خانات فلسطين -
ها هو مركز المعمار الشعبي رواق في مدينة البيرة ، يبادر بصدق وإنتماء وإنسجاماً مع رسالة رواق إلى حماية وتنمية التراث الثقافي والتراث المعماري جاعلاً من
وها انا اتقدم لقرائنا الأعزاء في صحيفة القدس بشيء من هذا الجهد الجبار )خانات فلسطين(
أما الفصل الثاني فيشتمل على خانات المدن في غزة وعسقلان ويافا والرملة واللد والقدس والخليل وعكا ونابلس والناصرة وصفد . والفصل الثالث جاء فيه خانات الطرق في فلسطين مثل خانات طريق نابلس بيسان وطريق عكا صفد وخانات طريق النقب وادي عربة وخانات طريق يافا القدس عمان، وأختتم المجلد الموسوعي بالخلاصة والمصادر ، هذا وقد وفق الله المؤرخ بالحديث عن ) 160 ( خان وقيسرية ووكالة ولأهمية الشكر في مقدمة الدراسة
إرتأيت أن أضع شيئاً منه بين أيدي القراء الكرام.
الشكر
بدأت الموسوعة بالشكر من قبل الدكتور خلدون بشارة مدير رواق لكل من قدم وساهم من أجل إظهار هذا الإنجاز القيم ، هذا الكتاب كان نتاج جهود كبيرة تضافرت لتبرز إلى النور هذا الكم الكبير من الإرث الحضاري في فلسطين وأخص بالشكر الدكتور شكري عراف الذي لم يعرف اليأس خلال السنوات العشر الفائتة ، ولم يساوره أدنى شك بأن هذا الكتاب في طريقه للنشر ، وخلال هذه الفترة نقّح وأضاف وعلق على المواد ، وزودنا بمواد أخرى ساهمت في رسم معالم هذا الكتاب الموسوعي ونشكره كذلك لمصاحبة المصورين والمهندسين في رحلات التوثيق .
كذلك أشكر المصور الفوتوغرافي رؤوف الحاج لتصويره عدداً من الخانات في فلسطين ، كما أشكر المهندسة نورجيهان رياض لتصويرها خان بني سعد في القدس ، وأشكر شركة أضواء لعملها التصميم الجرافيكي وطباعة الكتاب وأشكر السيد عبد الرحمن أبو شمالة لتدقيقه اللغوي للنص ، وفداء توما لترجمتها المقدمة ووصف الخارطة إلى الإنجليزية ، والدكتور سليم تماري لتحريره
النجاح وبير زيت وبوليتيكنك الخليل للرسم الحر لبعض تفاصيل الخانات التي تظهر في هذا الكتاب ، وهم : رانيا جاموس ،هند شنار ، إياد غزال ، حنين أبو قطيش ، رناد عمرو ، سندس ششرتي ، عال أبو عسل ، وهبة نصار ،
في هذا الكتاب ، وأشكر المهندسة سحر القواسمي لرسم وإخراج خارطة الطرق التجارية في فلسطين وأشكر المهندس إياد عيسى لنصائحه حول إنتاج خارطة الطرق ، والمهندسة لانا جودة لمتابعتها مسابقة الرسم الحر التي تظهر بعض نتائجها في طيات الكتاب .وأخيراً أشكر سكان ومستخدمي هذه الخانات وحراسها من التدمير والخراب ، والحكومة
المقدمة
تضمنت مقدمة الموسوعة أشياء جميلة تألق بها مؤرخ الكتاب الدكتور شكري عراف ارتأيت أن أعرف القارئ الكريم بشيء منها حيث جاء فيها: تعالج هذه الدراسة حوالي ) 160 ( خاناً منها ) 130 ( لها بنايتها وآثارها ومواقعها وأكثر من ) 30 ( موقعاً يحمل أسم خان ، كانت الجولات التي قمنا بها في إطار الإرشاد لمختلف المجموعات المهتمة بتاريخ هذا الوطن وطبيعته حافزاً لدراسة كل خان مررنا به أو توقفنا عنده ثم عدنا لقياسه وتصويره.
والخانات في الشرق عامة وفي فلسطين خاصة، عبارة عن فنادق ومحطات استراحة وتزود ب)الوقود( وقود الطريق من ماء وأكل وعلف للدواب التي تتألف منها القافلة تماماً كمحطات الوقود اليوم بالنسبة لوسائط النقل الحديثة .
أقيمت هذه الخانات على طول الطرق التجارية والعسكرية الأمنية التي عرفت أحياناً بطريق البريد، وفلسطين جسر بين أفريقيا وأسيا ، عليها مرت جيوش حضارتي النيل وما بين النهرين ، كما مرت قوافل التجار من شمال
كان ذلك نتيجة طبيعية للدول التي حكمت هذا البلد كالرومان والصليبيين وغيرهما في فترات سابقة، وهذه المدن /المحطات النهائية للسفن أو القوافل ، طورت في داخلها خانات للخزن واستراحة التجار ، كما طورت أسواق اًتمت فيهاعمليات بيع وتبادل البضائع ، وكان لامتيازات الممنوحة للدول الغربية أثر في تطور الخانات على الطرق ، وفي مدن الشاطئ، إذ أنهم ارتادوا المناطق الداخلية من الشرق الأوسط ، وتاجروا مع سكانها مشجعين إياهم على زراعة المواد الخام للثورة الصناعية ، وبخاصة القطن .
والخانات في المدن غير الخانات على الطرق، إذ أن المدينة مليئة بالمساجد ، على حين كان على بناة خانات الطرق أخذ قضية العبادة في الحسبان لا مساجد في خانات المدن، لكن خانات الطرق كانت تكفل للمسافرين هذه المعابد بكل ما تتطلبها من ماء وحمام، والخانات في المدن وعلى الطرق كفلت مساحات للخزن وأخرى لعرض البضائع كما كفلت أماكن للنوم والاستراحة، كانت في المدينة قد بنيت طوابق علوية ، على حين كانت خانات
الطرق تكفل مكاناً للمبيت في الطابق السفلي، ما عدا خانات معدودة كانت مزودة ببعض الغرف العلوية.
تم بناء معظم الخانات في فلسطين خلال فترتي: الرومانية
أدت إلى التفكير في زيادة عدد هذه الخانات وتركيز عدد من الحراس في الخانات وعلى طول الطرق بينها، كانت الفترة المملوكية وبعدها العثمانية أكثر الفترات نشاطاً في هذا المضمار إذ أقيمت معظم خانات فلسطين خلالهما.
وأختتم المؤلف مقدمته حيث قال: قسمنا هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول، يقدم أولها عرضاً عاماً لأنواع الخانات والقوافل ويعالج الفصل الثاني خانات المدن، في حين عولجت خانات الطرق في الفصل الثالث تتعرض هذه الدراسة إلى نواحي المعمار من خلال رسومات ومخطوطات وصور
أنواع الخانات في فلسطين
يمكن تقسيم الخانات إلى ثالثة أنواع أو أشكال رئيسية وهي الخان والقيسرية والوكالة وفيما يلي سأقوم
الخان
خان لفظة فارسية وتركية وتعني في الفارسية الحانوت ، وأصلها آرامي ويطلق على الدكان والمخدع وتعني في التركية دار العمل والتجارة، وجمعها خانات وهي منزل أو تحريف حانوت الآرامية، التي تعني خيم أو نصب
أول من أتخذ الخانات للمسافرين
كان الخليفة عمر بن عبد العزيز أول الخلفاء الذين اتخذوا الخانات للمسافرين وكان الخان يعرف عند أهل الشام حينئذ باسم )الفندق( ومع الزمن نسي أسم الفندق وحل محله اسم )الخان( ثم غلب عليه اسم )النزل( والجمع ) أنزال(.
الخانات في عهد السلاجقة
كانت الخانات موضع أهتمام السلاجقة بأوساط آسيا ، ثم سلاجقة الأناضول من بعدهم، بل إن تلك الخانات استعملت محطات استراحة للقوافل التجارية، والبريد أيام السلم، كما استعملت ربطاً للإنذار المبكر للدولة عند
أنواع الخانات في العهد العثماني
أما الخانات العثمانية فكانت تصمم على الطريقة المملوكية من حيث البناء متعدد الطوابق ذي الفناء الأوسط المركزي، الذي يخصص أسفله حواصل للتخزين والعلوي للسكن وربما وجدت إسطبلات للدواب. وفي القرن الحادي عشر الهجري ,
الأوقاف والخانات
قد أوقف قسم من الخانات في المدن فكان ريعها يذهب إلى الجهة التي أوقف الخان من أجلها، أو أنها قدمت خدماتها مجاناً وقام الوقف بكل ما تتطلبه مثل هذه الخانات من خدمات، وحيث لم يكن هناك من إمكانية للوصول إلى الخان خلال ساعات الليل ، فقام الجامع والمنزول بوظائف الخان في القرى وأحياناً في المدن، والجامع كان محطة أهل العلم من المسافرين.
الفرق بين الخان والمضافة
كثيراً ما نقرأ في أدب الرحلات أن سكان القرى استقبلوا المسافرين الرحالين على البيدر أو في البيوت أو المضافات، صحيح أن للمنزول أهدافاً أخرى، لكن سمعته الطيبة وصلت كل مكان في العالم آنذاك ويكاد لا يخلو كتاب غربي تحدث عن الشرق من ذكر مضافات أو مقاعد القرى، كما تسمى في بعض الجهات، وهذا لا يعني أن القرويين قاموا مقام الدولة وموظفيها في حماية القوافل والحجاج، وإنما كانت خدماتهم تقدم إلى أفراد وليس إلى جماعات، وإلا
لكانت هذه المضافات تحولت إلى خانات.
القيسرية ) القياسر (
القيسرية والقيصرية مصطلح غير عربي دخل اللغة العربية بالتقادم وهو مشتق من أسم قيصر )
والقيسارية تتكون من بناء مربع أو مستطيل المساحة، بوسطه صحن أو فناء سماوي تدور حوله الحوانيت ولهذا البناء مدخل واحد أو مداخل عدة ، بحسب موقعه ، ويتراوح عدد الحوانيت داخل القيسارية الواحدة ما بين 30 - 40حانوتاً يشتمل كل منها على مصطبة تمتد خارج الحانوت بارتفاع متر تقريباً، لعرض البضائع عليها ، والمصطبة مبنية من الحجر والطوب، كما كان فيها مقعد يتكون من قنطرتين أو ثالث أو أربع أو خمس قناطر محمولة على أعمدة ويكون غالباً في البيوت الغنية ، وعادة ما يلحق ببعض
استغل المعمار الإسلامي سطح القياسر في بناء الرباع والطباق السكنية ليسكن بها الأهالي ، وقد درّ دخلاً إضافياً على مالك القيسارية وعرفت تلك القياسر بالتربيعة . وفيها يقول الدباغ : وهي أبنية كانت في العصور الإسلامية قد أعدت للتجار وكانت القيسارية بمصر سوقاً مسقوفة على جانبيها دكاكين لمختلف الصناعات والتجارات، وفي الشام أطلقت على الخانات الفنادق والوكائل الكبيرة. والقياسر أبنية تقوم بمهمة الأسواق بها حوانيت تؤجر للتجار ، متخصصة للبيع والشراء ويخزن التجار بضائعهم فيها وكانت لهذه القيساريات أبواب كبيرة من الحديد تغلق ليلاً بواسطة ضبة عريضة من الحديد.
الوكالة
وكالة تجمع على وكالات أو وكائل وهي من وكيل الرجل الذي يقوم بأمره ، وقد استعملت الكلمة مرادفة لكلمات : قيسارية أو فندق وصفت والخان أنهما عبارة عن مبان محاطة بأسوار كبيرة منيعة، وفيها حجرات كثيرة صغيرة مخصصة لسكن التجار ومخازن للبضائع هي الحواصل، كما كانت مكاناً لعقد الصفقات التجارية، أو بمثابة مؤسسات كبيرة خاصة للسلع التجارية أو مصرفاً لحفظ الأموال.
أقيمت الوكالات في العصر الفاطمي نتيجة التسامح الديني ما أدى إلى ازدهار التجارة لكن صلاح الدين الأيوبي قيد تنقل التجار داخل البالد وتوجه لبناء المنشآت العسكرية نتيجة صراعه مع الصليبيين، أما العصر المملوكي فكان
وقد أطلق على الوكالة
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين