الزيب – قضاء عكا

بعد انقضاء قرن من الظلم والإضطهاد على وعد بلفور المشؤوم الذي أعطى الغريب المستعمر الذي لا حق له في التكلم باسمنا لأولئك الغرباء الذين لا يستحقون والذين أصبحوا أصل البلاء وما على أهل فلسطين إلا الصبر والتحضير والوحدة حتى يأتي الله بأمره وهو على كل شيء قدير وبعد النكبة واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتدمير بيوته ومحو آثاره العمرانية والتاريخية والثقافية والأثرية على طريقة التطهير العرقي قائلين : مهما كبرت اللوعة في نفوسنا ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ، ومهما انحنى الشعب أما شدة العواصف ، نحن مصممون على حق العودة ولا بد لهذا الليل من آخر ، لا تسكين ولن نفقد الأمل ، لأن الأمل بالله مهما طال الزمن والحقوق لا تزول.

واليوم ونحن نتحدث عن بلدة الزيب الفلسطينية قضاء عكا البلدة الطيب أهلها والتاريخ هو ذاكرة الشعوب وذاكرة الوطن منه ما يؤرخ للمكان وفيه ما يرتبط بالزمان ويبقى العبق موجوداً… موجود… نعم إنها متعة الاتصال الحقيقي مع الأرض المباركة.

وإن أبناء الزيب يحملون معهم المكان بموجوداته وذكرياته أينما رحلوا وحيثما حلو على وجه الأرض من هنا تأتي الأهمية القصوى إلى التاريخ إلى إحياء الماضي العريق للزيب والتاريخ لا يندثر مهما مر الزمان.

إن أيام وعد بلفور المشؤوم والانتداب البريطاني هي أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب والدول الضعيفة مع إقصاء العدالة وتمجيد القوة وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!!

من هنا تأتي الأهمية القصوى للتاريخ إلى إحياء الماضي واليوم نتحدث باختصار عن بلدة الزيب في ظل الفترة العثمانية قبل وعد بلفور المشؤوم ، وقطفنا هذا التاريخ من المراجع والموسوعات الفلسطينية خصوصاً (بلادنا فلسطين) للمرحوم المؤرخ مصطفى مراد الدباغ ومن كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا) لمؤلفه العلامة الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الألماني ديتر هيتروت ، وكتاب (ملكية الأراضي في متصرفية القدس من 1858م-1918م) للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر ثم دفاتر الطابو المفصلة العثمانية في القرن السادس عشر منذ 1525م/1596م بالإضافة إلى وثائق عثمانية من مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وكذلك الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بوثائق عثمانية عن اسماء الذين تم اعفائهم من الخدمة العسكرية والاستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة عدد من الوثائق العبرية إلى العربية والدكتور عبد القادر سطيح مدير المركز الثقافي التركي في رام الله حيث زودنا بعدد من الوثائق العثمانية عن بلدة الزيب.

وها هي بلدة الزيب تحدثكم عن نفسها بإختصار وكم كانت سعادتي باللقاء الذي جمعني في مدينة البيرة بالسيد وائل الكواملة أبو فايز من قرية زكريا في بيته العامر مع زوجته أم فايز فهيمة محمد عاطف سعدي  والسيد ياسر فهيم محمد عاطف سعدي المقيم في ألمانيا وهما من قرية الزيب قضاء عكا والذي جاء زيارة إلى عمته أم فايز وذلك يوم السبت 9/12/2017م ، وعلى الرغم من صغر سنهم لأنهم مواليد ما بعد النكبة والنكسة وكم كان اللقاء معهم مفعم بالحنين إلى أرض الوطن بالرغم من ان ابيها وأخيها استشهدا مع من استشهد في مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان وفلسطين فوق كل شيئ.

التسمية

(الزيب) تقول الرواية الشفوية أن اسم الزيب هو الاسم الموروث عن الآباء والاجداد وبلدة الزيب : تبدأ بأَل التعريف مع فتح همزة الوصل وتشديد الزاي وكسرها حيث أنها من الحروف الشمسية ثم الياء الساكنة وتنتهي بالباء وتكون حركة الباء حسب موقعها من الاعراب في الجملة.

وفي العهد الكنعاني كانت تسمى أكزيب وأيام الرومان أطلق عليها اسم أكديبا ، وفي الفترة الصليبية تحول أسمها إلى كسال أي القلعة الصغيرة وبعد تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي سميت الزيب وفي الوثائق العثمانية القديمة كانت تكتب زيب ولكن عند الجميع تلفظ الزيب.

الموقع

الزيب إحدى قرى قضاء عكا وتقع الى الشمال من القضاء وهي شمال مدينة عكا وعلى بعد (3) كيلومتراً ونحو (4) كيلومتراً عن راس الناقورة وكانت الزيب قد انشئت في موقع البلدة الكنعانية (اكثيب أو اكزيب) على ساحل البحر المتوسط على تلة ترتفع حوالي (25) متراً عن سطح البحر وفي أراضي الزيب يمر الطريق العام الواصل بين عكا – بيروت وكذلك خط سكة الحديد.

المساحة والحدود

مساحة أراضي الزيب قبل النكبة كانت (12607) دونمات ولم يتسرب لليهود منها شبراً واحداً.

ويحدها من الشمال البصة ومن الغرب البحر المتوسط ومن الجنوب قرية أم الفرج ونهاريا ومن الشرق الكابري والبصة.

عدد البيوت المعمورة في الزيب

كان عدد البيوت المعمورة في الزيب عام 1525م (33) بيتاً وعام 1596م كبرت وازدهرت وأصبح عدد بيوتها (159) بيت معمور ، اما عام 1871م كانت بيوتهم المعمورة (80) بيت وعام 1931م كان لهم (251) بيتاً أما عام النكبة 1948م كانت بيوت الزيب (525) بيت.

عدد السكان

كان عدد أهالي الزيب عام 1525م (165) نسمة وعام 1596م أصبحوا (795) نسمة وعام1871م كانوا (400) نسمة ووصلوا في بداية الانتداب البريطاني عام 1922م إلى (804) نسمات وعام 1931م إرتفع العدد إلى (1059) نسمة منهم (587) ذكراً و (472) أنثى وعام النكبة 1948م كانوا (2216) نسمة وفي عام 2008م كان عدد أهالي الزيب اللاجئين المسجلين في وكالة الغوث (11651) نسمة ، ومجموع اللاجئين وفقاً لتقديرات نفس السنة 2008م (18396) نسمة.

العشاير والحمايل والأسر في بلدة الزيب

هذه اسماء الحمائل والعائلات والاسر التي استطعنا جمعها ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر لمن لم نذكره وهم كالتالي :

السعدي ، سعد الدين ، سعد ، الأسعد ، شحادة ، الفهد ، عبد الحليم ، اليوسف ، القبلاوي ، قاسم ، أبو خالد ، أندس ، قندس ، الأفندي ، أبو خشب ، الموسى ، اسماعيل ، علان ، جمعه ، الحسين ، حمودة ، يوسف ، عبد الحميد ، الفقير ، طه ، الشيخ طه ، عوض ، الخطيب ، خطاب ، حصيرمي ، رمضان ، خليل ، الراعي ، داود ، الحاج علي ، العلي ، العلواني ، فارس ، صبحه ، عطايا ، زيتون ، السباعي ، خليفة ، عبد الرازق ، الميعاري ، ياسين ، مرعي ، المغادي ، بكري ، المركب ، العوين ، غزي ، عودة ، سليم ، شعبان ، عائشة ، عبدو ، يحيى ، عزيزه ، نفاع ، المفادي ، الجمال ، مرشود ، شاهين ، وكان في البلدة عائلة يطلق عليها الزيباوي وفي الشام ولبنان يطلق على جميع أهالي الزيب اسم الزيباوي وعلى الحارات أو المناطق التي يكثر بها أهل الزيب يطلق عليهم الزيباوية.

المخاتير

كانت وظيفة المختار موجودة في بلدة الزيب منذ بداية تعيين المخاتير في القرى في آواخر العهد العثماني وكان في الزيب مختاران ، مختار أول ومختار ثان ولقد تسلم المخترة عدة شخصيات وكانت مهمة المختار في الزيب لها اعتبارها واحترامها وتقديرها وهيبتها وغالباً ما يعين المختار بالانتخابات من أبناء البلدة الذين تزيد أعمارهم عن الثامنة عشرة وهم من دفعوا ضريبة الزراعة للدولة وكل ما يترتب عليه للدولة ومهام المختار كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيته مجمعاً وملتقى لرجالات البلدة وأصحاب الحاجات وبيته مركز اصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل قبل الوصول إلى المحكمة الرسمية في مدينة عكا ، ومن مخاتير بلدة الزيب الذين استطعنا معرفتهم :

1ـ المختار الشيخ محمود حسن عطايا.

2ـ المختار الشيخ درويش أبو عوض.

لجنة اختيارية البلد

كان لكل قرية في قضاء عكا مجلس منتخب من أهالي القرية الذكور ويطلق عليهم اسم (مجلس الاختيارية) وهؤلاء الأعضاء يعينوا انتخاباً أو من قبل مدير الناحية وغالباً هم من شيوخ العشاير الطيبة سمعتهم ويضاف إليهم المخاتير وإمام المسجد وإن من أحد المهام التي أوكلت لمجلس الاختيارية تعيين نواطير أو ناطور للقرية أيام الحصاد لمراقبة المحاصيل ومراقبة الحبوب على البيادر لمنع سرقتها ومن مهام مجلس الاختيارية في الزيب المحافظة على أموال الايتام والمحافظة على نظافة البلد والحفاظ على الأمن ولا سلطة للمختار عليهم.

من تاريخ الزيب القديم

الزيب هي تحريف كلمة أكزيب الأسم الأول للمدينة الكنعانية العربية التي أقيمت على بقعتها البلدة الحالية ، وفي عام 700 قبل الميلاد ، استولى عليها سخاريب الأشوري.

وفي عهد الرومان كانت كبيرة ومشهورة وبني حولها سور وكانت تسمى (أكديبا ـ  Eedippa) ، أما الصليبيون فكانوا يسمونها كاسال أي القلعة الصغيرة (Casal Lambertie).

وقال عنها الرحالة أبن جبير الذي زار المنطقة في أعوام 1182م/1184م أنها بلدة بين عكا وصور ، وذكرها صاحب معجم البلدان المتوفي 1229م وقال ، إن الزيب بلدة كبيرة على ساحل بحر الروم وينسب إليها العالم الجليل القاضي أبو علي الحسن بن الهيثم بن علي التميمي الزيبي وفي عام 450هـ الموافق 1058م وتوفي في بلدة الزيب الشيخ عبد الله بن علي بن عياض  ابو محمد الصوري وكان يلقب بعين الدولة وكان رحمه الله جليلاً نبيلاً ولي القضاء في مدينة صور.

من تاريخ الزيب في القرن السادس عشر الميلادي

من خلال الوثائق العثمانية من الدفاتر المفصلة والمكتوبة بالخط العثماني القديم تبين لنا أن بلدة الزيب من خلال الوثائق شاهدة على حقبة من الزمن من تاريخ هذه البلدة والتي كانت عامرة وزاهرة من خلال الوثائق والتي هي في أعوام 1525م/ 1538م/ 1596م ، وللأهمية إرتأينا أن نقدم لابن ولأهلها الطيبين في هذه الحلقة وثيقتين وهما.

الزيب عام 1525م

من خلال الوثائق العثمانية القديمة وحيب الدفتر المفصل رقم (427) وعام 1525م وجاء في الدفتر المفصل أن الزيب تابع ناحية عكا وهي وقف بيمارستان المنصوري في المحروسة مصر وعدد بيوتها المعمورة (33) بيت وعندهم إمام وخمسة رجال غير متزوجين وجاءت الوثيقة من تسعة سطور السطر الأول وفيه موقع القرية وانها وقف والاسطر الخمسة بعد الأول ذكر أرباب الأسر دافعي ضريبة الزراعة في الزيب وهم :

سليمان بن عمر فضة ، حسن بن سيف الدين ، سعاده بن سموم ، سرور بن ساهر ، فروج بن محمد ، ناظر بن محمد ، عزون بن علي ، أحمد بن عبد الله ، عبد الكريم بن مروان ، علي بن سرير ، حسن بن سرير ، جيوس بن شعبان ،  أحمد بن خالد ، ابراهيم بن علم ، موسى بن سوير ،  نافز بن عمر ، محمود بن عمر ، جمعة بن جمعة ، حميده بن علي ، اسماعيل بن يعقوب ، شعيب بن سالم ، عبيد بن مارقوس ، أبو بكر بن علي ، عمر بن سالم ، حسن بن علي ، أحمد بن محمد ، وحش بن موسى ، عمر بن محمود ، محمد بن علي ، محمد بن برداعي ، ابراهيم بن محمد ، عثمان بن عبد الهادي ، أحمد بن علي ، والسطر قبل الأخير قيمة الضريبة أما السطر الأخير ففيه المنتوجات الزراعية وقيمتها وهي :

الحنطه ومكيالها (20) غراره وقيمة الضريبة الزراعية (2000) أقجة ، والأقجة عملة عثمانية قديمة صنعت من الفضة كانت في تلك الفترة غالية وعالية في السعر والثمن وكان الانتاج الثاني الشعير ومكياله (10) غراره وقيمة الضريبة (700) أقجة ثم القطن ومكياله (2) قنطار وقيمة الضريبة (200) أقجة ودفعت أيضا ضريبة السمسم والفول والحمص ودفع رسم على الماعز.

وقامت بترجمة هذه الوثيقة من اللغة العثمانية القديمة إلى اللغة العربية المهتمة باللغة العثمانية الاستاذة بسمة العباسي المسؤولة في مديرية الوثائق العثمانية في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينة.

الزيب عام 1596م

هذه الوثيقة من كتاب : ( الجغرافية التاريخية لفلسطين وسوريا وشرق الأردن في القرن السادس عشر الميلادي) لمؤلفه العلامة القدير الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الألماني البروفسور ديتر هيتروت وجاء في الكتاب أن بلدة الزيب كانت عام 1596م/1597م لواء صفد ناحية عكا وعدد البيوت المعمورة فيها (195) بيتاً وأرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (159) من المسلمين وكانت نسبة الضريبة التي تدفع (25%) وكانت الضريبة تدفع على القمح والشعير والسمسم والقطن والزيتون والعنب وأشجار الفواكه وكانت تدفع رسوم على الماعز والجواميس وكانت تدفع رسوم الزواج وكانت أراضيها خصبة مزدهرة ولها عدد من المراعي.

المسجد والحياة الثقافية

كان في الزيب مسجد قديم ويعتبر أقدم بنيان في البلدة وكانت تقام في المسجد صلاة الجمعة والجماعة والعيدين.

وكان المسجد هو المدرسة قبل افتتاح المدرسة في فترة الانتداب البريطاني ، حيث اعتنى أهالي الزيب بالتعليم فكان عندهم شيوخ الكتاب الذي لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إحياء التعليم ليس في الزيب فحسب بل في كل المنطقة وكثير من اهالي الزيب كانوا يلمون بالقراءة والكتابة في العهد العثماني وكان في الزيب مدرسة تأسست عام 1920م وفي عام1940م أصبحت مدرسة إبتدائية كاملة.

أما إمام المسجد قبل النكبة كان الشيخ فتح الله هو المأذون الشرعي في الزيب وهو خريج الأزهر الشريف.

الزيب ناحية الساحل قضاء عكا عام 1872م

كان قضاء عكا مقسم إلى ثلاثة نواح عام 1872م هي : ناحية عكا وناحية الساحل وناحية الشاغور ، وكانت قرية الزيب تابعة إلى ناحية الساحل وقرى الساحل هي : الزيب ، العان ، بصه ، الشيخ داود ، عمقا ، أبو سنان ، برقا ، كفر ياسيف ، كويكات ، جيد ، يانوح ، جولس ، مكر ، جديدة ، عونه ، نهر ، المزرعة  ، المنشية.

خرب الزيب

في بلدة الزيب عدد من الخرب منها ما كان معموراً قبل النكبة مثل خربة المنوات ومن هذه الخرب:

1ـ خربة حُمصين : تحتوي على بقايا أعمدة كبيرة وأحجار لأساسات بناء وبقايا معصرة زيتون ومدافن.

2ـ خربة الشقف : شرق القرية.

3ـ خربة المنوات : شرق الزيب أهم معالمها البويرية بالإضافة إلى صهاريج منقورة في الصخر وكانت هذه الخربة عامرة وعدد بيوتها قبل النكبة حوالي (20) بيت معمور وفي سنة 369هـ الموافق 979م توفي فيها الشيخ أحمد بن عطاء بن احمد بن محمدد بن عطاء ابو عبد الله الروزباري وكان الشيخ الشام في وقته.

4ـ خربة العمود : يقال أنها بلدة (عمعاد) العربية الكنعانية.

5ـ خربة بير الخزنة : فيها صهاريج منقورة في الصخور.

6ـ خربة منية الزيب : جنوب القرية على ساحل البحر..

7ـ خربة الشومرية : يوجد فيها آثار جدران.

8ـ خربة عبده : يرجح أن بلدة عبدون الكنعانية تقوم على مواقع الخربة.

9ـ خربة بيت عبرا : في الجنوب الشرقي من القرية وفيها آثار فنيقية.

10ـ خربة السويجرة : تحتوي على جدران من الحجارة المنحوتة وفيها أرض صغيرة مرصوفة بالفسيفساء.

11ـ خربة طيبيريا : هي شرق الزيب وترتفع (200) متراً عن سطح البحر وتحتوي على  أكوام وحجارة وصهاريج وبقايا أبنية قديمة.

كلمة لا بد منها

إن الحنين إلى الزيب مسقط رأس الآباء والأجداد والحنين إلى شاطئ الزيب الجميل وصيد السمك حيث امتاز أهلها بصيده وبفن طبخه ويشتاق أهل الزيب إلى مصب وادي القرين شمال الزيب وهذا الوادي معدل التفريغ السنوي من الماء إلى البحر المتوسط سبعة ملايين ونصف المليون من الأمتار المكعبة وأمام مصب الوادي ثلاث قلاع من الصخر وكأنها ثلاث حزر صغيرة ولا ينسى أهالي الزيب بيارات الحمضيات والموز والبساتين المروية من العيون ودائماً يتذكرون موسم حصاد القمح والشعير وقطف الزيتون ويشتاقون إلى مسجدها ومدرستها.

هذه هي الزيب عند أهلها وما هي إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن الزيب المبعد عن أرضه على طريقة التطهير العرقي تاركين أعز ما يملكون الزيب الضاربة جذورها عميقاً في رحم التاريخ ، هذا هو الحاضر لأهل الزيب الصعب الذين يعيشونه في كل أماكن تواجدهم.

وأخيراً

إن بلدة الزيب صاحبة التاريخ العريق وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة لا يفي الزيب ولا أهلها حقهم وهي بحاجة إلى كتابة التاريخ القديم والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية والصحية والأزياء الشعبية والتاريخ في فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني وثورة عام 1936م ـ 1939م والثوار والنكبة وقصة الرحيل والشهداء ومذبحة الرجال في إضراب الـ 1936م ومذبحة الرجال في عام 1948م ومذبحة أهالي الزيب في مخيمات لبنان وخصوصاً صبرا وشاتيلا… إلخ.

وبلدة الزيب كلها بحاجة إلى كتاب بل إلى موسوعة لأنها بحاجة إلى ذلك اتمنى من أهالي الزيب جميعاً والمثقفين خصوصاً البدء بهذا العمل النفيس.

وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بالوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد والشكر للسيد وائل الكواملة ابو فايز ابن قرية زكريا وزوجته السيدة أم فايز فهيمة السعدي ابنة قرية الزيب والاستاذ فهيم السعدي الزيباوي الذين كانوا سبباً في إظهار هذه الدراسة  ، وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طيرة حيفا الفلسطينية في عهد الدولة العثمانية – الجزء 2/2

إعداد الباحث عباس نمرعضو اتحاد المؤرخين العرب لقد تحدثنا في الحلقة الأولى حول المقدمة والموقع ...