأوائل

قال أبو علاء : نعم أنا الذي قلت هذا ولماذا ؟ فقال الغلام : قول طيب وثقة بالنفس وإعلان عن الكفاءة والقدرة ، ولكن الأوائل قد وضعوا ثمانية وعشرين حرفاً للهجاء ، فهل لك أن تزيد عليها حرفاً واحداً ؟ فسكت أبو العلاء المعري ، وقال : والله ما عهدت لي سكوتاً كهذا السكوت .

أقوال حكيمة

من أقوال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله :​​ 

* لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ، ويوم حشره ميزانه .

* ليكن حظ​​ المؤمن منك هذه الخصال ، إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تسره فلا تغمه .

* بئس الصديق صديقاً يحتاج إلى أن يقال له أذكرني في دعائك .

ما يفعل الدعاء

قال الشاعر :​​ 

أتهزأ بالدعاء وتزدريه​​ 

وما تدري ما صنع الدعاء​​ 

سهام الليل نافذة ولكن​​ 

لها أمد وللأمد القضاء​​ 

فيمسكها إذا ما شاء ربي​​ 

ويرسلها إذا نفذ القضاء​​ 

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 الإيمان بضع وستون ـ أو سبعون ـ باباً ، فأدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول: لا إله إلا الله والحياء شعبة من الإيمان).

السيادة

سأل معاوية عرابة الأوسي ، وهو من سادات المدينة بم سدت قومك ؟ فقال : لست بسيدهم وكني رجل أعطيت في نائبتهم ، وحلمت عن سفيههم ، وشددت على حليمهم ، وعطفت على ذي الخلة منهم ، فمن فعل فعلي فهو مثلي ، ومن قصر عني فأنا أفضل منه ، ومن تجاوزني فهو أفضل مني .

عسى أن يكون خيراً

يروى أن ملكاً كان عنده نديم وكان هذا النديم ما إن يحدث أمامه أمر ما ، أو يسمع خبراً ، إلا ويقول : عسى أن يكون خيراً ، وذات يوم خرج مع الملك في رحلة صيد ، فقطع أصبع الملك ، فقال النديم : عسى أن يكون خيراً ، فغضب الملك وسجنه ، قال النديم : عسى أن يكون خيراً ( على سجنه )، ثم ذهب الملك في رحلة صيد أخرى ، فخرج له قطاع الطرق فأخذوه ، وكانوا في كل سنة يضحون بإنسان ، فقالوا : سنضحي بك هذه السنة ، فلما أرادوا قتله نظروا ليتأكدوا أنه ليس فيه عيب ، فوجدوا أصبعه قد قطع ، فقالوا : هذا لا يصلح ، ونجا ... ففرح وذهب إلى​​ نديمه ، وقال : أنت قلت لما قطع أصبعي : عسى أن يكون خيراً ، وفعلا كان خيراً ، فقد نجوت ، ولكن لماذا قلت عندما سجنتك : عسى أن يكون خيراً ؟ فقال له : لو كنت معك في تلك الرحلة ، لقتلت بدلا عنك ، فهذا هو الخير .

حكمة

وكان الفضيل بن عياض يقول : العمل لأجل الناس​​ رياء ، وترك العمل لأجل الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما .

دعاء

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، ونور أبصارنا ، وجلاء أحزاننا ، اللهم علمنا منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نسينا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، وأجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا ، وأجعله شفيعا لنا يوم القيامة ، اللهم أجعله نوراً في قلوبنا وأنيساً في قبورنا برحمتك يا أرحم الراحمين .

 

جاء في الحديث الصحيح : (( عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، وإتباع الجنازة، وتشميت​​ العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام )).

العلم

سئل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه عن العلم فقال : " العلم خير من المال ، وبالعلم يكسب الإنسان الطاعة في حياته ، العلم حاكم والمال محكوم عليه " .

فراسة

طاف سائل مكفوف البصر بشوارع ( أصبهان ) يسأل الناس على حسب عادته ؟ فأعطاه رجلاً رغيفاً ، فدعا له السائل، وقال : رد الله غربتك .

​​ فقال المتصدق : وكيف عرفت أنني غريب، وأنت أعمى ؟​​ 

فقال الرجل : لأني أسأل الناس في هذه المدينة منذ ثلاثين سنة ، ما أعطاني أحد رغيفاً كاملاً .

حكم

الوحدة خير من الجليس السوء ​​ .

استعينوا على الحوائج بالكتمان ​​ .

الندم توبة ​​ .

لا يكون المؤمن طعاناً ولا لعاناً ​​ .

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ​​ .

من كثر سواد قوم فهو منهم ​​ .

انتظار الفرج عبادة ​​ .

كاد الفقر أن يكون كفراً ​​ .

نعم صومعة ( الرجل​​ ) بيته ​​ .

الأعمال بخواتيمها ​​ .

اللهم

اللهم ارحمنا إذا أتانا اليقين ، وعرق منا الجبين ، واشتد الحنين والأنين ، اللهم ارحمنا إذا اشتدت السكرات ، وفاضت العبرات ، وتعطلت القوى والقدرات ، اللهم ارحمنا إذا يأس منا الطيب ، وبكى علينا الحبيب ، اللهم ارحمنا إذا حملنا على الأعناق ، والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ، اللهم آمين .

 

 

عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، او لا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )

بكاء الخليفة

تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة من غير رغبة فيها وبعد توليه الخلافة ترك زينة الدنيا وزهد فيها وكان متواضعاً تقياً ورعاً ، أقام العدل بين الناس ، ورغم قصر مدة خلافته ( عامان وخمسة أشهر ) إلا أنه انتشر في زمانه الأمن والأمان والرخاء ، فلم​​ يوجد جائع ولا فقير في عصره ، توفي وعمره أربعون عاماً ، رأته زوجته يبكي فسألته عن بكائه ، فقال لها : إني تقلدت أمر هذه الأمة فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع والمظلوم المقهور ، والغريب المأسور وذي العيال وأشباههم في أطراف البلاد فعلمت أن ربي سيسألني​​ عنهم فخشيت أن لا تثبت لي حجة فبكيت .​​ 

عشر من كمال الأدب

عشر من كن فيه استكمل الأدب ، علم يدله على الطريق ، وحياء يمنعه الفضول ، وقناعة تكفه عما في أيدي الناس ، بصيرة تطلعه على عورات الدنيا ، وفطنة تذكره بعذاب الآخرة ، وتواضع يدله على قبول الحق ، ورأي​​ يرشده ، وتوفيق في المداداة ، وعلم يرد به الجاهلين .

أقوال

* رأس مروءة الملوك حب العلم والعلماء ورحمة الضعفاء والاجتهاد في مصلحة العامة .

* من صرف رأيه في غير المهم أزرى بالمهم .

* في السياسة لا توجد حقائق ثابتة ولا ثوابت حقيقية !!.

* أكبر خطأ يرتكبه الإنسان اعتقاده بأنه لا يخطئ .

بك أستجير

بك أستجير ومن يجير سواكا​​   فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا
أذنبت يا ربي وآذتني ذنوب ٌ ​​   مالها من غافر إلاكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي  وبدأت بالقلب البصير أراكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلاً   للتوب قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي   حاشاك ترفض تائبا حاشاكا
يا رب جئتك نادماً أبكي على   ما قدمته يداي لا أتباكى
يا رب عدت إلى رحابك تائباً   مستسلماً مستمسكاً بعراكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة  فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً  فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا  أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربي لتقبل توبتي   وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي  ما خاب يوماً من دعا ورجاكا

 

جاء في الحديث الصحيح : (( عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا )).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" ما أمرتكم به فخذوه ، وما نهيتكم عنه فانتهوا "" .

العاقل

قال علي بن أبي طالب كرم الله​​ وجهه : (( لا تكونن ممن لا تنفعه الموعظة ، إلا إذا بالغت في إيلامه ، فإن العاقل يتعظ بالأدب ، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب .

وأنشد الجاحظ :​​ 

وليس يزجكم ما توعظون به  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ والبهم يزجرها الراعي فتنزجر

قلب العفيف

سأل ناس من بني اسرائيل نبيهم عن​​ الرب عز وجل أين يكون ، وفي أي البيوت يكون ؟ فأوحى الله تعالى إليه : إن قومك سألوك أين أكون فيعبدوني ، فإذا أرادوا مسكني فإني في قلب العفيف الوادع الورع .

 

خصلتين

قال الأحنف : إن في خصلتين : لا أغتاب جليسي إذا غاب عني ، ولا أدخل في أمر قوم لا يدخلونني فيه​​ .

موعظة

وقيل للربيع بن خيثم : ما نراك لا تعيب أحداً ، فقال : لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس .

وأنشد :​​ 

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها  ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ لنفسي من نفسي عن الناس شاغل .

اللهم

اللهم يا غوث اللهفان ومأوى الحيران ومروى الظمآن ومشبع الجوعان وكاسي العريان ويا حاضر في كل مكان أنت يا رب الذي في السماء إغفر لي كل شيء وتب علي انك أنت التواب الغفور اللهم آمين .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان )​​ 

هؤلاء هم ملوك الأرض

ذكر أن ملك الروم بعث إلى معاوية يسأله عن هذه المسائل :​​ 

يسأله عن رجل سار به قبره ، وعن رجل لا قبلة له ، وعن خمسة أكلوا في الدنيا وحيوا لم يخلق واحد منهم في رحم ، وعن شيء ، ونصف شيء ، ولا شيء ، وبعث بوفد يسمعون الجواب عنها ،​​ فاستنظرهم معاوية وبعث إلى ابن عباس يسأله عنها ، فقال أبن عباس : أما من سار به قبره فيونس حين ألتقمه الحوت ، وأما من لا قبلة له فمن صعد فوق الكعبة فلا قبلة له حتى ينزل ، وأما الخمسة الأنفس الذين أكلوا في الدنيا وعاشوا لم يخلق واحد منهم في رحم فآدم وحواء وكبش إبراهيم أخرجه الله عز وجل من الجنة وناقة ثمود أخرجها الله من صخرة صماء ، وعصا موسى ألقاها من يده فانقلبت حية تسعى وألتقمت ما ألقى السحرة ، وأما الشيء فالرجل العاقل العالم ترد عليه الأمور فيديرها بعقله ويمضيها بعلمه ، أما نصف الشيء فالرجل الممضي لما علم المتثبت فيما جهل ، ترد عليه أمور يعجز عنها علمه ويقصر فهمه فيلجاً إلى ذوي العقول فيستشيرهم فلا تنتشر قواه ولا يتبع هواه ، وأما لا شيء فالرجل الذي لا علم له ولا عقل ، ترد عليه الأمور فيتبع فيها هواه فيحل به رداه فلا تلقاه إلا حائراً ولا تجده إلا بائراً ، وعندما رجعت الأجوبة إلى ملك الروم قال : هؤلاء هم ملوك الأرض .

ما الذي أبكاك ؟

قال أحدهم : كنت أمشي مع سفيان بن عيينه إذ اتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه ، فبكى ، فقلت : يا أبا محمد ، ما الذي أبكاك ؟ قال : أي مصيبة ٍ أعظم من أن يؤمل فيك رجلٌ خيراً فلا يصيبه ؟ .

طرفة

جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال له : إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها ؟ فقال له : الأفضل أن يكون وجهك إلى ثيابك لئلا تسرق .

اللهم

اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

اللهم رب أوزعني أن اشكر نعمتك​​ التي انعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين .

 

 

جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 إن الله لينادي يوم القيامة أين جيراني ، أين جيراني ؟ وقال فتقول الملائكة 🙁 ربنا ! وما ينبغي أن يجاورك ؟ فيقول​​ : أين عُمار المساجد )​​ 

نصائح

روي عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قال : لكل ذي صناعة وحرفة خصال يجتلب بها المكسب ، أن يكون حاذقاً في عمله ، ومؤدياً للأمانة فيه ، مستهميلاً لمن استعمله ، وأيما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله .

السهم يخطئ واللسان يصيب

قال سفيان الثوري رحمه الله : لان أرمي رجلاً بسهم أحب إلي من أن أرميه بلساني لأن الرمي اللسان لا يخطئ ورمي السهم قد يخطئ​​ 

إن من الشعر لحكمة

قال الإمام الأوزاعي رحمه الله : المؤمن يقل الكلام ويكثر العمل والمنافق يكثر الكلام ويقل العمل ، قال​​ الشاعر :

النطق زين والسكوت سلامة​​ 

فإذا نطقت فلا تكن مكثارا

ما ان ندمت على سكوتي مرة​​ 

ولقد ندمت على الكلام مرارا

اللبيب والنصيحة

قال محمد الوراق :​​ 

إن اللبيب إذا تفرق أمره ​​ 

فتق الأمور مناظراً ومشاورا

وأخو الجهالة يستبد برأيه​​ 

فتراه يعتسف الأمور مخاطراً

أقوال في الدنيا

* سمع حكيم رجلاً يقول لآخر : لا أراك الله مكروهاً ، فقال : كأنك دعوت عليه بالموت ، فإن صاحب الدنيا لا بد له من أن يرى المكروه .

* الدنيا كلها غموم فما كان فيها من سرور فهو ربح .

* ما أعلم أشد حزناً من المؤمن ، يشارك أهل الدنيا في هم المعاش ويتفرد في هم الآخرة .

اللهم

اللهم توكلت على الحي الذي لا يموت وتحصنت بذي العزة والجبروت واستعنت بك يا صاحب الملك والملكوت ، استسلمت اليك فلا تسلمني ، وتوكلت عليك فلا تخذلني ، ولجأت إلى ظلك فلا تطرحني ، أنت المطلب ، وإليك المهرب تعلم ما أخفي وما أعلن ، وتعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فامسك عني اللهم ظلم الظالمين من الجن والإنس أجمعين ، واشفني يا أرحم الراحمين .

 

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقيل :​​ يا رسول الله ! وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد فقال : ( عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً ، وسترون من بعدي اختلافاً شديداً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة ) .

اللهم​​ أني قد تبت إليك

آية من كتاب الله كانت سبباً في توبة وهداية كثير من الناس ، ومنهم اثنان من كبار العلماء ،
الأول : عبد الله بن المبارك ، الذي كان مولعاً بضرب العود وسماع الغناء فلما سمع هذه الآية : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ​​ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } ، قال : بلى والله وكسر العود .

والثاني : الفضيل بن عياض ، فبينما كان يتسلق جدار بيت لاقتراف معصية سمع قارئاً يقرأ : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ​​ الْحَقِّ } ، قال : بلى والله قد آن ، اللهم أني قد تبت إليك .

خير العباد

الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا أبتلوا صبروا ، وإذا غضبوا عفوا ، مستعد ليوم موته ، وكريم متنزه عن لئام الناس .

العظمة في بسم الله

حكي أن بعض​​ الصالحين قرأ البسملة ، فقالت له نفسه : ما معناها ؟ فقال : الباء بر​​ 
، والسين ستر ، والميم مغفرة ، فقالت نفسه : ممن ترجو الثلاثة ( البر والستر والمغفرة ) ؟ فقال لها : أما علمت ما بعد الميم وهو ( الله ) ؟ فقالت : ترجو الثلاثة مع كثرة ذنوبك ؟ فقال : يا ضعيفة​​ اليقين ، أما سمعت قوله تعالى ( الرحمن الرحيم ) ؟​​ 

اللهم

​​ اللهُمَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ​​ الْمُسْلِمِينَ .

اللهُمَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .

اللهُمَ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .

اللهُمَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

 

جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال إذا أصبح : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ، لآخذن بيده حتى أدخله الجنة )

التواضع

سئل الحسين رضي الله عنه عن التواضع فقال : هو أن تخرج من بيتك ، فلا تلقى أحداً إلا رأيت له الفضل عليك .

وقال رجل لحكيم : علمني التواضع ، فقال : اذا رأيت من هو أكبر منك فقل : سبقني الى الأعمال الصالحة​​ فهو خير مني ، وإن رأيت أصغر منك ، فقل : سبقته إلى الذنوب والعمل السيئ فأنا شر منه .

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

قال بعض الحكماء : في الصمت سبعة آلاف خير وقد اجتمع ذلك كله في سبع كلمات في كل كلمة منها ألف :

أولها : إن الصمت​​ عبادة من غير عناء .

ثانيها : زينة من غير حلي .

ثالثها : هيبة من غير سلطان .

رابعها : حصن من غير حائط .

خامسها : الاستغناء عن الاعتذار إلى أحد .

سادسها : راحة الكرام الكاتبين .

سابعها : ستر العيوب .

ويقال الصمت زين للعالم وستر للجاهل .

ما لم يكونوا يحتسبون

قيل لسليمان التميمي ـ وكان من الصالحين ـ أنت أنت ومن مثلك !! ، قال : لا تقولوا هكذا ، لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل سمعت الله عز وجل يقول : { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (47) سورة الزمر.

ترك ما لا يعنيك

قال يونس بن عبيد​​ : سمعت ثلاث كلمات لم أسمع بأعجب منهن : قول حسان بن أبي سنان : ما شيئ أهون من ورع ، إذا رابك شيئ فدعه ، وقول ابن سيرين : ما حسدت أحداً على شيئ قط ، وقول مورق العجلي : لقد سألت الله حاجة منذ أربعين سنة ، ما قضاها ولا يئست منها ، فقيل لمورق ، ما هي ؟ فقال :​​ ترك ما لا يعنيني .

اللهم

اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء أليك وهو التوحيد ولم أعصك في أبغض الأشياء ، فأغفر لي ، يا من اليه مفري وأمني ، اللهم اغفر لي الكثير واقبل مني اليسير من طاعتك يا عدتي دون العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا واحد يا أحد ، اللهم إني أسألك​​ أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وأرزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب انك ترزق من تشاء بغير حساب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

1

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شــــذرات 33 – فذكر إن نفعت الذكرى